22 الاعلامي–
واصل مجلس النواب، خلال جلسة عقدها اليوم الثلاثاء، برئاسة رئيس المجلس أحمد الصفدي، ماراثون مُناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024.
وخلال الجلسة، التي حضرها رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وأعضاء في الفريق الحُكومي، سيتم الاستماع إلى رد النواب على “موازنة 2024″، وتوصيات اللجنة المالية النيابية.
وقال الصفدي في كلمة بمناسبة العيد الـ62 لجلالة الملك عبد الله الثاني، إننا “نحتفل مع أبناء الأسرة الأردنية الواحدة بمناسبة غالية على قلوبنا، حيث العيد الثاني والستين، لميلاد جلالة الملك”، مضيفًا أنها “سنوات خير وعطاء، نستذكر معها على الدوام، سيرة وطن كان الإنجاز عنوانه، والإخلاص والوفاء لترابه عماده وأساسه، وبقيت زنود الجيش والأجهزة الأمنية حصنه وحراسه”.
وأوضح أن وطننا يقوده أبو الحسين لا يعرف إلا طريق القوة والحق والمجد، نستمد العزيمة والثبات منه، ونشد الخطى على نهجه بمواصلة مسيرة البناء الوطني في المسارات كافة، عاقدين العزم على أن تكون هذه المناسبة، طريقا نحو العمل والإنجاز.
وتابع “عام مضى، كانت معه مضارب الهاشميين، وجولات الميدان، وجبهات المعسكرات، شاهدة على قيادة لا تعرف المستحيل، وتؤمن بهذا الشعب وقدراته على تجاوز التحديات، فكنا نستمد الثقة من سيد البلاد، كلما ضاقت بنا الكروب، فيمضي بركب الوطن متجاوزا أصعب الدروب، على ما فيها من قسوة ومكايد ومخططات، إلا أنها الحكمة والرؤية الثاقبة لملوك بني هاشم، والتي طالما بقيت النور الذي يهتدي به الناس في حالكات الليالي”.
وأضاف، “نعم عام مضى، ارتدى فيه الوطن ثوب الفرح بزفاف أمير القلوب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد، وازدانت أرجاء الوطن بأبهى مظاهر البهجة والسرور، وكانت قلوب الأردنيين أكثر فرحا وهي ترى سيد البلاد يهدي سيفا هاشميا إلى سمو ولي العهد، منقوشا عليه آية من القرآن الكريم (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)”.
وقال الصفدي “نعم، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وقد نصرنا الله في محطات كثيرة، نحمده تعالى على عظيم نعمه، فهذا الوطن منصور بقيادته، وشعبه العظيم، ونشامى جيشه، وفرسان الحق في مخابراته، وبواسل أمنه العام، منصور بإذن الله- وهو الصامد في الدفاع عن فلسطين، وعن أهل غزة بوجه مجازر العدو الصهيوني، ومنصور وهو يبتر كل أيادي الغدر الآثمة التي تحاول التسلل من حدودنا”.
واختتم رئيس مجلس النواب كلمته بالقول “ستبقى راية هذا الوطن خفاقة تحملها القلوب قبل الأيادي، وسيبقى عميد آل هاشم الأطهار مولاي المفدى شامخا في الأعالي، ساميا… صامدا… صلبا… نمضي خلفه أكثر قوة ومنعة نحو تحقيق تطلعات ورغبات أبناء شعبنا العظيم، لا نعرف اليأس والمستحيل، ولا نركن لأصوات التشاؤم، بل نمضي أكثر عطاء ونسير مع سيد البلاد حيث المراد، نحو استكمال مسيرة البناء والتعزيز والحديث”، وكما قال مولاي المفدى: “من يعرف تاريخ هذا الوطن، يقف إجلالا واحتراما لمسيرته، التي كانت على مدى مئة عام، شامخة وصلبة كجبال الأردن”.
وكان قد تحدث في الجلسات السابقة، 49 نائبًا، إذ تم منح كل نائب يرغب بالحديث مدة 10 دقائق، و20 دقيقة للمُتحدث باسم الكُتلة النيابية.
وقالت النائب مروة الصعوب، “نقف اليوم كما العالم أجمع على أعتاب مرحلة نشهد فيها إهتزازاً اقتصاديا عالميا، بسبب الحروب الدائرة، ما يؤثر على اقتصادنا الداخلي”.
وأشارت الى أن ذلك انعكس على تمويل عجز الموازنة بالمزيد من القروض ومراكمة المديونية والتي أصبحت عبئاً كبيراً بعد أن تجاوزت نسبة الدين الناتج المحلي الإجمالي.
وقال النائب ينال فريحات، “إذا اردنا بناء أردن قوي ومنيع وتحسين الاوضاع الاقتصادية للمواطنين وانهاء الفقر والبطالة فعلينا تجاوز الجدر التي تحاصرنا وتقيدنا مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي” مشيرا الى أن “الأردن سيصبح بعد سنوات غير قادر على سداد فوائد المديونية”.
وقال النائب خالد البستنجي “نعلم تماما حجم المعاناة التي يواجهها المواطن نتيجة لتآكل الدخل وارتفاع اسعار الفائدة وعدم زيادة الرواتب منذ سنوات، ما يوجب ضرورة تقديم زيادة حقيقية في الرواتب للحد من معاناة الناس.
وأضاف، لن نكون امام موازنة مختلفة إلا اذا تضمنت زيادة على رواتب الموظفين والمتقاعدين، موضحًا أن مشروع الناقل الوطني يتعلق بالأمن المائي الوطني، والتخلص من الضغوط التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.
وربط النائب علي الطراونة موافقته على الموازنة بما يسمعه من الرد الحكومي على مطالبه.
وأعرب النائب عمر العياصرة في كلمة باسم كتلة التيار النيابية عن خشيته من أن تكون التجربة الحزبية “كسولة لأنها تنتظر أُعطيات الدولة”، مشيرا الى أن “الدولة مظلومة وبحاجة إلى موالاة حقيقية وناقدة، ومعارضة تُراقب أداء الدولة لا مُعاداتها”.
وشدد العياصرة على أن المرحلة المُقبلة “ليست مرحلة مغانم، وإنما مرحلة مغارم، ما يوجب علينا التفكير بالوطن وإمكاناته وقدراته”، موضحا أن “قواعد الدعم تتصدع، والدولة تحتاج إلى من يفهم إمكاناتها وقدراتها”.
واكد ضرورة الاستناد إلى الواقعية عند اتخاذ القرارات، موضحا أن أزماتنا بحاجة الى مُقاربة سياسية واقعية نتفق عليها.
وأشار الى أن ما يجري في غزة والضفة الغربية يؤثر بشكل مُباشر على الأردن، مؤكدا أن “الأردن هو البلد العربي الوحيد الذي لم يفصل واقعه عن الواقع الفلسطيني”.
وقالت النائب فليحة الخضير، خلال الجلسة التي ترأس جانبًا منها النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالرحيم المعايعة، إن الموازنة تحمل كما سابقاتها حملاً كثيراً من المديونية والنفقات الجارية والرواتب وأعباء الدين العام، مطالبة بإعادة النظر بموضوع التعيينات التنافسية في الوظائف الحكومية.
وقال النائب عبيد ياسين، لقد حان الوقت كي نتعمق أكثر بطبيعة المشكلات التي نواجهها من أجل فهمها، والبحث عن حلول عملية لها بدل تضييع الوقت بوجهات النظر والمساجلات التي لا فائدة منها، مؤكدًا الحاجة إلى التفكير خارج الصندوق وإجراء مراجعة أمينة للأخطاء والتحديات.
وطالب النائب ناجح العدوان في كلمة باسم كتلة العهد النيابية، بإعادة النظر بالشروط والتعليمات الخاصة بصندوق دعم الطالب الجامعي، وتوفير تأمين صحي شامل لكل مواطن، ودعم وزارة المياه والري لتنفيذ مشروع الناقل الوطني، وخفض نسبة الفاقد في شبكات المياه.
ودعا إلى التوسع بدعم القطاع الزراعي، وإعادة النظر بالفوائد والقروض المُترتبة عل المُزراعين، مؤكدًا أهمية جلب المزيد من الاستثمارات.
يتبع.. يتبع