رئيس لجنة أبوظبي للأفلام: 120 إنتاجاً عالمياً ضخماً استفاد من محفزات أبوظبي
استفاد 120 إنتاجاً عالمياً ضخماً مما تقدمه لجنة أبوظبي للأفلام التابعة لهيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي من عرض للاسترداد النقدي بنسبة 30% على تكلفة الإنتاجات في العاصمة الإماراتية، بحسب رئيس اللجنة، هانز فريكين، والذي أكد أن أبوظبي ضمنت استمرارية أعمال شركات الإنتاج لمشروعات إنتاجية بقيمة 100 مليون دولار (367 مليون درهم) خلال النصف الأول من عام 2020 في ظل جائحة كوفيد-19
قال هانز فريكين في حواره مع «الرؤية» إن أبوظبي تقدم حوافز كبيرة وغير مسبوقة لشركات الإنتاج العالمية للتصوير في أبوظبي، لافتاً إلى أن تلك الإنتاجات الفنية تسمح بالاستثمار بشكل أكبر في منشآتنا وفي تطوير المواهب المحلية، الأمر الذي يضمن تعزيز مكانة أبوظبي في هذا القطاع.
ولفت فريكين إلى أن أبوظبي تطور حالياً مجمع الإنتاج Studio City، والذي يأتي كجزء من استراتيجية تسريع وتيرة نمو الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة التي تتجاوز قيمتها 30 مليار درهم.
وأكد فريكين حرص اللجنة التي تأسست في عام 2009 على تطوير قطاع إعلام وترفيه مستدام في أبوظبي، والمساهمة في تنمية صناعة الأفلام بطريقة مستدامة.. وتالياً نص الحوار:
كيف تعملون على استقطاب الإنتاجات الدولية إلى أبوظبي؟
نمتلك سجلاً حافلاً من العمل مع استوديوهات رئيسية مثل باراماونت ونتفلكس ووارنر براذرز، ويُعزى ذلك إلى تقديمنا مجموعة واسعة من خدمات الدعم الشامل للإنتاج، من استكشاف مواقع التصوير إلى الخدمات اللوجستية المتكاملة، وبالإضافة إلى ذلك، توفر خدماتنا الشاملة ومجموعتنا المتكاملة من المرافق لطاقم عمل الفيلم كل ما يحتاجون إليه.
وبحكم علاقتنا الوثيقة مع السلطات المعنية في أبوظبي، فإن عمليات التصوير بالمعدّات في أي موقع في الإمارة تسير بكل سلاسة.
ما الحوافز التي تقدمها أبوظبي لمنتجي الأفلام؟
تنفرد لجنة أبوظبي للأفلام بتقديم أول مخطط دولي تحفيزي للإنتاج، إذ توفّر خصماً سخيّاً بمقدار 30% على إنفاق الإنتاجات بما فيها الأفلام الطويلة والدراما التلفزيونية والدعايات والإعلانات وغيرها من البرامج التلفزيونية مثل برامج أسلوب الحياة وبرامج الواقع وبرامج الألعاب وبرامج الترفيه وأعمال ما بعد الإنتاج وخدمات المحتوى الرقمي وخدمات المؤثرات البصرية للمشاريع التي يتم تصويرها داخل أبوظبي أو خارجها.
وقد استفاد 120 إنتاجاً ضخماً مما تقدمه لجنة أبوظبي للأفلام من عرض للاسترداد النقدي بنسبة 30% على تكلفة الإنتاجات في أبوظبي. وكذلك، ضمنت أبوظبي استمرارية أعمال شركات الإنتاج لمشروعات إنتاجية بقيمة 100 مليون دولار (367 مليون درهم) خلال النصف الأول من عام 2020 في ظل جائحة كوفيد-19.
كذلك نوفر لصناع السينما مجموعة متنوعة من المواقع الفريدة ومساعدة مجانية في استكشافها، بالإضافة إلى ذلك التنوع المذهل لمواقع التصوير الذي تقدّمه الإمارة من الصحاري والشواطئ الفسيحة، إلى الأبراج والمنشآت الصناعية، ونمتلك طاقم عمل محترفاً وقاعدة موردين من أصحاب الخبرة والجوائز.
كما نقدم كذلك مشورة حول الحصول على تصاريح السيناريو والموافقات على المحتوى، بالإضافة إلى المساعدة في استخراج التصاريح، ولدينا استوديوهات ومرافق ما بعد الإنتاج من الدرجة الأولى ومرافق مريحة للإقامة وسماء ساطعة طيلة أيام السنة.
ما أبرز الانتاجات الفنية العالمية التي استفادت من الحوافز التي تقدمها لجنة أبوظبي للأفلام؟
من أبرز الإنتاجات الفنية التي تم تصويرها في أبوظبي، فيلم Dune، الذي يروي قصة شاب لامع وموهوب يدعى «بول أتريدس»، وُلد ليواجه مصيره الغامض، فاضطر للسفر إلى Arrakis، الكوكب الأخطر في الكون لضمان مستقبل عائلته وشعبه، ثم تثور القوى الخبيثة والطامعة في صراع على أثمن مورد في الوجود والمتوفر حصراً في الكوكب وهو عبارة عن سلعة تطلق العنان لأعظم إمكانات البشر، ليكون البقاء فقط لأولئك الذين يستطيعون التغلب على خوفهم.
وماذا وفرت لجنة أبوظبي للأفلام لفيلم Dune؟
استفادت شركة إنتاج الفيلم من تنوع مناظرها الطبيعية إلى جانب ما تزخر به من مجموعة مميزة من المهنيين الموهوبين والمرافق المتطورة الحائزة على جوائز مرموقة، بالإضافة لذلك، استفادت من مزايا برنامج الحوافز الذي يتيح استرداداً نقدياً بنسبة 30% من تكاليف الإنتاج.
كم بلغت حجم العوائد من فيلم Dune الذي صُور في أبوظبي؟
تخطت مبيعات تذاكر الفيلم الذي صورت مشاهده في الإمارات، 400 مليون دولار، أي 1.47 مليار درهم إماراتي، منها 396 مليون درهم محلياً وأكثر من مليار درهم دولياً، علماً بأن الفيلم من إخراج «فيلنوف»، ويعود سيناريو الفيلم للكاتب جون سبايهتس وفلينوف والفائز بالأوسكار إريك روث عن سيناريو فيلم Forrest Gump، وهو مُقتبس عن رواية ملحمية تحمل الاسم نفسه للمؤلف فرانك هربرت، فيما أنتج الفيلم كلٌ من المرشحة لجائزة الأوسكار ماري بارنت عن فيلم The Revenant وفيلنوف وكال بوتر وجو كاراتشولو جونيور، والمنتجون التنفيذيون للفيلم هم تانيا لابوانت وجوشوا جرود وهربرت دبليو جينز وجون سبايهتس وتوماس تول وبرايان هربرت وبايرون ميريت وكيم هربرت.
ما مدى أهمية أفلام مثل Dune في تطور صناعة السينما المحلية والعالمية؟
تُعد تلك الأفلام أساسية لتطوير صناعة السينما، وتمتلك الأهمية ذاتها لعناصر أخرى تُعتبر جزءاً من منظومة العمل السينمائي، مثل قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة والإنتاجات القصيرة.
وتواصل أبوظبي استقطاب أهم الإنتاجات العالمية كما هو الحال هنا مع فيلم Dune، وقد ساعد ذلك طاقم العمل الكبير والمتنوع لدينا في أبوظبي على اكتساب خبرات قيّمة وواسعة عبر العمل مع كبريات الاستوديوهات مثل نتفلكس وباراماونت في أفلام مثل Mission Impossible وUnderground 6، ويسهم نجاح الأفلام في استقطاب المزيد من الإنتاجات من جميع أنحاء العالم، سواء من هوليوود أو بوليوود أو العالم العربي، لأنهم يُدركون بأن أبوظبي تقدم كل ما يحتاجون إليه لتحقيق رؤيتهم الإبداعية بكل سلاسة.
ما الإيجابيات الأخرى لتلك النوعية من الاستثمارات الاقتصادية؟
تسمح تلك الإنتاجات الفنية بالاستثمار بشكل أكبر في منشآتنا وفي تطوير المواهب المحلية، بما يضمن التحسين المتواصل لعروضنا وتعزيز مكانتنا، ومن الأمثلة على ذلك Studio City، مجمع الإنتاج قيد التطوير في أبوظبي والذي يأتي كجزء من استراتيجية تسريع وتيرة نمو الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة التي تتجاوز قيمتها 30 مليار درهم.
ونحن نسعى دائماً إلى تطوير قطاع إعلام وترفيه مستدام في أبوظبي، وهذا بالضبط ما نشير إليه، إذ نسعى من خلال نجاحنا على تنمية الصناعة بطريقة مستدامة.
شهدت ليوا تصوير عدد من الأفلام ومنها Dune، فما سبب شهرة ذلك الموقع تحديداً؟
تضم أبوظبي مجموعة كبيرة ومتنوعة من مواقع التصوير، من صحراء ليوا مترامية الأطراف التي ترى في الفيلم، إلى القرى الشرق الأوسطية التاريخية والمدينة الحديثة ذات الأبراج.
وذلك يعني أن أي إنتاج سيجد تقريباً كل ما يبحث عنه في أبوظبي، وبالطبع، نحن محظوظون بأن نكون محاطين بواحدة من أكثر المواقع الطبيعية الساحرة المفضلة للتصوير، وهي الصحراء، وبالحديث تحديداً عمّا يجعل ليوا مشهورة إلى هذا الحد، فالسبب هو الكثبان الرملية على مد البصر، بينما يستطيع طواقم العمل الوصول إليها بسهولة من أبوظبي.
ومن النادر أن نجد الصحراء الفسيحة الممتدة والتي يمكن الوصول إليها بسهولة في الوقت ذاته.
ليس ذلك فحسب، بل تضاعفت شهرة الموقع عقب تصوير مشاهد في صحراء ليوا على أنها في محيط الأهرامات المصرية وأبي الهول من فيلم Sonic the Hedgehog، ومشاهد كوكب Arrakis ذي الطبيعة الرملية، وتصوير مشاهد في صحراء ليوا على أنها العراق في فيلم Tiger Zinda Hai، وغيرها الكثير من الإنتاجات التي صُوّرت هناك، وغالباً ما نخطئ التفكير في أنها أرض فارغة أو قاحلة، لكن تنوع المناظر في ليوا هو ما يجعلها جذابة جداً لصانعي الأفلام، إذ يمكنهم تصوير مجموعة من المشاهد المتنوعة من دون بذل الجهد والوقت ودفع التكاليف الإضافية التي يتطلبها السفر إلى دولة أخرى.
ما الأفلام العالمية الأخرى التي تم تصوير مشاهدها في «ليوا»؟
فيلمFast and Furious 7 ، إذ ساهمت صحراء ليوا في توفير لقطات فريدة للفيلم وغيره من الأفلام، بما فيها الطرق عبر الصحراء، ولعل أشهر تلك الطرق هو طريق الختم الصحراوي الساحر، ويقع بين أبوظبي ومدينة العين الهادئة، ويبدو طريق الختم الصحراوي وكأنه يمتد إلى ما لا نهاية، ونرى على كلا جانبيه مساحات شاسعة من الصحراء تمنحه إطلالة فريدة وجذابة، وبالإضافة إلى الكثبان الرملية والطرق، هناك عدد من مجموعات الأشجار الصغيرة والنتوءات الصخرية التي تضيف تنوعاً إلى الموقع.
ما المواقع الأخرى الفريدة في أبوظبي لتصوير الأفلام العالمية؟
سويحان، والتي تُعرف أيضاً باسم «ليوا الصغرى»، وتقع بالقرب من حدود العين ودبي وتُعد سويحان إحدى مواقع التصوير الصحراوي الخلابة لإنتاج تحفة سينمائية بفضل كثبانها الرملية المرتفعة، ورمالها الناعمة، والحيوانات دائمة التجول في صحرائها مثل الجمال والمها والغزلان.
ما الجوائز التي حاز عليها فيلم Dune؟
رشح الفيلم لـ11 جائزة من الأكاديمية البريطانية للأفلام British Academy Film Awards – BAFTA Awards وهي جوائز تقام سنوياً من قبل الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون، كما فاز فيلم Dune بـ5 جوائز «بافتا» ضمن فئة أفضل تصوير سينمائي وأفضل مؤثرات صوتية وأفضل تأثيرات بصرية وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصميم إنتاج وهو الفيلم الوحيد الذي حاز على أكثر من جائزتين بافتا لعام 2022، كما رشح الفيلم لـ10 جوائز أوسكار وهي جوائز للجدارة الفنية والتقنية في مجال صناعة السينما، تُمنح سنوياً من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.
وفاز الفيلم بـ6 جوائز أوسكار ضمن فئة أفضل تصوير سينمائي وأفضل مؤثرات صوتية وأفضل تأثيرات بصرية وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل مونتاج وأفضل تصميم إنتاج.
المصدر : الرؤية الاماراتية