ثقافة وفنون

باحثون واكاديميون يعاينون مسألة البحث العلمي في الاردن

عاين باحثون وأكاديميون مسألة البحث العلمي ودوره في التخطيط واتخاذ القرارات لدى الحكومات الأردنية المتعاقبة، وذلك في ندوة حوارية عقدها مساء أمس الاثنين المنتدى الثقافي في مؤسسة عبدالحميد شومان في عمان.
وأكدوا في الندوة، التي حملت عنوان: “هل يسهم البحث العلمي في تحسين القرار والتخطيط الحكوميين؟” وشارك فيها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، والعين الدكتور مصطفى حمارنة، والدكتورة وفاء الخضراء وأدارها الدكتور خالد السعودي، أن البحث العلمي في الأردن يعاني من عدة عوامل تسهم في ضعف مدخلاته ومخرجاته، وتأثيرها على المجتمع، خصوصا ما يتصل بـ”ضعف انتشار ثقافة البحث العلمي، وتدني جودته، وغياب ثقافة الابتكار والإبداع والريادة، وعدم تأثير نشر الأبحاث على الساحة الدولية، وقلة مردود نتائج البحوث العلمية والابتكار وبراءات الاختراعات الاقتصادية”.
وأشاروا إلى واقع الدراسات الإنسانية في الأردن، ومدى توجيهها لدراسات احتياجات المجتمع، وواقع التخطيط الاستراتيجي، مثلما ناقشوا جهات وآليات توجيه الدراسات الإنسانية، ووجوب وجود جهة عليا لتحديد الاحتياجات وتوجيه الدراسات، والاستفادة من مخرجاتها.
الدكتور بدران لفت إلى وجود فجوة لا بد من تجسيرها بين سياسات واستراتيجيات وأولويات البحث العلمي لتنمية الأردن اقتصاديا وإنتاجا، وبين حاجة كل من القطاعين العام والخاص في التوسع بالإنتاجية والاعتماد على الذات.
وطالب، في هذا الإطار، بإعادة هيكلة المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ليتحول إلى ذراع فعال في بناء قواعد البيانات للعلوم والتكنولوجيا، ووضع السياسات والاستراتيجيات لأولويات البحث العلمي لتطوير الاقتصاد والإنتاج الوطني، من خلال التشبيك مع مراكز البحث والجامعات وتحويل مخرجات البحث العلمي عبر حاضنات ومجمعات علمية صناعية إلى تكنولوجيات سلعية وخدماتية وإبداعات وابتكارات تقود إلى الاعتماد على الذات للاكتفاء الوطني وفتح أبواب التصدير لمنتجات خلاقة.
وقال إن مشكلة البحث العلمي في الأردن تتمثل بأننا لم نتوصل بعد، إلى سياسة ثابتة واستراتيجية قائمة وخطة عمل نقوم من خلالها على وضع أولويات، تقود إلى بناء الثروة الوطنية، وتجميع العقول البشرية في الجامعات والمراكز البحثية حول هذه الأولويات، للعمل على مشروعات لحل مشكلة مثلث (الطاقة-المياه-الأمن الغذائي)، كما أننا لم نتوصل إلى الطريق بتحويل مخرجات البحث العلمي ضمن هذه الأولويات الوطنية، إلى تكنولوجيا السلع والخدمات، داعيا إلى إعادة النظر في تشريعات تعرقل مسيرة الأردن نحو النهضة والازدهار.
من جهته، استعرض الدكتور الحمارنة دراسات وأبحاث مهمة أعدها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية خلال فترة توليه إدارة المركز، لم تلق أي اهتمام من قبل الجهات المعنية بموضوع تلك الأبحاث والدراسات.
وكشف عن وجود مشكلة معرفية حقيقية فيما يتعلق بموضوع العلوم الاجتماعية، داعيا إلى ضرورة أن يأخذ موضوع التمويل الخارجي الذي يأتي لإجراء الأبحاث العلمية بعين الاعتبار، معرفة مصدره وإلى أين يذهب، بهدف توجيهه إلى الطريق الصحيح وتحقيق الأهداف الحقيقية منه.
ودعا الحمارنة إلى وضع الخطط والرؤى لتطوير الجامعات الأردنية للسير في الاتجاه الصحيح والانطلاق نحو الابتكار والإبداع والنهوض بالبلاد، لأن الهدف الرئيس الذي نصبو له هو تحسين نوعية الحياة للمواطن. أما الدكتورة وفاة الخضراء فلفتت إلى عدم وجود محركات تترجم الأبحاث المهمة إلى مشروعات تنموية أو ريادية ابتكارية في الأردن، مبينة في هذا الصدد أن هناك الكثير من الأبحاث والدراسات المهمة التي لم تأخذ حقها في الانتشار بسبب إعدادها باللغة العربية.
ودعت إلى ضرورة التشبيك وإيجاد الشراكات بين مختلف الجهات العلمية لإعداد الدراسات والأبحاث، وإزالة العقبات التي تعيق تقدم البحث العلمي، مؤكدة أهمية التوظيف الأمثل لإدارة قطاع مؤسسات التعليم العالي وإيقاف الهدر في رأس المال البشري.
–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى