خبراء يدعون لاستراتيجية وطنية لضمان أمن الطاقة والاستغلال الأمثل لمصادرها
22 الاعلامي
أكد خبراء طاقة على ضرورة استغلال مصادر الطاقة المتوفرة بالشكل الذي يعود بالفائدة على الوطن وتخفيف فاتورة الطاقة، وضرورة التركيز على المصادر المحلية للطاقة، واستخدام الطاقة النووية من خلال المفاعلات الصغيرة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدتها لجنة الطاقة في نقابة المهندسين تحت عنوان (الطاقة في الأردن – واقع وطموحات) في مجمع النقابات المهنية، تحدث فيها عدد من الخبراء، بمشاركة مهتمين وأصحاب اختصاص من القطاعين العام والخاص والجامعات الأردنية، بحضور نائب نقيب المهندسين المهندس فوزي مسعد وأعضاء مجلس النقابة وأمينها العام.
وقال مسعد، إن المملكة خطت خطوات رائدة في مجال انتاج الطاقة النظيفة، حيث بلغ الإنتاج حاليا 27 بالمئة من مجمل مصادر الطاقة الكهربائية وتعمل حاليا أن تصل هذه النسبة الى 50 بالمئة بحلول عام 2030، رغم أن مصادر الطاقة المتجددة في الأردن هي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبشكل محدود الطاقة الحيوية، مشيرا الى أن من اهم تحديات الطاقة المتجددة في الأردن التمويل والبنية التحتية.
وأشار إن من المجالات الهامة التي يعمل عليها الأردن مشاريع الهيدروجين الأخضر، لافتا الى أن وزارة الطاقة تقوم حاليا بإعداد استراتيجية الهيدروجين الأخضر في الأردن وبما يفتح مجال الاستثمار لجعل الأردن مركزا إقليميا للطاقة الخضراء.
وببين أن التغير المناخي هو قضية ذات أولوية وأحد أبرز التحديات التي يواجهها العالم والتي تحتاج الى جهود دولية لإيجاد الحلول المناسبة لها والحد من آثاره، رغم أن مساهمة الأردن في انبعاثات الكربون لا تتعدى 0.07 بالمئة.
ولفت الى أن نقابة المهندسين تعمل باستمرار على تطوير الموارد البشرية والكفاءات الهندسية العاملة في مجال البيئة والتكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره ولمواكبة التطورات في هذا المجال، وسيتم إطلاق تخصص هندسي جديد قريبا في مجال التغير المناخي والاقتصاد الأخضر وبما يؤهل المهندسين من كافة التخصصات والمكاتب والشركات الهندسية العمل في مجال الاقتصاد الأخضر في قطاعات الطاقة، المياه، النفايات، الزراعة، السياحة، والنقل.
بدوره أكد رئيس اللجنة الدكتور محمد بركات أهمية وضع استراتيجية واضحة لضمان أمن الطاقة، مؤكدا إن أمن المصدر يحتل أهمية قصوى، وحين يكون المصدر محليا يصبح أمن المصدر جزءا من أمن الدولة.
وأضاف، حين يكون المصدر خارجيا، وتكون الطاقة الأولية من نفط وغاز ومشتقات مستوردة، فإن أمن الطاقة يصبح مرتبطا بأمن المصدر وطبيعة العلاقة السياسية معه، والاستراتيجيات التي يتبعها في تسييل عمليات التصدير.
وشدد بركات على ضرورة الاهتمام بالطاقة المتجددة والتوجه في الوقت نفسه نحو الطاقة الذرية كونها طاقة نظيفة وآمنة وتعتبر الوسيلة المضمونة لسد حاجات المملكة المستقبلية وخاصة في مجال تحلية ونقل المياه.
من جانبه قدم مدير عام شركة تعدين اليورانيوم الدكتور محمد الشناق عرضا عن مراحل تطوير مشروع اليورانيوم الأردني نحو الإنتاج التجاري، مشيرا الى أن الشركة قامت بإجراء أعمال استكشافية واسعة النطاق في وسط الأردن لتحديد موارد اليورانيوم وفقا لمعايير (JORC) العالمية، كما تم تحقيق خطوات ناجحة ورئيسية في تصميم وهندسة عملية استخلاص اليورانيوم وبناء مصنع تجريبي لمعالجة عشرات الأطنان من خام اليورانيوم في المصنع التجريبي لإنتاج عشرات الكيلوغرامات من الكعكة الصفراء.
وأوضح أن تجارب المصنع التجريبي توفر البيانات الأساسية التي تلزم عمل التصاميم الهندسية التفصيلية ودراسات الجدوى الاقتصادية للمستوى التجاري، مشيرا الى أن الارتفاع الكبير بأسعار اليورانيوم العالمية خلال الاشهر القليلية الماضية جذب انتباه الشركات الإقليمية والعالمية نحو الاستثمار في تعدين اليورانيوم.
وعرض مفوض مفاعلات الطاقة النووية في هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد الخصاونة لتطلعات الهيئة لاستخدام المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة (SMRs) وإدخال الطاقة النووية في خليط الطاقة الوطني، مؤكداً أن الطاقة النووية تعد من أفضل مصادر الطاقة منخفضة الكربون في العالم ويمكن استخدامها في العديد من المجالات، ويجري حالياً تنفيذ تقييمات فنية ودراسات جدوى اقتصادية لعدد من تصاميم المفاعلات الصغيرة المدمجة.
وأوضح أنه يتم عمل دراسات جدوى تفصيلية لاستخدام الطاقة النووية في تحلية وضخ المياه في المملكة، وتعكف الهيئة على إجراء دراسات لإدماج المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة مع مشروع الناقل الوطني، متطرقا إلى آلية عمل مفاعلات الطاقة النووية ومساهمتها المستقبلية في خفض تكاليف إنتاج الطاقة مقارنة مع مصادر توليد الطاقة التقليدية التي تشكل أعباء مالية إضافية على الحكومات.
وبين أن العديد من المفاعلات الصغيرة المدمجة صُممت لأغراض واستخدامات متعددة بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء مثل تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين، مما يضيف إلى فوائدها ويزيد من كفاءتها، موضحا أن أن هذا النوع من المفاعلات يمتاز بحاجته القليلة إلى مياه التبريد مقارنة مع مفاعلات الطاقة النووية الكبيرة التقليدية.
من جهته عرض رئيس قسم المسوحات الجيولوجية والجيوكيميائية وزارة الطاقة والثروة المعدنية الدكتور أحمد الغرايبة لوضع الطاقة الحرارية الجوفية (الجيوثيرمال) في الأردن، مشيرا الى أنها تقع على طول صدع البحر الميت التحولي وهي ضمن المحتوى الحراري المنخفض إلى المتوسط.
وبين أنه تم مؤخراً اكتشاف بئر مياه ساخنة حرارته تزيد على (77) درجة مئوية في منطقة القسطل جنوب مطار الملكة علياء الدولي والتي يمكن استغلالها اقتصادياً في الاستعمالات آنفة الذكر بالإضافة إلى إمكانية استغلالها في تدفئة المطار أو المنشآت القريبة، مشيرا الى أن هناك فرصا كثيرة ضائعة لعدم استغلال الطاقة الحرارية الجوفية في الأردن بالشكل الأمثل.
–(بترا)