برعاية سمو الأمير الحسن مؤتمر العقبة الهندسي ينطلق في العقبة .. صور
22 الاعلامي – برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء الجمعية العلمية الملكية انطلقت، اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر العقبة الهندسي الدولي تحت شعار “سلامة، بيئة، طاقة، استدامة”، الذي نظمه فرع نقابة المهندسين الأردنيين في محافظة العقبة، بمشاركة محلية وعربية واسعة.
أكد سموه، في كلمة له في افتتاح المؤتمر عبر تقنية الاتصال المرئي، أهمية توجيه السياسات لتلبية الاحتياجات الإنسانية والبيئية، والتركيز على جهود التنمية وتكريس العلم والتكنولوجيا لإدارة الموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية بأفضل شكل.
وقال سموه: “ان الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي في جنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا يؤكد لنا أنه من أجل إدارة الكوارث بأشكالها المختلفة لا بد من فهم أنماطها وأنواعها سواء تلك الأساسية الناتجة عن القوى الطبيعة كالزلازل والفيضانات والبراكين وغيرها، أو الكوارث التي يمكن التنبؤ بها كالمجاعات والأوبئة، أو الكوارث المتعمدة كالحروب، أو العارضة كالكوارث الصناعية والنووية”.
ولفت سموه إلى أن حدوث هذا الزلازل لا يذكرنا فقط بأهمية الهندسة السليمة للبناء، إنما بأهمية التركيز على مثلث الجغرافيا والجيولوجيا والجيوفيزياء، وضرورة تطوير “الوادي المتصدع الكبير” وتسليط الضوء على الفهم العلمي للمخاطر الطبيعية، وتمكين وتفعيل المجتمعات على طول هذا الصدع.
وأشار سموه إلى ضرورة غرس الإحساس بالواجب اتجاه المنطقة وشعوبها، وتعزيز التعاون الإقليمي ومشاركة البيانات كخطوة مهمة إلى الأمام.
وجدد سموه الدعوة لتأسيس هيئة تسمح للدول المشاطئة للبحر الأحمر بتبادل الخبرات ووضع حلول تقنية وبحث التحديات المشتركة.
وبهذا الصدد نوه سموه إلى أن المؤتمر الذي عُقد العام الماضي في مدينة العقبة بعنوان “المؤتمر الدولي الأول “الفضاء البيئي للبحر الأحمر: جوانب المحافظة والإدارة البيئية البحرية للبحر الأحمر” جاء ضمن توصياته ضرورة تنسيق التعاون الإقليمي والدولي، وإتاحة البيانات للمنفعة العامة خاصة للدول المشاطئة للبحر الأحمر، وتعزيز الاقتصاد الأزرق والاقتصاد الأخضر في الإقليم لمعالجة التدهور البيئي، وتمكين وتفعيل المجتمعات للمشاركة كأطراف فاعلة لإدارة الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، وتطوير أدوات لرصد وتقييم المخاطر ووضع سياسات للتصدي لها، مشدداً سموه أن هذه التوصيات لها صلة وثيقة بمحادثات هذا المؤتمر.
من جانبه، أكد مندوب سمو الأمير الحسن بن طلال لحضور المؤتمر، رئيس مجلس مفوضي سلطة العقبة نايف الفايز، ضرورة الاستفادة من مخرجات المؤتمر وتطبيق ما أمكن منها على أرض الواقع، وربطها بمخرجات ما سبق وما سيعقد من مؤتمرات.
وأشار إلى ضرورة استثمار طاقات المهندسين في مواجهة جميع التحديات والصعوبات التي تمر بالمنطقة ودول الاقليم، والعمل على جعل الأردن مركزا ومرجعية لتلك الكفاءات العالية، مشددا على حرص السلطة على التشارك والتعاون مع نقابة المهندسين لما تطرحه باستمرار من فعاليات ومؤتمرات على قدر عال من الاهمية.
من جانبه قال نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي، أن مفتاح هذا المؤتمر يكمن في مبدأ أساس وهو الشراكات الجديدة والمنصفة والتنمية من خلال التعاون بين الدول والقطاعات الاجتماعية والأفراد، بما يعكس المسؤوليات في كل القطاعات عن التنمية المستدامة، مؤكداً أن المؤتمر جاء ليعيد الهندسة والمهندسين إلى موضع الإنسانية، وتحقيق البيئة الآمنة والسليمة.
ودعا الزعبي لإنشاء برنامج وطني لإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية وعلى رأسها الزلازل والتأهب لها، ورفع كفاءة المجتمعات في مواجهة مثل هذه التغيرات الطبيعية المفاجئة، وتقريب الناس من بعضهم البعض.
وقال إن مجلس نقابة المهندسين قرر عقد ورشة عمل مع كافة الشركاء المعنيين لوضع خطة استجابة وطنية للكوارث وما قبل حدوث الكارثة، إضافة إلى تفعيل أطر الوقاية والحماية والتعاطف بينها، ضمن برنامج يعي أن الأزمات قد تظهر غفلة لكن التحضير لها والوقاية منها يستلزم روحا تكافلية مؤمنة بأننا واحد ونستحق البقاء.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، إن القطاع الهندسي الأردني ساهم في النهضة العمرانية والعقارية في دول الاقليم والعالم، وكان المهندسون خير سفراء للأردن في تحقيق الرؤى الملكية بأن يقدم الانسان كل ما يستطيع لخدمة الوطن ورفعة سمعة الاردن، مبينا أهمية عقد المؤتمر في هذا الوقت كون العالم يتجه نحو الطاقة البديلة والمدن الذكية والسلامة العامة وتسخير البدائل الهندسية في مجالات عديدة منها منظومة الموانئ.
وبين أن جميع المشاريع الخاصة بمنطقة العقبة الاقتصادية تحاكي العصر في موضوعات السلامة العامة والمدن الذكية، لافتا إلى أنه لابد من تعزيز دور مدينة العقبة كمركز اقليمي لوجستي سياحي.
من جانبه قال رئيس فرع نقابة المهندسين في محافظة العقبة المهندس عامر الحباشنة إن المؤتمر يقيم التجربة الهندسية في المنطقة الاقتصادية الخاصة من زاوية العمل الهندسي.
وبين أن الرؤية الملكية السامية واهتمام سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، جددت التركيز على أهمية البعد الهندسي والفني المتزامن مع البعد الخاص بالمنطقة الاقتصادية، مؤكدا ضرورة التشبيك والاشتباك الايجابي مع مؤسسات الوطن في القطاعين العام والخاص، خاصة وأن منطقة العقبة الاقتصادية تجربة تقود الى نموذج اداري تنموي متميز قد يعمم على الوطن.
من جهته قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر المهندس فراس الطويل، إن انعقاد المؤتمر جاء للتأكيد على ضرورة اتباع الخطوات المتعلقة بالسلامة والبيئة في مدينة العقبة، لمواجهة أية مخاطر بيئية وبشرية.
ويتناول المؤتمر خمسة محاور رئيسة حول إدارة المواد الخطرة والاقتصاد الأخضر والأزرق والطاقة النظيفة وإدارة الكوارث والأزمات وما تنطوي عليه من موضوعات منهجية حول تقليل مخاطر الكارثة وحالات دراسية لتقييم المخاطر الشاملة، إضافة إلى الصحة والسلامة المهنية وسلامة العمليات بالموانئ والمناطق الصناعية، والاستدامة ونظام حماية البيئة، ويتضمن مواضيع المحميات الطبيعية، والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية.
ويشارك بالمؤتمر مهندسون من ذوي الخبرة والاختصاص على المستوى المحلي والعربي والدولي، إذ ستعرض خلال جلساته 35 ورقة.
وفي نهاية حفل الافتتاح، تم تكريم جميع الجهات الراعية والداعمة للمؤتمر، كما تم افتتاح المعرض الذي اقيم على هامش المؤتمر.