اخرى

ما وراء كلمات “الملك الغاضب” عن “إبنه الشهيد”.. أردنيون يشاطرون قائدهم “الغضب”

22 الإعلامي- كعادته “فرحاً وترحاً” يجد الأردنيون جلالة الملك عبدالله الثاني بينهم من دون أي مظاهر عسكرة أو جلبة لمشاركة الأردنيين “فرحهم وغضبهم وحزنهم”، لكن في حالة الشهيد عبدالرزاق الدلابيح يتراجع الفرح ويبرز غضب الأردنيين الشديد والذي تُرْجِمَ على ملامح الملك الذي ظهر معزياً ومواسياً، لكن يظل الأهم الذي توقفت عنده وسائل إعلام عربية ودولية هو “حجم الغضب” الذي ظهر على وجه جلالة الملك وهو يؤكد لذوي الشهيد بأن “يد العدالة ستطال الفاعل”، وأن العدالة ستأخذ مجراها فورا، فيما توقف أردنيون عند دلالات أن يعتبر الملك الشهيد الدلابيح “إبنه الشهيد”، وهو ما قاله كل أردني من أن الشهيد الدلابيح هو “فقيد كل بيت أردني”.

ورغم أن الملك قد تحدث بكلمات مقتضبة خنقته العبرات مرارا وهي ينطق بها وفق لأقارب الشهيد الذين استمعوا الكلمة مباشرة، إلا أن كمية “الحسم والحزم” التي ظهرت في حروف كلماته كانت كفيلة بطمأنة الأردنيين الذين وضعوا أيديهم على قلوبهم فيما كانت الأخبار السيئة تملأ البلد، فيما طبقة المسؤولين غائبة عن السمع والنظر، وبلا أي ظهور حكومي حتى ظهور الملك عبدالله الثاني الذي لم يخف في كلمته تفهمه “الوجع الاقتصادي” للأردنيين والذي يستدعي الاعتراض والغضب بسبب قرارات حكومية، فيما يفرق الملك بين مواطن موجوع اقتصاديا عبّر عن همه ووجعه، وبين “خارج عن القانون” يريد أن يستغل أي توتر أمني للإساءة للدولة، والاعتداء على رجال الأمن والممتلكات العامة.

وجد أردنيون في كلمة الملك “رسالة طمأنة” لكل بيت في الأردن، من أن هنالك ملك يراقب ويتابع، والأهم يظهر لمواساة عائلته الكبيرة في المحن الوطنية كما فعل تماما عندما نفد مخزون الأكسجين من مستشفى السلط، وهو ما تسبب بوفاة عدد من الأردنيين كانوا يعالجون من فيروس كورونا، لكن يظل الأهم أردنيا هو حالة الغضب التي لاقى بها أردنيون الملك الغاضب، فقد اتحدّ الغضب الأردني ضد التخريب واستغلال الظرف الأمني للخروج عن القانون، وضرب الممتلكات العامة، إذ لا يوجد أردني عاقل يقبل بهذا العبث والتخريب، مثلما لا يوجد أردني واحد يعترض على حق المواطن بالاعتراض والغضب من سياسات اقتصادية غير مدروسة بعناية، وأخرى يمكن تفاديها في ظل مناخ اقتصادي عالمي صعب وكارثي ويُنْذر بـ”الأسوأ” حتى داخل الدول تلك التي تُصنّف بأنها “ثرية وغنية”.

المصدر: جفرا نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى