مقالات
أخر الأخبار

الزيود يكتب : الداعية الكويتي د. عبد الرحمن السميط “رحمه الله” وتجربته الإنسانية مع الجيش الأردني

22 الاعلامي – بقلم: غسان عبد الكريم الزيود
رئيس جمعية الشهيد راشد الزيود للأعمال الخيرية والتنموية

من المواقف التي لم ولن أنساها ما حييت ومحفورة بأعماق ذاكرتي زيارة الشيخ عبدالرحمن السميط للأردن فأثناء عملي في المكتب الثقافي الكويتي التابع لسفارة دولة الكويت في الأردن عام 2007م كان لي الشرف أن أكون أحد أعضاء اللجنة العليا المنظمة للأسبوع الثقافي الكويتي الثالث بتنظيم من المكتب الثقافي الكويتي في عمّان، واثناء جلسات التحضير للأسبوع الثقافي تم طرح سؤال من قبل د. حمد الدعيج مدير المكتب الثقافي الكويتي (السفير لاحقا) من تقترحوا ضيافاً للشرف لهذا الأسبوع، قلت بلا تردد اقترح أن يكون الداعية الكويتي الكبير د. عبدالرحمن السميط ويشغل منصب رئيس جمعية العون المباشر المتخصصة بالعمل الإنساني في إفريقيا، وبلا تردد تواصل الدكتور الدعيج مع مكتب السميط في الكويت وكان الجواب أن الدكتور السميط حالياً في زيارة لكينيا ويعود إلى الكويت في التاريخ الفلاني، وفي ذلك التاريخ سافر الدكتور الدعيج إلى الكويت وقابل د. السميط وعرض عليه أن يكون ضيف الشرف ووافق لعرض تجربته وتجربة الكويت في العمل الخيري والإنساني.
استبقنا الحفل الرئيسي بعمل محاضرتين الأولى للدكتور السميط والثانية لزوجته وتمت اقامتهن في المركز الثقافي الملكي، اليوم التالي كان الحفل الرئيس في قصر المؤتمرات التابع لجامعة العلوم التطبيقية وبعد تقديم عريف الحفل للداعية د. عبد الرحمن السميط … صعد السميط إلى المنصة الرئيسية والكل يتوقع منه أن يتحدث عن مشاريعه الإنسانية والخيرية والتعليمية والاغاثية والدعوية في كينيا وتنزانيا وسيراليون ومدغشقر وغيرها من الدول الافريقية، لكن كانت المفاجأة وعندما وقف خلف الميكروفون لإلقاء كلمته صاح بأعلى صوته… أُحب الأردن… أفدي الأردن… اتمنى أن أحيا وأموت وادفن في الأردن هل تعلمون لماذا يا سادة؟
عندما احتلت العصابات المسلحة في سيراليون دور الأيتام التابعة لجمعية العون المباشر قام الجيش الأردني باستعادتها لي لا بل قاموا بصيانتها وتسليمها على أحسن حال بعد ان عاثت بها العصابات فسادا، وعندما هربت كل المنظمات الإنسانية والاغاثية من السودان أثناء المجاعة الكبيرة التي ضربت السودان عام 1984 لم يتبقَ معي في الميدان إلا الجيش الأردني يقدم المساعدات الإنسانية والاغاثية على أكمل وجه، ولن أنسى وقفات الجيش الأردني معي في أثيوبيا وانغولا وساحل العاج وارتيريا، هل تعلمون لماذا أحب الأردن؟ … احببته لحبي للجيش الأردني الإنساني ولمعدن أفراده وضباطه ونخوتهم التي لا ينكرها إلا جاحد. كانوا دوما خير السند لي في رحلاتي، وافرح كثيراً عندما يقولوا لي هنالك كتيبة أردنية في هذه الدولة في غابات وادغال افريقيا، يفتحون المستوصفات الطبية ويقدمون المساعدات الإنسانية والاغاثية، لذلك دوماً ارفع القبعات لهم وأحبهم لإخلاصهم في عملهم فهم بلد النشامى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى