“واصف” يعاين واقع الأغنية الأردنية جماليتها وثراءها
22 الاعلامي – قال الأستاذ المساعد بالموسيقى في الجامعة الأردنية الدكتور محمد واصف إن الأغنية الأردنية تشهد تراجعا نسبيا، بعدما كانت حاضرة في المشهد العربي.
جاء ذلك ضمن حوارية نظمتها وزارة الثقافة في الجامعة الأردنية اليوم، ضمن سلسلة نشاطات فكرية وثقافية دأبت على تنظيمها الوزارة بإشراف الدكتور مازن عصفور.
وعزا واصف أسباب غياب الأغنية الأردنية المتنوعة إلى عدم شيوع الثقافة الموسيقية بين أفراد المجتمع كما ينبغي أن تكون، وغياب شركات الإنتاج، إضافة إلى عدم الالتفات إلى أهمية الفعل الموسيقي والموسيقى باعتبارها حاجة وحقًّا إنسانيًّا أساسيًّا لا ترفًأ.
وبين أن شيوع الأغنية الأردنية ذات اللون الواحد أدى بشكل كبير إلى الحد من تواجدها على الساحة العربية، ما سبب حالة من العزوف عنها وفقا لمسح ميداني أكاديمي.
وطالب واصف بضرورة إثراء المكتبة الموسيقية الأردنية بالأعمال المتنوعة مثل أغنية الطفل، والأغنية التربوية والأغنية الاجتماعية والدينية والروحانية والعاطفية، التي تحاكي تفاصيل الحياة اليومية للمواطن الأردني وتعكس تاريخه وحاضره وتطلعاته المستقبلية.
وأكد واصف ضرورة أن ترسم الأغنية ملامح وطن يعلو بناؤع على سواعد أبنائه، وتعكس الوجه المشرق والبهي عن الوطن وحياة أفراده، وتلبي آمالهم وطموحاتهم.
ومن أجل رفع سوية الأغنية الأردنية، دعا واصف إلى ضرورة إدراج الموسيقى حصّةً أساسيةً في المدارس لطلبة المرحلتين الأساسية والإعدادية، الأمر الذي من شأنه الرقي بذائقة النشء، واكتشاف المواهب، والعمل على تطويرها وصقلها وتنميتها، وبالتالي تصديرها للمجتمع.
وطالب أيضا بضورة أن تكون الموسيقى حاضرة على طاولة المسؤول، وأن يعي أهميتها مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أول قرارات الملك المؤسس عبد الله الأول كان تشكيل فرقة موسيقات الجيش، وتدشين الإذاعة.
وأوضح أن أغلب المطربين الأردنيين الموجودين على الساحة الآن اكتُشفت مواهبهم من خلال مهرجان الأغنية الأردني بدوراته الستة الأولى، الذي جاء بمبادرة كريمة من صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله حفظهما الله.
وأشار إلى أن التراث الأردني زاخر بالأغاني الشعبية والتراثية والفلكلورية والأهازيج التي تعبر عن حياة الأردنيين ومواسم الفرح لديهم، بدءًا من حفلات الزفاف والحناء والطعام وليس انتهاء بمواسم الحصاد و بدء البذار والزهور.
واختتم واصف محاضرته قائلا إنه يمكننا الاستناد إلى قاعدة صلبة ومكتبة أردنية زاخرة بالأعمال الفنية والموسيقية، الأمر الذي يسهل إعادة النظر في واقع الأغنية الأردنية والانطلاق بها نحو العالمية.