طب وصحة

دراسة جديدة تكشف علاقة فيتامين “د” بالوفاة المبكرة

22 الاعلامي

يُعرف فيتامين (د) باسم “فيتامين أشعة الشمس” لأن الجلد يصنعه عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة، ويعتبر هذا الفيتامين عنصراً غذائياً أساسياً لبناء عظام صحية.

وأظهرت الكثير من الأبحاث وجود مستقبلات فيتامين (د) في معظم أعضاء وأنسجة الجسم، ما يشير إلى أنه يلعب دوراً هاماً في تنظيم العديد من الوظائف الأخرى في الجسم.

ويوجد حوالي مليار شخص لديهم نقص في فيتامين (د) حول العالم بحسب آخر التقديرات، فيما يرى الكثير من الأطباء أنّ موضوع نقص فيتامين (د)، مبالغ به.

وتوصي “الأكاديمية الوطنية للطب الوقائي” في المملكة المتحدة بتناول 600 وحدة دولية من فيتامين (د) للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 70 عاماً، و800 وحدة دولية للبالغين بعمر 71 عاماً أو أكثر، ويمكن للبالغين -القلقين حيال عدم أخذ حاجتهم من فيتامين (د)- تناول 1000-2000 وحدة دولية خلال فترة الأوبئة والجوائح.

نقصه يزيد الوفيات

يمكن أن يؤدي النقص الشديد في فيتامين (د) إلى زيادة مخاطر الوفاة المبكرة بشكل عام، وزيادة نسبة الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والرئة، وفقاً لدراسة شملت أكثر من 307000 من سكان المملكة المتحدة.

ونُشرت الدراسة مؤخراً -بقيادة الباحث جوشوا ساذرلاند- في دورية ”Annals of Internal Medicine“.

واستفاد ساذرلاند وزملاؤه من البنك الحيوي في المملكة المتحدة؛ وهو قاعدة بيانات أبحاث طبية واسعة النطاق تحتوي على معلومات وراثية دقيقة لأكثر من نصف مليون شخص من إنكلترا واسكتلندا وويلز.

وكان الأشخاص المؤهبون وراثياً لنقص فيتامين (د) أكثر عرضة بنسبة 25% للوفاة بشكل عام، مقارنة بالأشخاص الطبيعيين الذين لديهم مستويات طبيعية من الفيتامين.

وأفاد الباحثون المشرفون على الدراسة، بأن نقص فيتامين (د) الناجم عن أسباب وراثية زاد أيضاً من خطر الوفيات القلبية بنسبة 25% والسرطان بنسبة 16% وأمراض الرئتين بنسبة 96%.

وزادت احتمالات الوفيات أكثر حين أصبح نقص فيتامين (د) أشد، ما يشير إلى وجود علاقة هامة بين صحة الجسم ومستويات فيتامين (د).

التصلب المتعدد

جرى الإعلان مؤخراً عن نتائج دراستين لمكملات فيتامين (د) في مؤتمر ”2022 ECTRIMS“ (اللجنة الأوروبية لعلاج وبحوث التصلب المتعدد) في أمستردام.

وخلصت الدراستان إلى أنّ الجرعات العالية من فيتامين (د) لا تخفف من شدة مرض التصلب المتعدد.

وأُجريت هاتان الدراستان لأن الدراسات السابقة أشارت إلى أن انخفاض مستويات فيتامين (د) يزيد من خطر الإصابة بمرض التصلب المتعدد، ولم يكن معروفًا ما إذا كان تناول مكملات فيتامين (د) يعدل سير المرض.

وقادت الطبيبة إيلين موري من جامعة “جونز هوبكنز” إحدى الدراستين، حيث قسمت مرضى التصلب المتعدد الشديد والناكس إلى مجموعتين الأولى أعطتها جرعة عالية من فيتامين (د)، والثانية جرعة منخفضة منه.

وقالت إيلين موري: “بعد 96 أسبوعاً من المتابعة، ومن بين 140 شخصاً أكملوا التجربة، لم نجد أي دليل على أن الجرعات العالية من مكملات فيتامين (د) تقلل نشاط مرض التصلب المتعدد”.

الجرعات العالية غير مفيدة

يقوي فيتامين (د) العظام، ويعزز وظائف المناعة، ويدعم صحة القلب، لكنّ الجرعات العالية منه لا تحسن صحة القلب والدورة الدموية لمعظم البالغين أكثر من الجرعات المنخفضة، وفقاً لدراسة قام بها باحثون في كلية الطب بجامعة ”هارفارد“ ونُشرت نتائجها مؤخراً.

وقال مؤلف الدراسة JoAnn E. Manson MD، رئيس قسم الطب الوقائي في مستشفى ”بريجهام“ وكلية الطب بجامعة هارفارد: “لا يتطلب الأمر سوى كميات صغيرة إلى متوسطة من فيتامين (د) لدعم وظيفة القلب والأوعية الدموية”.

ووجدت الدراسة أن البالغين الذين تناولوا مكملات فيتامين (د) يومياً بجرعات معتدلة أو عالية تبلغ حوالي 1000 وحدة دولية، ليس لديهم مخاطر أقل للإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بالبالغين الذين تناولوا دواءً وهمياً؛ لا يحوي فيتامين (د).

وخلصت الدراسة إلى أنّ مكملات فيتامين (د) لم تقدم وقاية من السرطان أو الكسور، ولم تخفف من آلام الركبة أو التدهور المعرفي أو الرجفان الأذيني، كما هو شائع.

وتقول الدراسة إن أفضل طريقة للحصول على فيتامين (د) هي التعرض للشمس بشكل مباشر من خلال ممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين (د)، وقراءة ملصقات التغذية للتأكد من الحصول على الكمية المناسبة.




– إرم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى