خبراء لغويون يعاينون المعجم التاريخي للغة العربية ورسالته

22 الإعلامي- عاين خبراء لغويون وأعضاء مجامع اللغة العربية في جلسة ثقافية، مساء أمس الأربعاء، ضمن فعاليات الدورة 41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، رسالة المعجم التاريخي للغة العربية الثقافية والحضارية.

وفي جلسة حملت عنوان: “المعجم التاريخي للغة العربية… رسالته الثقافية والحضارية”، نوه الدكتور امحمّد صافي المستغانمي في تقديمه للجلسة؛ بجهود ودور الشارقة في رسم المشهد الثقافي العربي العالمي، ورعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تكفّل بإخراج مشروع المعجم التاريخي للغة العربية “مهما كلّف من جهد ومال”.

وبين رئيس مجلس اللّسان العربي بموريتانيا، الدكتور خليل النحوي، أنّ المعجم متميّز عن غيره من المعاجم بسمات رئيسة، تتمثّل في كون المشروع يمثل عودة للعرب إلى صدارتهم العلميّة والمعرفيّة في الصناعة المعجميّة، بوصفهم مؤسّسي المنهج العلمي الرائد في علم المعاجم، والذي استفادت منه أمم العالم والحضارات المتقدمة، وهو مشروع عربي يتوّج دور العرب في الإنتاج الثقافي والمعرفي.

وأوضح أن المعجم التاريخي يمتاز بجمعه مجامع اللغة العربية تحت مظلّة واحدة، ويمثّل وحدة عربية ثقافية تُحسب لإمارة الشارقة، إضافة إلى تفوّقه على المعاجم اللغوية التاريخية العالمية بسرعة وتيرة الإنجاز والعمل، مشيرا إلى أنه في عام 2021، تمّ إنجاز 17 مجلّداً، تضمّنت ما يزيد على 2000 جذر، وهي حصيلة عمل عامين، وها نحن بعد عام واحد فقط نطلق 19 مجلّداً جديداً تشتمل على أكثر من 4200 جذر”.

وأكّد المدير العلمي للمعجم التاريخي، عضو مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة، الدكتور مأمون وجيه، أنّ العرب فقدت رصيداً كبيراً من تراثها المعجمي بانقطاع حركة التأليف في القرن الرابع الهجري، حيث حفلت الحضارة العربية بعد ذلك بالتطوّر والتنوّع في مختلف القطاعات الحياتية والمعرفية والعلمية التي عبّروا عنها بألفاظ ومصطلحات أَثْرَت اللغة، ولم تُدوَّن في معاجم متخصّصة تتبع تاريخ مدلولاتها، وهذا ما يميّز المنهجية التي قام عليها المعجم.

وبين الدكتور وجيه أنّ المعجم التاريخي يعتمد على منهجية جمع النصوص الحيّة جمعاً جغرافياً يشمل مختلف مناطق استعمال اللغة العربية، عن طريق مدونة إلكترونية، ثمّ رصد المادّة اللغوية المتعلّقة بالجذر في آلاف الوثائق، والبحث في دلالات النصوص، ثمّ ردّ كلّ دلالة إلى عصرها، والتي يعود بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام، حتى عصرنا الحاضر.

وحول قيمة المعجم التاريخي للغة العربية في العصر الحديث، قال أمين عام مجمع اللغة العربيّة في الأردن، الدكتور محمد السعودي، إن المشروع له قيمة في حاضرنا من خلال إسهامه في رفع رصيد اللغة العربية على الشبكة العنكبوتية، التي غدت تقنيات الذكاء الاصطناعي مسهماً بارزاً في تحديد الألفاظ التي تحتويها لغات العالم عليها.

وأكّد السعودي أن المعجم أبرز ألفاظاً في العربية تعود في تاريخها إلى لغات موغلة في القدم، مثل الحضارة الفينيقية القديمة، ومع ذلك أمدّتها اللغة العربية بميزة البقاء، حتّى إنّها تستخدم في لهجات عربية عامية بنفس أصول دلالاتها القديمة، وهو ما يبرز قيمة المعجم التاريخي في حفظ التراث اللغوي العربي ومعرفة جذوره وامتداداته في حضارات الأمم الأخرى.
(بترا)