معلومات جديدة عن أعراض كورونا طويلة الأمد
قدمت منظمة الصحة العالمية خلال مقابلة تلفزيونية، ترجمها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، معلومات مهمة عن الأعراض طويلة الأمد لفيروس كورونا، أو ما يسمى بحالة ما بعد (كوفيد-19).
وتحدثت رئيسة الرعاية الصحية السريرية بمنظمة الصحة العالمية، جانيت دياز، خلال المقابلة التي أجرتها فسيمتا غوبتا سميث، عن المدة الزمنية التي تستغرقها هذه الأعراض، ومتى يكون قلق الناس من احتمال تعرضهم للإصابة (بكوفيد-19 الطويل).
السؤال الأول: نحن نتحدث عن حالة كوفيد-19 الطويلة أو حالة ما بعد كوفيد-19، لنبدأ جانيت بما تعلمناه حتى الآن في السنة الثالثة للوباء حول أعراض حالة ما بعد كوفيد-19
الجواب: أعتقد أنه إذا أشرتِ إلى أحدث منشوراتنا حول تعريف حالة ما بعد كوفيد-19 ، فإننا نسلط الضوء على ثلاثة أعراض شائعة: واحد هو التعب، والثاني هو ضيق التنفس أو صعوبة التنفس وهذا أمر مهم لمن يُحتمل أن يكونوا نشيطين للغاية قبل الإصابة، لذا فكر في تنفسك: هل أنت أكثر تقييدًا؟ لنفترض أنك اعتدت الجري لمسافة ميل واحد، فهل تشعر الآن أنك غير قادر على الجري طويلاً لأنك تشعر بضيق في التنفس؟ لذلك علينا أن ننظر إلى ما كانت عليه حالتك الوظيفية من قبل، وتستنبط إذا كنت تشعر بصعوبة في التنفس، والثالث هو الخلل الإدراكي وهو مصطلح تعبيري لما يشار إليه عادة ب “ضباب الدماغ”.
هذا يعني الأشخاص الذين يواجهون مشكلة في الانتباه، أو لديهم مشكلة في التركيز، أو يعانون من مشاكل في التذكر أو الذاكرة، أو صعوبة في النوم، أو مشاكل في إنجاز المهام. هذه الثلاثة أعراض التي في الواقع وصفها الناس، ولكن، يوجد بالفعل أكثر من 200 عارضاً موصوفاً في الأدبيات من المرضى الذين عانوا من حالة كوفيد-19 وأصيبوا بها بعد ذلك.
السؤال الثاني: تحدثي إلينا أكثر قليلاً عن أعراض القلب والأوعية الدموية.
الجواب: يمكن أن تظهر أعراض القلب والأوعية الدموية بطرق مختلفة. يمكن أن تظهر على شكل ضيق في التنفس، لذلك سبق أن تكلمت عن ضيق التنفس، ويمكن أن تظهر على أنها خفقان في القلب، أو أن قلبك يتسارع أو ما نسميه عدم انتظام ضربات القلب، ويمكن أن تظهر أعراض قلبية أخرى كاحتشاء عضلة القلب.
هناك تقرير حديث كان يبحث في المرضى الذين أصيبوا بـكوفيد-19 و متابعتهم بعد عام وكان هذا التقرير صادرًا عن مجموعة في الولايات المتحدة ووجدوا زيادة خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية في تلك المجموعة، وتوصف هذه المضاعفات بأنها الإصابة بسكتة دماغية أو احتشاء حاد في عضلة القلب ( نوبة قلبية) أو أسباب أخرى للتخثر (الجلطات الدموية) بما في ذلك الوفاة، وقد أبلغوا عن زيادة خطر الوفاة في ذلك العام بعد الإصابة بكوفيد-19 الحاد.
السؤال الثالث: متى يجب أن يبدأ الناس في القلق من احتمال تعرضهم للإصابة بكوفيد-19 الطويل؟
الجواب: في تعريف حالتنا، نقول إن على الناس أن يبدأوا في القلق بعد مرور ثلاثة أشهر على إصابتهم بكوفيد-19 الحاد الذي يتيح لبعض الأشخاص التعافي من العدوى الحادة.
حتى لو أصيبوا بمرض خفيف أو مرض أكثر خطورة بعد ثلاثة أشهر، فعندئذٍ نقول إذا كان لديك أحد هذه الأعراض، فكن قلقًا من احتمال إصابتك بحالة ما بعد كوفيد-19 والحصول على تقييم. لذا فإن السؤال الشائع الآخر هو إلى متى يستمر؟ في تعريف حالتنا نقول شهرين على الأقل.
لذلك ربما تكون لديك أعراض تقلقك طوال فترة الإصابة بفيروس كورونا، ولكن إذا اختفت بعد أسبوع أو أسبوعين أو شهر، فإننا لا نعتبره طويلاً.
الآن إذا استمر أكثر من شهرين، فسنبدأ في القول حسنًا، نحن قلقون من أن هذه حالة طويلة بعد كوفيد-19 .
في هذه المرحلة، قد يعاني المرضى من أعراض لفترة أطول من ذلك، وقد يواجهون ما يصل إلى ستة أشهر، وهناك تقارير عن أشخاص يعانون من أعراض طويلة الأمد لمدة تصل إلى عام أو لأكثر من عام.
السؤال الرابع: حدثينا عن العلاجات التي نوصي بها في هذا الوقت.
الجواب: لأني وصفت الحالة بأنها أنواع مختلفة من الأعراض التي تؤثر على أجهزة متعددة في الجسم، فإن العلاج ليس علاجًا واحدًا لجميع المرضى. يجب أن يركز العلاج على المريض وأن يركز على الأعراض التي يعاني منها المريض.
الآن ليس لدينا أي عقاقير لعلاج حالة ما بعد كوفيد-19، ولكن لدينا تدخلات مثل تدخلات إعادة التأهيل أو تقنيات الإدارة الذاتية العلاجية من أجل مساعدة الناس على تحسين نوعية حياتهم، بينما لا تزال لديهم هذه الأعراض من الذين لم يتعافوا تماما بعد. على سبيل المثال، يمكن أن تتمثل إحدى تقنيات الإدارة الذاتية هذه في أنه إذا كنت تعاني من الإرهاق، فلا ترهق نفسك أكثر عندما تشعر بالتعب، حاول القيام بأنشطتك في الأوقات التي لا تشعر فيها بالإرهاق.
إذا كنت تعاني من خلل إدراكي كما وصفته من قبل، فلا تقم بمهام متعددة ولديك الكثير من الشاشات في نفس الوقت، بل حاول التركيز على النشاط الوحيد الذي تعمل عليه.
إذا كنت تعاني من الأرق ومشاكل النوم، فعليك أيضًا العمل على تقنيات وتدخلات صحة النوم. لذلك هناك سلسلة من هذه الأنواع من التدخلات التي يمكن القيام بها بالإضافة إلى تدخلات إعادة التأهيل.
الآن نوصي بأن يتم رعاية المرضى الذين يعانون من حالة ما بعد كوفيد-19 بطريقة منسقة ومتكاملة. نعتقد أنه في مركز نموذج الرعاية هذا يجب أن يكون حولك شخص يعرفك، يعرف طبيب الرعاية الأولية الخاص بك، طبيب ممارسة عامة يعرفك، ثم يمكنهم الوصول إلى المتخصصين المختلفين بطريقة متكاملة وبطريقة منسقة.
في حال كنت بحاجة إلى تقييم من قبل أخصائي، فقد يشمل ذلك طبيب أعصاب أو طبيب قلب أو اختصاصي أمراض الرئة أو أخصائي الصحة النفسية أو أخصائي إعادة التأهيل أو شخص ما للمساعدة في العمل الاجتماعي أو مجموعات الدعم الاجتماعي أو مجموعات دعم الأقران، لذلك هذا النوع المركب من الرعاية هو النموذج الذي نعتقد أنه الأفضل للمرضى الذين يعيشون مع حالة ما بعد كوفيد-19.
المصدر : الدستور