ثقافة وفنون

الضياع

الدكتور هاشم السلعوس

ماذا أقولُ وهل يُجدي الكلامُ وقد


تَفَحَّمَ اللّوْزُ والأشجارُ أشباحُ؟

يا أُمَّةَ العُرْبِ إنَّ الروحَ باكيةٌ


وليسَ في الشّرْقِ يا أُمّاهُ أفراحُ


على الشوارعِ أجسادٌ ممزَقَةٌ

وفي المنازلِ صوْتُ الموتِ ذَبّاحُ

كلُّ الدروبِ كما تدرينَ حالكةٌ

فهل ينيرُ دروبَ الشرقِ مصباحُ؟


لِمَ انْحَنَيْتِ على الأشواكِ ساجدةً

وأنتِ للجنَّةِ الخضراءِ مفتاحُ؟

حتى الصّحافةُ صارتْ مِنْكِ ساخرةً

إعلامُنا في ضفافِ النيلِ (ردّاحُ)

غابَ الرجالُ عن الأنظارِ في زَمَنٍ

قد سادَ فيهِ مجانينٌ ونبّاحُ


يا قُدْسُ قلبي عليكِ اليومَ محترقٌ

وهل سيُخْمِدُ نارَ القلبِ أقداحُ؟

لقد غفوْنا فلا حربٌ تؤرّقُنا

كأننا في بلادِ العُرْبِ سُيّاحُ!

عقولُنا في بوادي المَكْرِ تائهةٌ

ضميرُنا يا عروسَ العُرْبِ مرتاحُ

سفينتي أبْحَرتْ لكنْ بلا أمَلٍ

بأنْ تعودَ ففي الميناءِ سَفّاحُ

الموْجُ يعْبَثُ فيها كلَّما هدأتْ

وحوْلها في مياهِ البحْرِ تمساحُ

كأنما لعنةُ التاريخِ قد نزلتْ


بها وغابَ عن الأنظارِ ملاّحُ

كأنما هزَّةٌ في الشَّرْقِ قد وقعَتْ


وَأُزهِقَتْ في ربوعِ الشامِ أرواحُ

كأننا أمّةٌ تسعى الى عَدَمٍ


وليسَ تدري بمن جاؤا ومَنْ راحوا

كأنما الحُكْمُ في أعماقنا هَدَفٌ


وليسَ منّا كما تدرينَ لَمّاحُ

لن تسمعي في رُبى الفَيْحاءِ أُغْنيةً


فليسَ في جَنَّةِ الفيْحاءِ صَدّاحُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى