22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب التميمي
في كل مرة يُطل فيها جلالة الملك عبدالله الثاني بكلماته، نسمع صوت الحكمة والرؤية الواضحة التي ترسم ملامح المستقبل.
وكإعلامية أردنية، أفتخر بجلالة الملك الذي يجسد روح القيادة الراسخة، ويضع نصب عينيه هدفًا واحدًا وهو خدمة الأردن وشعبه، وتطوير كل ما من شأنه تعزيز مكانته بين الأمم.
إن افتتاح جلالة الملك للدورة العادية لمجلس الأمة العشرين ليس مجرد إعلان عن بدء أعمال تشريعية جديدة، بل هو إعلان عن مرحلة تحمل في طياتها الكثير من الطموح والأمل.
فقد أكد جلالته في كلماته أن هذا المجلس هو نقطة انطلاق لتطبيق مشروع التحديث السياسي الذي يعزز دور الأحزاب البرامجية، ويضمن مشاركة حقيقية وفاعلة للمرأة والشباب في الحياة السياسية.
كرس جلالته كلمته لتجديد الالتزام بالعمل المشترك بين جميع مؤسسات الدولة، على أساس من التعاون والانسجام وفق الدستور.
لقد حمّل النواب والأعيان مسؤولية تاريخية لتقديم نموذج نيابي يحتكم إلى النزاهة، ويتنافس على البرامج والأفكار التي تعبر بصدق عن مصالح الوطن.
وما يميز قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني هو حرصه الدائم على تمكين الشباب، ورؤيته المستقبلية لإعدادهم لمواجهة تحديات العصر.
رؤية تتجسد في دعوته المستمرة لتحديث القطاع العام، وتطوير الإدارة العامة لتكون أكثر كفاءة ونزاهة وعدالة في خدمة المواطن.
وفي الوقت الذي يعمل فيه الأردن على تعزيز اقتصاده وتحقيق معدلات نمو مستدامة، لا ينسى جلالة الملك ثوابتنا الوطنية والقومية.
فقد أكد مجددًا أن الأردن دولة ذات هوية راسخة، تحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي، ولا تحيد عن مبادئها في سبيل تحقيق مصالحها العليا.
أما القضية الفلسطينية، فهي كما قال جلالته “قضية الحق والعدالة”، حيث يُجسد تمسك جلالة الملك بخيار السلام العادل والمشرف موقفًا أردنيًا هاشميًا ثابتًا، يستند إلى إيمان راسخ بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في استعادة حقوقه المشروعة.
وتظل القدس، قدس العروبة، أولوية أردنية هاشمية، يحميها جلالة الملك بوصايته، كما يحميها الأردنيون بقلوبهم وأفعالهم.
وعندما نتحدث عن البذل والعطاء، فإن الأردن كان دائمًا حاضرًا في الصفوف الأولى.
وقد أظهر الأردنيون، قيادة وشعبًا، معدنهم الأصيل في دعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مسطرين أروع صور التضامن الإنساني والالتزام القومي.
إن كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني تعكس رؤيته الوطنية، التي تعتبر الإنسان أغلى ما نملك.
هذه الرؤية ليست فقط طموحة، بل ضرورية لترسيخ القيم الديمقراطية التي نعتز بها، والتي تجعل من الأردن نموذجًا متقدمًا في المنطقة.
حديث جلالة الملك عن مسؤولية النواب والأعيان يعكس حرصه على تعزيز الشفافية والنزاهة في العمل البرلماني، حيث أشار إلى أهمية التنافس على البرامج والأفكار بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين.
وهنا نرى جلالته يضع خارطة طريق نحو برلمان فاعل وشريك أساسي في التنمية والتحديث.
كما أن تأكيد جلالته على ضرورة تحديث القطاع العام يُظهر التزامًا حقيقيًا بجعل الإدارة العامة كفؤة، قادرة على تقديم خدمات نوعية وعادلة لكل الأردنيين.
إنه نهج يقوم على المسؤولية والمساءلة، ويضع المواطن في قلب العملية التنموية.
ولا يمكننا تجاهل رؤية جلالة الملك الاقتصادية بعيدة المدى، التي تهدف إلى إطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني ورفع معدلات النمو، مستندة إلى الكفاءات الأردنية المبدعة والعلاقات الدولية المتينة التي بنى عليها الأردن سمعته كدولة مستقرة وراسخة.
أما على صعيد القضية الفلسطينية، فإن كلمات جلالته تُشعل فينا الفخر بموقف الأردن الثابت والراسخ، الذي لا يساوم على حقوق الأشقاء الفلسطينيين، ويستمر في الدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية تحت الوصاية الهاشمية.
هذه المواقف تُثبت أن الأردن هو القلب النابض لقضايا الأمة، وحارس الإرث العربي والإنساني.
وفي أوقات الأزمات، يُظهر الأردن بقيادته وجيشه وأبنائه أروع صور التضامن، كما رأينا في الجهود الجبارة لدعم غزة وأهلها.
هذا الدعم ليس فقط واجبًا إنسانيًا، بل تجسيدًا للقيم الأردنية الأصيلة التي رسخها جلالة الملك فينا جميعًا.
إن جلالة الملك عبدالله الثاني هو القائد الذي يرى في الإنسان الأردني أساسًا لكل تقدم.
كل كلمة قالها في خطابه تعكس حرصه على بناء مستقبل أفضل، ودولة قوية بهويتها وانتمائها، قائمة على العدالة والإبداع والإصرار.
كمواطنة وصحفية أردنية، أشعر بفخر عظيم بجلالة الملك الذي يكتب كل يوم فصلًا جديدًا في قصة الأردن العظيم.
قائد بحكمته ورؤيته الثاقبة يجعلنا نؤمن بأن الغد سيكون أجمل، وأن الأردن سيبقى عظيمًا بأهله وأرضه وقيادته.
حفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني، وأدامه قائدًا حكيمًا، وراعيًا لمسيرتنا نحو المستقبل المشرق.