مقالات
أخر الأخبار

عليدي يكتب : الذهب .. بين البريق والاختيار

22 الاعلامي – بقلم : خلدون حامد عليدي

كان الذهب، منذ الأزل، وعدًا يتلألأ في أعين العرائس، رمزًا للأمان والاستقرار، ولغة غير منطوقة تفصح عن الود والهيبة والمكانة. لكنه اليوم يواجه أسئلة لم يواجهها من قبل: هل سيبقى هو الملك المتوج في أعراسنا؟ أم أن الزمن سيحمله إلى رف التقاليد الجميلة، ويمنح العروس بدائل أكثر عملية؟

بريقٌ باهظ الثمن
لم يكن الذهب مجرد زينة، بل كان صندوق ادخار متنقلًا، يختبئ في أساور العروس وخواتمها وأقراطها، ليكون سندًا لها في الأيام الصعبة. لكنه اليوم أصبح عبئًا، ليس فقط على العريس، بل على منظومة الزواج بأكملها. فهل يستحق هذا المعدن الأصفر أن يكون العائق الذي يؤجل ارتباط قلبين؟

حين تصبح الهدية قرارًا واعيًا
إن الفكرة ليست في التخلي عن الذهب، بل في إعادة تعريفه. ليس بالضرورة أن يكون الذهب ثقيلًا على الكاهل حتى يكون له معنى. يمكن أن يكون رمزًا صغيرًا يحمل قيمة عاطفية قبل أن يكون رقمًا في فاتورة الشراء. يمكن استبداله بخيارات أخرى أكثر واقعية، تعكس الحب والدعم دون أن تثقل المستقبل بالديون.

بين البريق والتوهج
لا تزال بعض العرائس يتمسكن بالذهب كحق مكتسب، لكن أخريات بتن يبحثن عن ما هو أبقى: حياة تبدأ بخيارات أذكى، بعيدًا عن أعباء التكاليف التي تصنع زواجًا مترفًا في بدايته، لكنه هش في استمراريته.

فهل سنشهد يومًا يصبح فيه الذهب خيارًا لا شرطًا؟ ربما لن يحدث ذلك بين ليلة وضحاها، لكن الفكرة بدأت… وهي كشرارة، قد تكبر حتى تصبح ضوءًا جديدًا يضيء درب العرسان الجدد.

خلدون حامد عليدي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى