الجديري المائي ومضاعفاته وطرق علاجه
22 الإعلامي- جدري الماء أو الجديري المائي أو العنقز هو مرض فيروسي شديد العدوى شائع في الأطفال يسبب طفح جلدي حاد و يمر عادةً دون أي مشاكل في مرحلة الطفولة، ويسببه الفيروس النطاقي الحماقي المسمى بـ ” فيروس فارسيلا VARICELLA”.
ما هي طرق التعرض للعدوى؟
يتم نقل العدوى الفيروسية في الهواء من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الخارج من الجهاز التنفسي للمريض أو عن طريق الاتصال المباشر بالحبيبات والفقاقيع الجلدية المائية الموجودة على جلد المريض والتي تحمل الفيروس.
وذلك خلال ثلاثة أيام تقريباً قبل ظهور الطفح الجلدي و طوال فترة المرض إلى أن تكون البثور قشرة جافة.
فترة حضانة المرض 10 إلى 20 يوم؛ يكون الطفل بالفعل مصاب بالفيروس ولكن ليس مريضاً بعد؛ ثم يتحول الأمر من التقاط العدوى حتى تفشي المرض وظهور الأعراض.
فقاعات الجلد.. أسبابها وكيف تحمي نفسك منها أسباب الحكة في الجسم وطرق العلاج المناسبة أعراض الجديري المائي يبدأ الجدري المائي عند غالبية المرضى بأعراض خفيفة تشبه الزكام مع ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، و فقدان للشهية، واحتقان في البلعوم، وصداع وآلام متنوعة في الجسم. تستمر الأعراض لمدة 2 لـ 3 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي والذي عادةً ما يبدأ على الوجه والجسم، وغالباً ما ينتشر في وقت لاحق على فروة الرأس والأطراف، ويكون الطفح ذا توزع مركزي مميز على الجذع أكثر من الأطراف، وقد يصيب أيضاً الأغشية المخاطية وخاصةً الفم و الأعضاء التناسلية.
يبدأ الطفح الجلدي على شكل بقع حمراء صغيرة تتطور إلى بثور سرعان ما تتبدل إلى فقاقيع مائية مليئة بسائل شفاف ثم بعد يوم أو يومين تنفجر وتجف وتكون قشرة جافة، ويصاحب ذلك حكة شديدة ويمكن أن يشاهد الطفح الجلدي في جميع أطواره في وقت واحد وهذه علامة مميزة للمرض.
مضاعفات الجديري المائي معظم الأطفال الأصحاء الذين يصابون بالجديري المائي لا تظهر عليهم أي مضاعفات و تحدث غالباً عند الأطفال ناقصي المناعة أو النمو أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العام الواحد أو الأطفال الذين يعالجون بالأسبرين لفترات طويلة. بعد الإصابة بالمرض يكتسب هؤلاء الأطفال وقاية من المرض طوال حياتهم لأن أجسادهم قامت بإنتاج الأجسام المضادة التي تكافح الفيروس.
أما عند إصابة الكبار والبالغين بهذا المرض فإن العدوى تكون شديدة وتستمر الأعراض لفترة أطول مقارنةً بالأطفال مما يجعلهم معرضين للمضاعفات أكثر. أهم مضاعفات الجديري المائي الالتهابات الثانوية البكتيرية، والتي تحدث نتيجة تلوث الفقاعات والحويصلات المائية بالبكتيريا وتساعد الحكة على ذلك.
يمكن أن يؤدي الجديري المائي أيضاً إلى التهاب رئوي والتهاب الملتحمة، ونادراً ما يسبب التهاب الأغشية السحائي والتهاب الدماغ والتهاب عضلة القلب.
الجديري المائي والقوباء الأطفال الذين أصيبوا بجدري الماء عرضة لظهور مرض أخر يسمى داء القوباء الكامنة بعد الإصابة بجدري الماء حيث يبقى كامناً في الخلايا العصبية لعدة سنوات ويمكن أن ينشط الفيروس في فترة البلوغ، في وقت التعب والإجهاد، وفي فترة الانخفاض المناعي، ويظهر في صورة بثور في منطقة محدودة من الجلد. تلك القوباء يمكن أن تخلف بحد ذاتها بعض المضاعفات التي تتسبب في حدوث آلام بعد اختفاء القوباء والتي تدعى “الألم العصبي مابعد الالتهاب”، ويعتبر الشخص المصاب بالقوباء حاملاً للفيروس ويمكن أن ينقل العدوى.
طرق مختلفة لعلاجهما الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الجديري المائي النساء الحوامل اللاتي لم يصبن بالمرض من قبل وذلك لأن الفيروس يمكن أن يصيب الطفل الذي تحمل به، ويسبب تشوهات المواليد إذا كان جدري الماء قد تفاقم خلال الأشهر الأولى من الحمل، وتظهر التشوهات على شكل نقص تصنع الأطراف وتندب جلدي ومشاكل في العينين، وقد يولد الطفل بجدري الماء أو بداء القوباء المنطقية.
الأشخاص المصابين بضعف الجهاز المناعي بسبب أمراض مثل سرطان الدم الحاد أو المزمن “الليوكيميا” أو فيروس نقص المناعة البشري “الإيدز”. المرضى الذين يتناولون أدوية تثبط المناعة مثل الكورتيزون.
يمكن أن تعطى تلك المجموعة المعرضة لالتقاط العدوى وحدوث المضاعفات أجسام مضادة ضد الفيروس “الجلوبيولين المناعي” عن طريق الحقن، وذلك لتعزيز الجهاز المناعي.
طريقة علاج الجديري المائي
عزل المصاب في المنزل طوال فترة المرض منعاً لانتشار العدوى. الاهتمام بالنظافة الشخصية و تقليم الأظافر والحفاظ عليها نظيفة للحد من خطر الإصابة بجروح ولمنع القروح من أن تلتهب بفعل البكتيريا وكي لا تبقى آثار الندوب ظاهرة بعد الشفاء، أما الأطفال الصغار الذين يقومون بالحك بشدة فيمكن أن تغطي أيديهم بشاش أو قفازات مناسبة، مع إبقاء المريض في محيط بارد لأن الحرارة والعرق يزيد من حدة الحك. معظم المرضى يحتاجون لمعالجة عرضية فقط؛ إذا كان الطفل يعاني من ألم أو ارتفاع درجة حرارة الجسم يمكنك أن تعطي لهم مسكن خفيف، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين. يجب اتباع تعليمات الجرعات المنصوص عليها في النشرة، وتجنب إعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين المصابين بجديري الماء بسبب علاقته بمرض متلازمة راي (Reyes syndrome).
الحكة الخفيفة تعالج بالمحاليل والكريمات الموضعية المضادة للحكة مثل الكلامين مع ملاحظة عدم الإفراط في استعمالها إذ قد تسبب مزيداً من الجفاف للجلد وبالتالي تضاعف الحكة.
إذا كان الطفل يعاني من حكة شديدة لدرجة تؤثر على نومه يمكن استخدام أدوية مضادات الهيستامين ذات التأثير المهدئ.
لا ينصح بإعطاء الأسيكلوفير”مضاد الفيروسات” بشكل روتيني لعلاج الجديري المائي في الأحوال العادية وعند الأشخاص الأصحاء وذلك لتأثيراته الجانبية، أما في حالة الإصابات الشديدة أو إذا كان الشخص يعاني من أمراض أخرى مثل نقص المناعة أو السرطانات أو الإصابات الرئوية فيمكن إعطاء الأسيلكوفير، ويمكن لهذا الدواء أن يقلل من شدة المرض ومن انتشاره ويقصر فترة وجوده وذلك إذا أخذ في اليوم الأول من ظهور الطفح الجلدي.
المصدر: موقع كل يوم معلومة طبية