22 الاعلامي – بقلم: م. أحمد نضال عواد
يعيشُ أهلُنا في فلسطين المحتلة صراعاً مع العدوّ الصهيونيّ الذي لا يلتزمُ بالمعاهداتِ والمواثيقِ الدّولية، ويواجهون أهلنا الأبطال في غـــزة وكافة أنحاء القدس وفلسطين العزيزة على قلوبنا وقلوب جميع العرب والمسلمين تهديدات وظروف صعبة تجعلهم أبطال في عيوننا دائماً.
إنّ حقّ الشّعب الفلسطينيّ في أراضيهم المحتلة لن يزول بالتقادم ومع مرور الأيّام، فأحرار هذا الشعب المتواجد في كافة أنحاء وبلدان العالم يزرعون في أبنائهم هذه القضية لتثمر زهراً لا يمكن له أن يذبل، ولتكون عقيدةً راسخةً لا يمكن لها أن تنتهي، ،إلّا بالنّصر أو الشهادة إن شاء اللّه.
وتَقِفُ المملكة الأردنيّة الهاشميّة وفي مقدمتنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه اللّه ورعاه وسدّد دائماّ على طريق الخير خطاه، وقفةً ثابتةً راسخةً تجاه القضية الفلسطينية، القضية المركزية وجوهر الصّراع في الشّرقِ الأوسطِ والمنطقة، مُدافعاً بكافة الوسائل الدبلوماسية وفي كافة المحافل الدولية عن حقّ الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، وكلنا نقف في سبيل ذلك وللحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحقن دماء الابرياء والمدنيين، وتتويج هذه الجهود بالسلام الذي من دونه لن ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار.
و إنّ المتابع لوسائل الإعلام العالمية يجدُ تزييفاً للحقائق، إذ يبين للمشاهد والقارئ أنّ اسرائيل هي الضحية وأنها تدافع عن نفسها متجاهلاً بذلك سنوات طويلة من الاعتداءات على الأبرياء والمدنيين في القدس الشريف والمسجد الأقصى وغزة وجميع مناطق الضفة الغربية، وكذلك الحصار المفروض على غزة منذ سنوات، ولذلك فإنّه على وسائل الإعلام و المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إظهار الحقيقة بشكل صحيح للمجتمع الدولي، وحيث أخشى أنّ ما يحدث هو خطوة للمزيد من التهجير للفلسطينيين نحو سيناء و الأردنّ و أن يخدم بالتالي المشروع التوسعي الاستيطاني الاسرائيلي.
المطلوب منّا جميعاً، أن نُساند الأخوة والأهل في فلسطين المحتلة والأبطال المناضلين المرابطين في غـزة بكلّ ما نستطيع وأقلها بالدعاء فاللهمّ ثبتهم و انصرهم، اللهمّ آمين يارب العالمين.
وكذلك، المطلوب من الحكومات العربيّة والإسلامية أن تتكاتف وتتعاون لاظهار الصورة الحقيقية للصراع للعالم والدفاع عن قضية العرب والمسلمين، والضغط على هذا العدوّ بكافة السُّبل والطرق الممكنة محلياً وعالمياً.
و أقف مستغرباً من دور منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان بالعالم عما يجري من استباحةٍ لدماء المدنيين دون تدخل أو جهود لحقن الدماء، وعليه فإنه على هذه المنظمات التدخل دون انحيازها لطرف على حساب الآخر أو إهمال جذور التحديات والسنوات الطويلة من الارهاب الذي يمارسه جيش الاحتلال وتصنيف المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن أراضيها المسلوبة على أنها تنظيم إرهابي متطرف و هذا يحتمل جانبين إما أنهم مع الذي يحصل من اعتداءات أو أنهم لا يعلمون الحقائق بالفعل ويحصلون على المعلومات فقط من طرف واحد دون الآخر، وبذلك عليهم الرجوع إلى جغرافية الشرق الأوسط قبل العام 1948 حيث لم تكن إسرائيل موجودة بالمنطقة، فهل يكفي توسع استيطاني وتهديد وتهجير للأبرياء والمدنيين أم أنه مخطط ويجري تنفيذه للوصول إلى دولة إسرائيل الكبرى!
اللهمّ احفظ وطننا الأردنّ الغالي، واحفظ فلسطين، وسدّد خطى قيادتنا الهاشمية الحكيمة وجميع من يريد خيراً ببيت المقدس، وأيِّد أهل بيت المقدس وغزة هاشم وأعزهم بالثبات والنصر من عندك، إنّك سميعٌ قريب مُجيب.
عينان ساحرتان، تباركت خلقة الرحمن، إنّها الرّوعة والياقوت والجمال، القدسُ وعمّان، وهي قبلة للإنسانية على مر الزمان.