مقالات
أخر الأخبار

سلهب تكتب : اليوم العالمي لحقوق الإنسان … بين الشعارات والمآسي في غزة

22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب التميمي

في العاشر من ديسمبر من كل عام، يحتفي العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، مناسبة تسلط الضوء على القيم الإنسانية الأساسية: الكرامة، الحرية، العدالة، والمساواة.

ولكنها في غزة، وكما وصفتها جلالة الملكة رانيا العبدالله في تغريدتها عبر منصة “تويتر”، ليست سوى “يوم آخر من الموت والجوع والنزوح والوباء… 430 يومًا من الحرمان الكامل من أبسط حقوق الإنسان.”

تغريدة جلالة الملكة رانيا العبدالله عن غزة في هذا اليوم ليست الأولى من نوعها؛ فهي دائمًا ما تقف بجانب المظلومين والمحرومين حول العالم، بصوتها وأفعالها التي يشهد لها التاريخ.

الملكة رانيا لطالما كانت رمزًا للإنسانية والعمل الخيري، حيث كرّست جهودها لدعم اللاجئين والنازحين، خاصة النساء والأطفال الذين يعانون من ويلات الحروب والفقر.

ومواقفها الإنسانية واضحة من خلال دعمها المتواصل للمخيمات في الأردن ومناصرتها لقضايا اللاجئين السوريين والفلسطينيين على حد سواء.

وتسعى دائمًا لتسليط الضوء على معاناة الأطفال في المناطق المتضررة، مدافعة عن حقهم في التعليم والحياة الكريمة، حيث تؤمن أن كل طفل يستحق فرصة لبناء مستقبل أفضل.

جلالتها ليست فقط زوجة قائد أو شخصية ملكية، بل هي مثال حي للمرأة الناجحة الراقية، بأخلاقها النبيلة التي تجمع بين القوة والرحمة.

استطاعت جلالتها أن تكون صوتًا عالميًا يدافع عن حقوق الإنسان، متحدثة في المؤتمرات الدولية ومدافعة عن القيم الإنسانية في كل محفل.

وفي الوقت الذي يرفع فيه العالم شعارات حقوق الإنسان، يعيش أهل غزة في حصار مستمر منذ أكثر من 15 عامًا، يتخلله عدوان وحشي مستمر يطال المدنيين الأبرياء.

الأرقام وحدها تعكس حجم الكارثة
آلاف الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال.

دمار شامل للبنية التحتية، بما فيها المستشفيات والمدارس.

أكثر من نصف السكان بلا مأوى أو طعام أو أمل في مستقبل كريم.

يثير هذا اليوم تساؤلات مؤلمة حول المعايير المزدوجة التي تُطبق على حقوق الإنسان.

كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة؟

لماذا تُغيب العدالة أمام الظلم والوحشية؟

وفي الوقت الذي تُفرض فيه عقوبات على بعض الدول لانتهاكات حقوق الإنسان، نجد أن الجرائم التي تُرتكب في غزة تمر دون محاسبة أو رادع، في مشهد يعكس تناقضًا صارخًا بين المبادئ المعلنة لحقوق الإنسان والواقع المؤلم.

أما الأردنيون، كما عهدهم العالم، يقفون دائمًا بجانب أشقائهم في فلسطين.

والحزن يخيم على القلوب، والغضب يتصاعد مع كل صورة لطفل جريح أو منزل مدمر.

رسائل التضامن من مختلف شرائح المجتمع الأردني تعكس عمق الأخوة والروابط التاريخية بين الشعبين.

تغريدة الملكة رانيا العبدالله تجسد مشاعر الأردنيين جميعًا، الذين يشعرون بأن ما يحدث في غزة لا يمس الفلسطينيين وحدهم، بل هو اعتداء على الضمير الإنساني العالمي.

لا يمكن أن يستمر الصمت الدولي. الجرائم المرتكبة بحق أهل غزة تستوجب محاسبة دولية وموقفًا حاسمًا ينهي معاناتهم.

العالم بحاجة إلى تجاوز الشعارات الجوفاء والعمل بجدية لتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال، الذي يُعد أصل كل المآسي.

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نتساءل؟!

هل ستظل حقوق الإنسان حكرًا على البعض ومجرد شعارات للبعض الآخر؟

ومتى سيقف المجتمع الدولي وقفة حقيقية لإنقاذ أهل غزة؟

جلالة الملكة رانيا العبدالله، بمواقفها الإنسانية النبيلة، تُذكرنا بأن حقوق الإنسان ليست مجرد كلمات تُقال، بل أفعال تتطلب شجاعة وإيمانًا عميقًا بالعدالة والإنسانية. غزة ستبقى شاهدة على صمود الإنسان في وجه الظلم…

وستظل الأردن وفية لقضيتها ووصايتها على المقدسات حتى تتحقق العدالة المنشودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى