22 الاعلامي – شاركت نقابة المهندسين الأردنيين ممثلة بنقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي، ونائب النقيب المهندس فوزي مسعد في أعمال المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة، الذي عقد في عمان مؤخرا.
وأكد نقيب المهندسين الأردنيين أن الشعب الاردني والشعب الفلسطيني هو شعب واحد يربطه مصير واحد، لافتا الى ان الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة تؤكد أن هذا العدو تحركه مشاعر الحقد والكراهية وتتحكم بسلوكه وتصرفاته غريزة الانتقام الوحشي البدائية، وشهوة القتل الذي يرتكب بسادية ، وان الجرائم الصهيونية تستهدف الحجر والشجر والبنيان وكافة مفاصل الحياة.
وبين ان نقابة المهندسين الاردنيين تتراس اللجنة العليا للاعمار في فلسطين التي تضم نقابة المهندسين الاردنيين ونقابة مقاولي الانشاءات الاردنية المنبثقة عن الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين التي نفذت مشاريع اعمارية في فلسطين بقيمة وصلت الى 70 مليون دولار خلال الأعوام السابقة شملت القطاع الصحي بالدرجة الأولى والبنى التحتية من مياه وصرف صحي وطرق وقطاع الإسكان وقطاع التعليم والتعليم المهني.
حيث نظمت حملة بعنوان غزة معا ننصرها لجمع التبرعات منذ بداية العدوان و جمعت اكثر من 3 ملايين دينار وهي مستمرة في جمع التبرعات في كافة فروعها حول العالم، مبيناً ان الحرب المدمرة على قطاع غزة من شمالها الى جنوبها طالت جميع مناحي الحياة الاساسية وأدت الى تدمير شامل في قطاعات، الاسكان، و البنية التحتية ، والمياه والصرف الصحي، والصحة، والتعليم، والطاقة والاتصالات، والزراعة، مما جعل قطاع غزة مكانا غير صالح للحياة الآدمية.
وأوضح سمارة أن اللجنة العليا للإعمار في فلسطين بادرت بإطلاق مشاريع للإيواء العاجل بعد بدء العدوان بقيمة 2 مليون دولار تضمنت خيام ذات مواصفات عالية ومقاومة للحريق والمياه ومشروع توزيع المياه الصالحة للشرب على النازحين ومشروع توريد محطات متنقلة لتحلية مياه الآبار، مبيناً أن المرحلة المقبلة تتطلب الكثير لاغاثة وايواء اهلنا في القطاع ، حيث سيتضمن العمل في المرحلة الأولى على الايواء، وتأمين المياه الصالحة للشرب، والرعاية الصحية ، من خلال انشاء مراكز للايواء، وتزويدها بدورات مياه مناسبة، واقامة مستشفيات ميدانية في مناطق النزوح، وتزويدها بمستهلكات طبية عاجلة ، وأجهزة وادوات طبية، وسيارات اسعاف.
و بعد توقف العدوان سيتم حصر وتقييم الأضرار التي لحقت في جميع القطاعات من خلال توفير كادر هندسي يزيد عن 700 مهندس لهذا المشروع وتدعيم وترميم المنازل ذات الضرر الجزئي وفتح الطرقات وازالة الأنقاض والمباني الخطرة ، واقامة محطات تحلية متنقلة، وتوريد صهاريج مياه، ومضخات صرف صحي متنقلة، ومولدات لخدمة الابار ومحطات الضخ ، وخزانات للمياه.
وبين نقيب المهندسين المشاريع ذات الاولوية في اعادة الاعمار من خلال إعادة اعمار الوحدات السكنية المدمرة كلياً، والمستشفيات والمدارس، والطرق والبنية التحتية.
مؤكداً ان العدوان الغاشم على اهلنا في قطاع غزة يجعل من الضرورة بمكان ان نعمل بكل جهد في دعمهم وتقديم الاسناد لاغاثتهم من هذا العدو الهمجي البربري الذي دمر الانسان والبنيان، بغية اطماعه الوحشية بحقنا وحق شعبنا بالعيش الكريم ، مشيرا الى ان اللجنة العليا للاعمار في فلسطين تعمل على المساهمة في تجميع الجهود الشعبية عربيا ودوليا وحشد الطاقات والموارد لتنمية الواقع المعاش في فلسطين وقطاع غزة بمصداقية ومهنية عالية.
من جهته قدم المهندس فوزي مسعد نائب نقيب المهندسين الاردنيين ورقة خلال المؤتمر حول اليات عمل الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين والمشاريع التي أنجزتها والتي لا زالت تعمل عليها في جميع القطاعات ومنها القطاع الصحي وقدم شرحا عن حالة المنشآت الصحية وإعادة البناء في محور احتياجات ومتطلبات الرعاية الصحية في غزة ، وبين الخطط المستقبلية لاسناد اهلنا في القطاع والنتائج الأولية للدراسات التي نفذها مهندسون في قطاع غزة لتقييم الاضرار التي تعرضت لها أكثر من 14 مستشفى في غزة والكلف المالية اللازمة لإعادة تشغيلها..
يذكر أن المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة حضره ما يزيد عن 500 مشارك، بالإضافة إلى مئات المشاركين عن بعد، والذين يمثلون ما يزيد عن 60 منظمة إنسانية وصحية ودولية من 30 دولة، حيث يأتي هذا المؤتمر خطوة أولى في المبادرة لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة والذي نظمته نقابة الأطباء الأردنيين والجمعية الطبية العربية الأميركية الوطنية بالتعاون مع النقابات المهنية الأردنية واتحاد الأطباء العرب وجمعية المستشفيات الخاصة ومؤسسات دولية وهيئات وجمعيات أردنية وعربية ودولية.
وفي اختتام أعمال المؤتمر صدر، “إعلان عمّان” لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة، للتأكيد على الواجب الأخلاقي لتوفير الرعاية الصحية لمواطني غزة بالحصول على الرعاية الصحية أسوة بباقي شعوب العالم.
حيث أوصى المؤتمر المجتمع الدولي بالعمل على وقف العدوان على قطاع غزة، والسماح للمنظمات الإنسانية والصحية بالدخول إلى غزة لإعادة تأهيل ودعم القطاع الصحي وايصال المساعدات، وإنهاء الحصار الظالم الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة وتقديم كافة أشكال الدعم الطبي، والعمل على ترميم وإعادة تشغيل ما يمكن إنقاذه من المؤسسات الصحية وتوفير المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية، وتفادي مسببات الوفاة الناجمة عن انتشار الأمراض المعدية ومضاعفات الإصابات وعواقب إهمال المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والكلى والسرطان وغيرها.
كما أوصى على العمل بمنع مسببات وفيات الأطفال بتوفير الأمن الإنساني من دواء وغطاء وإعادة تفعيل برنامج تطعيم الأطفال والعمل على تسهيل خروج الأطفال الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة من القطاع للعلاج في الخارج.
واتفقت مجموعة المبادرة على البدء في تنفيذ ما ورد في تقرير احتياجات القطاع الصحي في غزة والذي أصدرته المبادرة في ختام أعمال المؤتمر، بالتعاون مع المنظمات الأخرى وكل جهة ذات علاقة في تنفيذ التوصيات، وستعمل المبادرة على توفير فرص لطلاب الطب خاصة في السنة الأخيرة والذين لم يتمكنوا من إكمال دراستهم، وإعادة تأهيل الجامعات والمؤسسات التعليمية وخاصة كليات الطب والمهن الصحية.
وشددت التوصيات على منح الفلسطينيين حق الحياة والعيش الكريم ضمن الظروف الإنسانية الطبيعية التي ينعم بها باقي شعوب العالم،
كما وأكد المشاركون في المؤتمر، على أن إعادة اعمار القطاع يحتاج إلى شراكات دولية بين القطاعات العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث سيتم انشاء صندوق دولي لجمع التبرعات اللازمة لإعادة اعمار القطاع الصحي، وفتح المجال أمام جميع المنظمات والهيئات والجمعيات الدولية والافراد المعنية في انقاذ حياة الناس والحد من آلامهم وحماية المدنيين للمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية.