سماد الكومبوست.. مشروع زراعي بيئي يعزز طموح الشباب
22 الإعلامي – رزان المبيضين- بعد أن أتمت متطلبات دورة في صناعة السماد العضوي الحيوي “الكومبوست” بدأت طالبة الهندسة الزراعية آيات البدارنة بإنشاء مشروعها الخاص بتحضير هذا النوع من السماد وتسويقها من قبيل الاعتماد على الذات، ضمن مساعيها لاستكمال دراستها العليا من عوائد هذا المشروع.
و “الكومبوست” هو سماد حيوي محلل مخمر ومعقم يمكن الحصول عليه من تخمير البقايا النباتية بعد تفاعله طبيعيا مع خليط من الميكروبات.
وتوضح البدارنة في حديثها لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن من الممكن التغاضي عن شراء هذه المادة وتصنيعها منزليا بحيث يمكن ضمان خلوها من الأمراض وبذور الحشائش الضارة ومسببات الأمراض أثناء عملية التخمير التي تراعي قواعد محددة ما يوفر كلفة استخدام المبيدات بنسبة تقدر بـ 60 %، مشيرة الى أنه بتدوير فضلات 2283 مزرعة حيوانات، والمخلفات النباتية، والنفايات الجافة عضويا، يمكن المحافظة على البيئة والحد من تلوث الهواء والتربة والمياه الجوفية.
وقالت، إن هذه المادة مفيدة في زيادة خصوبة الأرض البور والكلسية ورفع إنتاجية المحاصيل بأنواعها، كما تحفظ مياه الري من التبخر أو التسرب، وتساعد على تهوية التربة وتنشط الكائنات الحية الدقيقة فيها وتقاوم أشكال التعرية، إلى جانب معالجتها للتربة الطينية بتحسين تصريفها وجعلها أكثر “مسامية” لناحية تأمين التهوية الجيدة فيها، ومساعدة الجذور على اختراقها.
وبينت أن هذا النوع من الأسمدة يعالج أيضا التربة الرملية ويحسن من قدرتها على الاحتفاظ بالماء والعناصر المغذية للنبات من خلال عمله على تجميع وربط جزيئاتها، لافتة بهذا الخصوص الى أنإضافة الأسمدة الكيميائية تعني استفادة النبات بنسبة 20% فقط وتحول الباقي النسبة الباقية الى ملوثات بيئية ما يخلف نفعا قريب المدى وتأثيرا سلبيا على المدى الطويل.
من جهته، أكد عضو هيئة التدريس بقسم الموارد الطبيعية والبيئة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور عمار البلاسمة، أن مثل هذه المشاريع بمتطلباتها البسيطة يفتح فرص عمل للشباب ليكونوا منتجين ويعكس وعيا رافضا لمفهوم البطالة ومعززا لفكرة الاعتماد على الذات.
وأشار الى أن الأسمدة العضوية تعتمد في إنتاجها على الزبل الحيواني وحينما يدخل “الكومبوست” ضمن عملية إنتاجها تصبح بحسب تعبيره “صحية أكثر” كونه آمنا على المزروعات، إضافة إلى مساهمته في رفع من المغذيات الموجودة في التربة وتقليل الاحتياجات المائية اللازمة لها.
وأفادت الخبيرة والمدربة في هذا المجال عبلة أبو الحاج، أن إنتاج السماد العضوي الحيوي يبدأ عند هضم الكائنات الحية الدقيقة للمخلفات العضوية الطبيعية وله أكثر من نوع وطريقة تخمير، ويختلف في مدد إنتاجه فمنه ما يحتاج إلى معدل 10 أيام ومنه ما يستغرق فترة 3 سنوات ليصبح جاهزا للاستخدام بهدف إعادة بناء التربة تحت مبدأ كل ما خرج من الأرض يعود إليها.
وذكرت أن استنزاف التربة وفقدانها لمغذياتها أمر ينبغي تداركه بالنظر إلى أقوال بعض العلماء الذين يفيدون بأنه ومع حلول عام 2050 لن تصبح التربة صالحة للزراعة، وهو ما يستوجب وقف الممارسات السلبية التي تؤثر على نوعية التربة كعمليات البناء والهدم واستخدام المبيدات الكيميائية، وتزويدها بالسماد العضوي الحيوي في مرحلة ما قبل الزراعة.
ويصل الفائض من المواد العضوية القابلة للتحويل إلى سماد لدى بعض البلديات حسب تقدير أبو الحاج إلى 75%، ما يعني إتاحة الفرصة للتصنيع والتصدير وإعادة بناء الأراضي وتشغيل الأيدي العاملة في الزراعة وتقليل نسب البطالة، لأن قوة الأرض الزراعية بالمحصلة تعطي محاصيل صحية نظيفة تنعكس على صحة الإنسان، حيث من الأهمية بمكان أن يبدأ كل فرد من حديقة منزله، أو مزرعته.
ونصحت ابو الحاج بتخصيص فصل دراسي لطلاب الهندسة الزراعية يخصص لهذه المادة الحيوية كي يتشكل لديهم وعي تام بدورها وأهميتها البيئية، إلى جانب تأهيل البلديات لإنتاج هذه المواد وتزويدها بالمعدات اللازمة لذلك، مشيرة الى أن من الممكن توليد الكهرباء والغاز من هذه المادة.
إلى ذلك قالت رئيسة جمعية نادي صاحبات الأعمال والمهن المهندسة رنا العبوة، إن المشروعات الناشئة والريادية تعتبر واحدة من أهم السبل لدعم الاقتصاد بالنظر إلى الأفكار الخلاقة التي تنبثق منها، حيث يسعى الرياديون دوما الى تحويلها إلى واقع، معولة على استغلال أصحاب هذه المشرعات للدعم الذي تقدمه حاضنات الأعمال كي يتمكنوا من دفع عجلة تطورها.
(بترا)