مقالات

الاحتيال المالي

22 الاعلامي- د. حسام باسم حداد
مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم والخدمات والمنتجات المالية المقدمة، تتنامى أطماع المحتالين في توظيف خبراتهم التقنية باستغلال ما يمكنهم من السبل الالكترونية والاجتماعية في اختراع أساليب أحتيالية تطال المستخدمين والشركات على حد سواء، منتهزين الثغرات وأوجه القصور ونقاط الضعف في الإجراءات الرقابية والتقنية وجهل للمستخدمين. يُعرف الاحتيال المالي بأنه: أي عمل يهدف للحصول على فائدة غير مشروعة عن طريق وسائل تقنية أو مستندية أو علاقات أو سبل اجتماعية أو استخدام صلاحيات وظيفية أو إهمال متعمد أو ضعف النظم والمعايير الرقابية بشكل مباشر أو غير مباشر. الاحتيال تزييف للحقيقة وإخفاء المعلومات الهامة على الضحية وتضلليلها والكذب عليها واختلاق مستندات وهمية لا أساس لها، حيث تتطور أساليب الاحتيال وتتجدد بين فترة وأخرى، فالمحتالون مجرمون أذكياء يستطيعون إيجاد سيناريوهات لإيقاع الضحية والاستيلاء على البيانات الشخصية والمالية للأفراد وسرقة أموالهم والتصرف بها.
في عمليات الاحتيال المالي يعتبر المستخدم خط الدفاع الأول عن حساباته ومعلوماته الشخصية ومسؤولاً عن حمايتها والحفاظ عليها بعدم إفشاءها ومشاركتها مع أي طرف غير موثوق، فسلاح المحتال غالباً ما يكون ثقتك به وإقناعك بمصداقيته. وتتضمن أنواع الاحتيال المالي: احتيال بطاقات الائتمان وسرقة الهوية والاحتيال عبر وسائل التسويق الشامل. تتضمن أنواع الاحتيال عبر الانترنت: التصيد الاحتيالي والاختراقات والبرامج الخبيثة. ومن أبرز طرق الاحتيال المالي مراسلة الضحية بأسماء مؤسسات رسمية كالبنوك والمؤسسات الحكومية مستخدمة البريد الالكتروني أو الرسائل النصية مطالبة بمعلومات دقيقة عن البطاقات الائتمانية والأرقام السرية للحسابات لغايات تحديث البيانات أو الحصول على جوائز والمطالية بدفع رسوم بشكلٍ مسبق والتسوق الخفي والدفعة الزائدة والتوظيف والجوائز واليانصيب وحالات الطوارىء والشيكات المزورة وغيرها. المحتالون يستغلون الحاجات النفسية للضحايا الذين يبحثون عن الثراء السريع والجوائز المالية والعينية دون التدقيق بتبعاتها إلا أن الشيطان يكمن في التفاصيل. بالاضافة إلى دخول المواقع غير الموثوقة التي تعرض الحسابات والبطاقات إلى التسريب. وبشكل عام فإن الجهات المالية تفضل لقاء عملائها بشكل مباشر وجهاً لوجه من أجل الافصاح عن البيانات الشخصية والمالية الخاصة بهم وتحديث معلوماتهم.
ولأن المخاطر والهجمات السيبرانية وطرق الاحتيال المالي تزداد يوماً بعد يوم فإن تعزيز ثقافة المعرفة في التكنولوجيا المالية أصبحث لزماً على الجميع عبر ترسيخ وزيادة الوعي بتجنب ومكافحة الاحتيال المالي واستخدام طرق الحماية بعدم إفشاء المعلومات الخاصة وحماية الحاسوب والهاتف ببرامج ووسائل حماية أكثر فعالية وأمناً والتحقق من الجهات المتعامل معها وتغيير الرقم السري بشكل دوري والتبليغ عن أي إشتباه. وأما بالنسبة للشركات فيتوجب عليها لمكافحة الاحتيال المالي بناء استراتيجيات ومتابعة تقييمها وتحديثها والتعهد بتوفير الموارد الكافية المادية والبشرية القادرة على التصدي للاحتيال المالي. برأيي، لا بد من الاسهام في زيادة التوعية المجتمعية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن أساليب الاحتيال المالي
وخطورتها ودرئها والاستفادة من التجارب والتوصيات الدولية لتطبيق أفضل الممارسات.
Haddad_hossam@hotmail.com
المصدر: الرأي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى