من الأردن إلى كوبا..مصورة تلقي نظرة جادة على لعب الأطفال حول العالم..ماذا وجدت؟
22الإعلامي –
لأكثر من عقد من الزمان، كانت نانسي ريتشاردز فارس تلتقط صورًا دافئة للأطفال في جميع أنحاء العالم، من بوركينا فاسو إلى هندوراس وإسبانيا. وخلال رحلاتها، لاحظت المصورة الأمريكية سمة مشتركة يبدو أنها تتجاوز الثقافات “يلعب هؤلاء رغم ما يحدث حولهم”.
وربما لا يوجد توضيح أفضل من صور فارس من مخيم اللاجئين المترامي الأطراف الواقع بمدينة كوكس بازار في بنغلاديش، والذي يُعد موطنًا لمئات الآلاف من النازحين بسبب أزمة الروهينجا في ميانمار.
من الأردن إلى كوبا..مصورة تلقي نظرة جادة على لعب الأطفال حول العالم..ماذا وجدت؟
أطفال يلعبون داخل سيارة مهترئة في هايتي.
وسط هذه المصاعب، وثقت فارس أطفالًا يبتكرون ألعابًا باستخدام الأدوات والأغراض المحيطة بهم، وتقول “تذهب إلى هناك لتوثيق هذه الصدمة، ومع ذلك تدرك أن الأطفال يلهون بالتزلق أسفل تل طيني؛ لقد ابتكروا هذه الألعاب الرائعة والمتقنة من أغطية زجاجات وأحذية؛ أو صنعوا طائرات ورقية أو شاحنات من الزجاجات المرمية وأشرطة الكاسيت القديمة”.
ويجمع كتاب فارس الجديد نحو 100 صورة التقطتها أثناء استكشافها طريقة لعب الأطفال في 14 يلدًا.
من الأردن إلى كوبا..مصورة تلقي نظرة جادة على لعب الأطفال حول العالم..ماذا وجدت؟
وثقت فارس أطفال لاجئين سوريين يلعبون في الأردن، حيث سافرت مع هيئة الإغاثة “كير”
وفي الأردن، يقوم أبطال صورها الصغار بلعب الشطرنج، بينما في كوبا يلعبون بنك الحظ؛ يقفزون ويركضون بحرية؛ يركلون الكرات ويقذفونها، يمارسون نط الحبل ويتسلقون الحبال.
وتُعد الدمى والطائرات الورقية ألعاب متكرّرة في سلسلة فارس، بينما أن لعبة الجاكس تبدو عالمية، وإن كانت تعرف بأسماء وأدوات مختلفة.
وأشارت فارس إلى واحدة من أكثر الألعاب انتشارًا، وهي تلك التي أطلقوا عليها في هايتي اسم “سيركل”، وهي عبارة عن القيام بدفع الإطارات واستخدام نوع من الأسلاك يشبه شماعات المعاطف للتحكم في دورانها، إذ تقول: “إنها لعبة منتشرة في كل مكان في إثيوبيا وبنغلاديش، حاولت أن أمارسها على طول الطريق مع الأطفال إنها صعبة للغاية، لكنها ممتعة وتتطلب التركيز”.
ولفتت إلى أن عالمية هذه الألعاب ومعرفة الناس بها قد يكون السبب في أن صورها تلقى الصدى لدى الكثير من الناس، مضيفة: “نحن نراها ونفهم متعة اللحظة”.
من الأردن إلى كوبا..مصورة تلقي نظرة جادة على لعب الأطفال حول العالم..ماذا وجدت؟
طفلان يتسلقان الحبال في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية
حق اللعب
ويحمل كتاب الصور الخاص بفارس عنوان “الفضاء المحتمل”، وهو مستوحى من طبيب الأطفال والمحلل النفسي الشهير دونالد وينيكوت، الذي استخدم المصطلح لوصف المسافة بين الشخص والتجربة، بين الخيال والواقع، التي تعزز الإبداع والثقافة.
وفي الوقت ذاته، يشير العنوان الفرعي لكتابها “نظرة جادة على لعب الأطفال” إلى اهتمام المصورة المستمر بعلوم التنمية.
وبعد بحثها عن أهمية اللعب في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، تعمل فارس أيضًا مع هيئة الإغاثة “كير” الدولية الخيرية والمعهد الوطني للعب، والتي تقول إن اللعب يشجع الابتكار، والإبداع، والمرونة، والقدرة على التكيف، وحل المشكلات في مراحل الحياة اللاحقة.
الأردن إلى كوبا..مصورة تلقي نظرة جادة على لعب الأطفال حول العالم..ماذا وجدت؟
فاطمة، 8 سنوات، تصنع فرن الطين – مثل الفرن الذي تستخدمه والدتها – في مخيم للاجئين الروهينغا في بنغلاديش.
وأظهر البحث الأكاديمي في هذا المجال فوائد للأطفال تتراوح من تحسين مهارات التأقلم إلى زيادة التعاطف.
واللعب لا يُعد مفيدًا للنمو الفكري والعاطفي للأطفال فحسب، بل إنه حق من حقوق الإنسان منصوص عليه ضمن اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
وهناك العديد من التهديدات الخبيثة على اللعب في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء، ورغم أن فارس تبتعد إلى حد كبير عن التكنولوجيا في صورها، إلا أنها منتقدة صريحة للطريقة التي تتعدى بها الهواتف والأجهزة اللوحية على الأشكال التقليدية للمرح.
وأضافت أنه في الغرب، أدت المخاوف المتعلقة بالسلامة والضغط الأبوي إلى “تضاؤل دور الأشخاص الذين يسمحون لأطفالهم باللعب بلا هدف، ومجرد الخروج من المنزل واللعب”.
كما تجادل المصورة بأن النزعة الاستهلاكية تشجع الأطفال على اعتبار مفهوم اللعب مرادفًا للدمى أو الألعاب الأخرى، لدرجة أنه “لا يخطر ببالهم اللعب بدون لعبة”، على حد قولها.
وتشير صورها إلى أن الأشياء المادية ليست شرطًا أساسيًا للمتعة، سواء كان ذلك أطفالًا يلعبون في نافورة مياه بولاية ماساتشوستس الأمريكية أو صبي يلاحق ظلّه في هايتي.
المصدر -CNN