تنفيذية “التعاون الإسلامي” تدين الاعتداءات على الأقصى
22 الاعلامي– دانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي خلال الاجتماع الاستثنائي في مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة أمس الثلاثاء، الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك.
وجاء الاجتماع بناء على طلب الأردن وفلسطين، وبالتنسيق والتشاور مع السعودية رئيسة القمة الإسلامية الحالية، ورئيسة اللجنة التنفيذية، لبحث التطورات الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى.
وأكد المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي الدكتور صالح السحيباني أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك والشعب الفلسطيني الشقيق تشكل في مجملها استفزازا لمشاعر ملايين المسلمين، وتغذي الصراع والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة، وتعد انتهاكا صارخا للقرارات الدولية ذات الصلة.
وقال السحيباني: إن ما حصل قبل أيام في القدس الشريف من اقتحام لباحات المسجد الأقصى المبارك من لدن المتطرفين الإسرائيليين؛ أيا كانت صفتهم، لا يمكن أن يرى في معزل عن الأحداث التي وقعت قبل عقدين من الزمن حينما قام مسؤول إسرائيلي كبير بمثل ذلك، ما أدى إلى مقتل المئات من الأشقاء الفلسطينيين إثر تفجر الانتفاضة الثانية.
وأضاف “من هذا المنطلق نؤكد أن مثل هذه التطورات السلبية الخطيرة تلح على المجتمع الدولي إلى المسارعة بحل الوضع الراهن لتجنب المنطقة الصراعات والمواجهات، وتحذر سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك”.
وجدد السحيباني موقف السعودية الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازات فيه، محملا السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن أية نتائج أو تداعيات حيال ما تتخذه من سياسات وممارسات استفزازية في مدينة القدس والاعتداء على أهلها ومقدساتها، والتي تقوض في النهاية جهود السلام الدولية، وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية.
من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، أن الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك، تعد مساسا بمشاعر وعقيدة المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقرارات الأممية.
وشدد الأمين العام في كلمته خلال الاجتماع على أن من شأن هذه الاعتداءات أن تغذي العنف والتوتر وتزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيا إلى تحرك دولي مسؤول يلزم إسرائيل بوقف هذه الانتهاكات الخطيرة بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك باعتباره مكان عبادة خالصا للمسلمين وحدهم.
وأوضح الأمين العام أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإجراءات تستهدف تغيير الوضع الجغرافي والديموغرافي في القدس المحتلة، وطمس هويتها العربية الإسلامية، والاعتداء على مقدساتها الإسلامية وبخاصة المسجد الأقصى المبارك من خلال إغلاق بواباته، والاعتداء على المصلين ومنعهم من الوصول إليه، واقتحامه من قبل المستوطنين المتطرفين وكبار المسؤولين الإسرائيليين تحت حماية قوات الاحتلال، ولا سيما الاقتحام الاستفزازي لوزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف ايتمار بن غفير إلى الأقصى المبارك.
ودعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى حشد ومضاعفة جهود المنظمة السياسية والاقتصادية والإعلامية من أجل حماية القدس المحتلة، ودعم صمود أهلها في مواجهة مخططات التهويد الإسرائيلية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية الثابتة.
بدوره، عبر المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير ماهر الكركي عن شكره للمملكة العربية السعودية على دعمها المتواصل لمنظمة التعاون الإسلامي وما تقوم به من جهود مخلصة للدفاع عن قضايا أمتنا الإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
وأكد أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى حملت هذه المرة طابعا رسميا باقتحام الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المعروف بسجله العدائي والعنصري ضد الشعب الفلسطيني.
وقال إنه منذ احتلال القدس عام 1967 لم تتوقف حكومة السلطة القائمة بالاحتلال عن محاولاتها المساس بالواقع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة والمقدسات المسيحية والإسلامية، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك.
وشدد على أن الاقتحامات الإسرائيلية المتصاعدة تأتي بهدف تغيير الوضع القائم في الأقصى، وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وفرض السيادة الاستعمارية عليه في خرق فاضح للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية.
ولفت إلى أن إسرائيل تحاول أيضا تغيير الوضع التاريخي والقانوني ليس فقط في الأقصى، وإنما في كامل مدينة القدس الشرقية وبلدتها القديمة عبر سياسة ممنهجة تفرضها الحكومة الإسرائيلية الحالية الأكثر تطرفا لتهويد المدينة وتدنيس مقدساتها وطمس هويتها وطابعها الديموغرافي والتاريخي والحضاري.
–(بترا)