منوعات

في اتخاذ القرار.. هكذا يكون دور الذاكرة

جُبلت أدمغتنا على النسيان، هذا صحيح، فمن لحظة بدء التعلم، نبدأ في النسيان!
عادة نفكر في الذاكرة كنظام لحفظ المعلومات؛ حيث يمكننا تخزين الملفات فيها، ولكنها في الحقيقة أقرب إلى شبكة عنكبوتية، إذ إن ذاكرتنا مبعثرة وموزعة عبر العديد من الروابط العصبية، حيث تُستخدم هذه الوصلات والدوائر للتذكر، كما تُستخدم أيضًا في النسيان.
لماذا ننسى؟
هناك غرض تطوري وراء النسيان؛ حيث تلعب الذاكرة دورًا حيويًا في اتخاذ القرار، فيميل دماغنا ببساطة إلى تجاهل أي معلومات لا تلعب دورًا في بقائنا، ولهذا ننسى الكثير من الأشياء، لإفساح المجال للذكريات المهمة والمعلومات الحيوية لتحسين عمليات صنع القرار لدينا.
الذاكرة هي عملية تقوية الروابط بين مجموعات الروابط العصبية. وكلما زاد عدد الروابط العصبية معًا، زادت قوة الترابط بين الخلايا. لذا فإن الشيء اللافت في الذاكرة هو أنه في وسعنا تقويتها، ولسوء الحظ، فالأمر نفسه ينطبق على عملية النسيان حيث تميل الذاكرة عند عدم التنشيط الضعف.
كيف نتذكر؟
كلما زادت محاولاتنا لتذكر الحقيقة نفسها، كان الاتصال العصبي أقوى وتخزين تلك الذاكرة أفضل أيضًا! فمن الأسهل لتذكر شيء ربطه بحدث آخر موجود بالفعل في الذاكرة مسبقًا.
يصبح التعليم أسهل للطلاب والطالبات الذين يعتمدون على المعرفة السابقة ويعززون الروابط الحالية، فعلى سبيل المثال، من الأسهل علينا تذكر كلمة كنا نعرفها بالفعل أكثر من تذكر كلمة جديدة، وعندما نتعلم شيئًا جديدًا تمامًا، فإن نسيانه يكون بسرعة أكبر من الأشياء التي عرفناها من قبل أو كانت لدينا بعض المعرفة بها.
عندما نتعلم شيئًا جديدًا يمكننا ربطه بالمعلومات القديمة لنتذكره بشكل أفضل، وبهذه الطريقة نربط أحدث المعلومات بالمعلومات السابقة لجعلها ثابتة، وعن طريق الممارسة المتكررة تؤتي هذه الطريقة ثمارها فتنشط الخلايا العصبية، وتبني الاتصالات والشبكات السابقة لتقوية الذاكرة والمساعدة على تخزين المعلومات بشكل جيد.
لعبة التسوق
تساعد هذه اللعبة على زيادة وعي الأطفال ومهارات التركيز لديهم، كما أنها تمكنهم من تطوير قدرات معرفية جديدة تلقائيًا لزيادة دائرة معرفتهم.
في هذه اللعبة سنحتاج إلى 8-2 لاعبين، أما كيفية اللعب فتتم” عن طريق:

نبدأ اللعبة بقول “أنا ذهبت للتسوق واشتريت…”، ونذكر عنصرًا اشتريناه.
يتابع اللاعب الثاني، ويقول: ذهبت للتسوق واشتريت… ويذكر (العنصر الذي اشتراه اللاعب الأول ويضيف عنصرًا جديدًا للقائمة).
يستمر كل اللاعبين في ذكر جميع العناصر الموجودة في القائمة، مضيفًا إليها عنصرًا جديدًا في النهاية وهكذا.
يجب أن تكون القائمة طويلة جدًا ليتم تحدي جميع اللاعبين لتذكر جميع العناصر في قائمة التسوق.
دينا هلسة
اختصاصية علم نفس تربوي
مجلة “نكهات عائلية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى