الطراونة: موجات اللجوء والاكتظاظ والضغط على البنية التحتية للمنظومات الصحية وتدني مستويات التطعيم اثناء جائحة كورونا ساعدت في تفشي مرض الحصبة
22 الاعلامي – قال اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة إن مرض الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عن طريق الرذاذ الخارج من الجهاز التنفسي وعن طريق ملامسة الفيروسات الناتجة عن السعال في الهواء أو على الأسطح التي لوثت بهذا الرذاذ والتي تبقى لمدة طويلة تجعلها قابلة للانتقال إلى الأشخاص الآخرين.
وتبدأ الأعراض بعد انتهاء فترة الحضانة التي قد تستمر من 10-15 يوماً والتي تتمثل في أعراض مشابهة للإنفلونزا من آلام في الحلق سيلان انفي سعال ارتفاع في درجة الحرارة اعياء عام ومن ثم يظهر الطفح الجلدي المميز للحصبة من خلف الأذنين ثم يبدأ بالانتشار على الوجه والجذع ثم على بقية الجسم ويستمر لمدة تزيد عن أسبوع وقد يصل إلى أسبوعين في بعض الأحيان والأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو أمراض في المناعة يتعافون من تلقاء نفسهم،وفق الطراونة.
وبين الطراونة “، بعض العلامات المميزة التي قد تكون من دلائل تمييز مرض الحصبة والتي تتم من خلال الفحص السريري الذي يتم إجراؤه من قبل الطبيب المستقبل للحالة بعد فحص الحلق فتتبين بعض النقاط البيضاء الموجودة على الحلق والمشابهة لرشات الملح تسمى ” Koplic spots” .
وأرجع أسباب ظهورالإصابات إلى موجات اللجوء والاكتظاظ والضغط على البنية التحتية للمنظومة الصحية والاخفاقات التي ساعدت في تفشي المرض والتي تكمن في استمرارية وزارة الصحة في استخدام الكروت والبطاقات التي يمكن اتلافها وفقدانها في حين أن العالم يتحول إلى التحول الرقمي للتسجيل والسجلات،مشيراً إلى ضرورة وجود سجل الكتروني لبرامج التطعيم ومتابعة المتخلفين عن التطعيم من خلال ربط الأرقام الوطنية بدائرة الأحوال المدنية مع وزارة الصحة.
وأكد الطراونة،على ضرورة وجود إعادة مراجعة سنوية للبرنامج الوطني بما يتماشى مع التحديثات الوطنية لكل البرامج وليست الحصبة فقط حتى لا يكون هناك مفاجئة بالأعداد موضحاً أنه وبحسب البرنامج الوطني تعطى جرعتين الجرعة الأولى بين 15 – 18 شهراً والثانية قبل الدخول إلى المدرسة.
ودعا الطراونة إلى ضرورة وضع خطة وإستجابة سريعة لاحتواء اي رتفاع بإعداد الإصابات والتدقيق على المراكز التي تقوم بإعطاء المطاعيم للفئات العمرية المستهدفة وإجراء دراسات مسحية لجميع محافظات ومناطق المملكة لمعرفة الأرقام الفعلية لأعداد الإصابات في الحصبة بالإضافة إلى إصدار نشرات إرشادية وتوعوية للمواطنين عبر وسائل الإعلام والكوادر الطبية وخاصة مقدمي الرعاية الصحية الأولية.
وتابع الطراونة: “نتساءل أين هو دور مركز مكافحة الاوبئة في وضع الخطة والاستجابة السريعة لمثل هذه الظروف وإصدار التوصيات للسلطات الصحية باتباع إجراءات معينة لاحتواء اي ارتفاع بأعداد الإصابات، مثل التدقيق على المراكز التي تقوم بإعطاء المطاعم للفئات العمرية المستهدفة، وإجراء دراسات مسحية لجميع محافظات ومناطق المملكة لمعرفة الرقم الفعلي للاصابات”.
ولفت الطراونة إلى ضرورة قيام المركز الوطني بإصدار النشرات التوعوية والإرشادية للمواطنين وللكوادر الطبية والصحية، ومتابعة هذا الطارئ، لأن هذا الشأن هو في لبّ عمل المركز الوطني لمكافحة الأمراض والاوبئة.
واختتم الطراونة حديثه بنصيحة ابتعاد كبار السن والحوامل والأطفال عن المصابين لوجود احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة لهذه الفئات،وبين بأن احتمالية اصابة الحاصلين على مطعوم الحصبة بالمرض ستكون ضعيفة.