22 الاعلامي – فادية العتيبي- اجتمعت الحشود من كل حدب وصوب، وملأت جنبات مدرج الحسن بن طلال في عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية اليوم، لتلبي أسمى معاني الوفاء والعرفان لملك حاضر غائب، استطاع بحنكته وقدراته السياسية إن يحقق المعجزات في بلد قلت فيه الموارد والإمكانيات، متخذا من الإنسان أفضل استثمار، لرفعة بلد أضحى له شأن، وأحدث بصمة خالدة بمواقفه الدولية، فباتت نهجا يحتذى بها بين الشعوب والدول على مر الأزمان.
اليوم في الجامعة الأردنية؛ أقيمت الفعالية الوطنية التي جسدت بكل عز وفخار تاريخا مشرفا في بناء الأردن الحديث ومواقف ثابتة للمملكة الأردنية الهاشمية في دعم القضية الفلسطينية ونصرة الأشقاء في غزة العزة، استلهمت من جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه، الذي رسخ العلاقة الأخوية ما بين الشعبين: الأردني والفلسطيني، منصهران في بوتقة واححدة، فأضحوا شعبا وليس شعبين، ليكمل على ذات النهج جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي صدق وعده بحمل الأمانة، وأداء الرسالة على أكمل وجه، ويكمل المسيرة ويدافع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويقف شامخا في وجه الاحتلال الصهيوني، ويجعل من القضية الفلسطينية أولوية.
والفعالية التي جاءت بعنوان:” الأردن القوي، من إرث الحسين إلى جهود عبد الله الثاني”، إحياءا لذكرى ميلاد المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه، أقيمت برعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، وحضور رئيس الوزراء الأسبق دولة عبد الرؤوف الروابدة، وعدد من أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة، والأساتذة نواب الرئيس، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في مختلف الكليات والمراكز والوحدات.
وفي كلمة ألقاها خلال الحفل قال عبيدات:” إن ما حقّقَهُ الأردنيّونَ وقيادتُهم لم يكن رحلةً هادئةً في بساتينَ جميلةٍ هادئة، بل قدّمَ أبناؤهُ كثيرًا من الألم، وسالت الدّماءُ الزّكيّة؛ دفاعًا عن الأردنّ وفلسطين في القدس، واللّطرون، والكرامة، وبذلَ الأردنيّونَ وقيادتُهم الجهدَ والتّضحياتِ الجسام، وما زال يقدّمُ هذه التّضحياتِ الكبيرة؛ حتى يبقى الأردنُّ هو الأردنّ الّذي نريدُ أن يكون”.
وأضاف أن مسيرة المملكة الأردنية الهاشمية بدأت بعد شرارةٍ إبداعيّة للبصيرة قادَها الشّريفُ حسين وأبناؤه ، ونحن أحوجَ اليومَ إلى أن نكملَ العهدَ مع ملوكِنا من بني هاشم، وأن نجدَ الابداعاتِ الجديدةَ الّتي تقودُ الدولة الأردنية في المئة الثّانية؛ ليكونَ الأردنُّ منارةَ الخير، والقوّة، والمحبّة، والتّطوّر، والنّماء.
وأكد عبيدات قائلا:” سنرسم طريقًا برؤيةٍ جماعيّةٍ مُشترَكة إلى الأمام؛ إيمانًا منّا بأنّ الدّربَ لن يكونَ دائمًا معبّدًا أمامَنا ،ومهما كانتِ الطّريق، فاعلموا أنّها ستكونُ طريقًا أردنيّةً تعدُّ امتيازًا لنا وحدَنا”، مشيرا إلى أن أرضِ “الأردنيّةِ” تنبتُ زرعًا آخرَ، وهو زرعُ العلم، والمعرفة، والفكر، والإبداع، وتُنتجُ أجيالًا من الخرّيجين الّذين يساهمون في تطوّرِ الأردنّ الغالي، ورِفعةِ أهله، ورفاهِ البشريّة، ويبثّون قيمَ المحبّة، والمساواة، والعدل، والحريّة في بقاع الدّنيا كلِّها، وأن الجامعةُ الأردنيّة وشقيقاتُها تزرعُ بذورَ المعرفة، ليبقى الأردنُّ قويًّا متميّزًا قادرًا كما يريدُه قائدُ البلاد، والأردنيّون النّشامى.
أما فيما يتعلق بغزة وفلسطين، قال عبيدات أن جلالةُ الملك قاد العمل هناك دفاعًا عن الأهل تخفيفًا عنهم من معاناتِهم، ووقفَ في وجه الصّمتِ العالميّ أمامَ انتهاكاتِ مبادئ الشّراكة في الحياة، وصمدَ في وجه الجوع، والقتل، والدّمار، داعيا الله أن يعز جلالةَ الملك، ويديم ملكَه، ويسدّدَ خطاه على طريق الخير ويحفظَ اللهُ الأردنَّ عزيزًا شامخًا آمنًا مزدهرًا.
في حين قال عميد شؤون الطلبة الدكتور صفوان الشياب إن الملك الحسين كان أسطورة كبيرة بحجم الظروف والتحدّيات، حيث عاش الأردن والأردنيّون سنوات طويلة مع الحسين، ولقّبه الأردنيّون (بملك القلوب) حيث كان قريباً من القلوب رحيماً بها وباتت الرحمه من مظاهر شخصيته الفذّة.
وأضاف أن قاعدة التعليم الإلزامي في عهد الملك الحسين طيب الله ثراه قد توسعت وانتشرت المدارس في جميع مدن المملكة، وتزامن ذلك مع إنشاء الجامعات وكليات المجتمع الحكومية والخاصة حتى أصبح الأردن مقصداً لطلب العلم والمعرفة، مشيرا إلى أن أبرز إنجازات المغفور له تعريب قيادة الجيش العربي، وازدهار القطاع الصناعي في الأردن من خلال ازدهار صناعة الفوسفات والبوتاس والإسمنت، وتطوير المنظومة الصحية، ومنوها إلى أن الملك الحسين رحمه الله كان كان مهندس الأردن الحديث وكان يلقب بـ رجل الشعب لأنه كان دائم القول أن “شعب الأردن هو أعظم ما لديه”.
واشتمل الحفل الذي أدار عرافته مدير دائرة النشاطات الثقافية والحزبية على عدد من الفقرات التي التفت حولها ذكرى الملك الراحل ومواقفه النبيلة التي حفرت في الذاكرة ولا تزال، كان من هذه الفقرات فيديو تسجيلي يعرض لقطات مميزة من حياة الملك الراحل الاجتماعية والعائلية والسياسية، وأقوال صاغتها القلوب قبل العقول بحق الملك الإنسان وما سطره من إنجازات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية وما جمعتهم من ذكريات مشتركة معه جاءت على لسان عدد من أصحاب الدولة والمعالي والسعادة الذين واكبوا تلك المرحلة.
كما تضمنت الفعاليات فقرة شعرية هتفت بأمجاد الملك الحسين قدمها الشاعر أنور الهقيش، وفقرة فنية أدتها فرقة كورال الجامعة الأردنية التي تغنت بالأردن وعزيمته، وبالملك الحسين طيب الله ثراه والملك عبد الله الثاني حفظه الله.
وعلى هامش الحفل، جال الحضور على معرض فني ضم عدد من اللوحات الفنسية التي صاغتها ريشة طلبة المرسم الطلابي في الجامعة، تناولت في موضوعاتها الأردن برموزه وطبيعته ومعالمه، كما جال الحضور في المعرض الذي ضم لوحات مصورة تقص حكاية الجامعة الأردنية منذ البدايات وحتى يومنا هذا وما تضم من كليات ومراكز يشار إلى إنجازاتها بالبنان.
وفي ختام الحفل تجول عبيدات يرافقه أصحاب الدولة والمعالي والسعادة في معرض السيارات الملكي المصغر الذي أقيم أمام مدرج الحسين بن طلال وضم عدد من السيارات الملكية التي كان يقودها جلالة الراحل طيب الله ثراه طيلة فترة حياته.