22 الاعلامي : بقلم: الاعلامية آلاء سلهب التميمي
العمل السياسي ليس ترفًا أو مجرّد خيار لمن يرغب في خوضه، بل هو واجب ومسؤولية يفرضها الإحساس العميق بالانتماء للوطن والرغبة الصادقة في خدمة المجتمع.
لم يكن دخولي المعترك السياسي خطوة عابرة أو تجربة عابرة، بل كان مسارًا اختطته القناعة بأن الإصلاح الحقيقي لا يكون بالكلام وحده، وإنما بالفعل والممارسة على أرض الواقع.
منذ أن قررت خوض غمار العمل السياسي، كنتُ مدركة لحجم التحديات التي ستواجهني، خصوصًا كامرأة تسعى لإثبات وجودها في مجتمع سياسي يتطلب جهدًا مضاعفًا لإثبات الكفاءة.
العمل السياسي ليس مجرد ظهور إعلامي أو شعارات تُرفع في الحملات الانتخابية، بل هو مسؤولية يومية تتطلب الصبر، التخطيط، والتفاعل المستمر مع قضايا الناس وهمومهم.
كانت تجربتي في الانتخابات ضمن قائمة حزبية لحظة فارقة في مسيرتي. في البداية، كان هناك الكثير من التحديات، من إقناع الناخبين بفكرة العمل الحزبي إلى مواجهة التصورات النمطية عن دور المرأة في السياسة.
لكنني وجدت أن الانتماء لحزب سياسي يمنح المرشح قوة مضاعفة، حيث لا يكون الفرد وحده في الميدان، بل يعمل ضمن رؤية وبرنامج جماعي يسعى إلى التغيير الفعلي.
ورغم الصعوبات، إلا أن هذه التجربة كشفت لي عن مدى تعطّش المجتمع لوجوه جديدة تحمل فكرًا إصلاحيًا حقيقيًا، ومدى أهمية أن يكون للمرأة دور فاعل في صناعة القرار.
العمل السياسي ليس مجرد خوض للانتخابات أو الفوز بمقعد نيابي، بل هو التزام دائم بمسؤوليات تجاه المجتمع، بدءًا من تمثيل الناس بصدق، وصولًا إلى السعي لحل مشكلاتهم والتأثير في القرارات السياسية.
حين قررتُ أن أكون جزءًا من المشهد السياسي، لم يكن هدفي تحقيق مكاسب شخصية، بل أداء واجب تجاه وطني وإحداث فرق ملموس في حياة الناس.
تجربتي في الانتخابات والعمل السياسي أثبتت لي أن الطريق ليس سهلًا، لكنه يستحق الجهد.
ونحن بحاجة إلى مزيد من الوعي السياسي، وإلى دعم العمل الحزبي باعتباره أساسًا لأي تجربة ديمقراطية حقيقية.
رسالتي لكل من يفكر في دخول هذا المجال، خاصة النساء، أن السياسة ليست حكرًا على أحد، بل هي ساحة لكل من يحمل مشروعًا إصلاحيًا ورؤية صادقة.
فالمعركة ليست فقط في صناديق الاقتراع، بل في القدرة على إحداث التغيير وتحمل المسؤولية بعد الفوز.
السياسة مسؤولية، والعمل الحزبي التزام، والنجاح الحقيقي هو القدرة على التأثير الإيجابي في حياة الناس.