ثقافة وفنون

منتدون يعاينون في إكسبو الشارقة راهن الترجمة

22 الإعلامي- عاين مترجمون وأكاديميون في ندوة ثقافية عقدت اليوم الخميس في اكسبو الشارقة بعنوان “موقع المترجم بين الاختفاء والتجلي” ضمن فعاليات الدورة 41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الوضع الراهن للترجمة، وحق المترجم في خرق ميثاق الاختفاء مقابل التزامه الأمين بالنص الأصلي خلال نقله للأدب المحلي بأدواته ورسائله كافة.
وفي الندوة التي شارك فيها الحائز على جائزة الشارقة للترجمة الباحث في مجال اللغة والآداب العربية بجامعة سابيانزا الإيطالية الدكتور آرتورو موناكو عن ترجمته مقدمة إلياذة هوميروس التي كتبها سليمان البستاني، قال: “إن مثل هذه الجائزة تلفت الانتباه إلى أهمية عمل البستاني الذي أعدّه قدوتي في مسألة التخفي من عدمه”، إذ يعتمد الأمر برأيه على نوعية النص المترجم، إن كان نقدياً أم شعرياً مثلاً.

وقالت أستاذة الأدب المعاصر والناقدة والباحثة المصرية سامية محرز، إن عنوان الجلسة جاء تيمناً بكتاب “اختفاء المترجم” للكاتب والمؤرخ والمترجم الأميركي لورنس فينوسي، مشيرةً إلى أن المترجم ليس مجرد آلة تنقل الكلمات من ثقافة إلى أخرى، بل جسر تلتقي عنده الثقافات، ولا يمكن حسم الأمر بشأن الأسلوب الأمثل الذي يجب أن يختاره المترجم بين التجلي والتخفي لما لكل منهما من أبعاد سلبية وإيجابية.

وبينت أن خيارات المترجم تعبّر عن الموقف الذي يأخذه من ثقافته الأصل والثقافة المضيفة، موضحة أن دور المترجم ينطوي على خطورة ومسؤولية كبيرتين، لأنه قد يتحول بخطأ واحد من عابر بالثقافة وشريك الكاتب إلى مسؤول عن ضياع هويتها.


وأكدت المترجمة والناقدة الدكتورة إيزابيلا كاميرا دافليتو، أن المترجم يحتاج للبقاء خارج النص إلى التواصل مع كاتب النص الأصلي إذا كان ذلك ممكناً، بينما تفرض عليه بعض النصوص الأدبية التي تحتوي على صور بلاغية أن يتجلى في النص لإيجاد نوع من الموسيقى وعكس الحس اللغوي والأدبي للكاتب نفسه.

من جهته، شدد المترجم والأكاديمي الإسباني لويس ميغيل على أن تاريخ الترجمة هو قصة سقوط من العلوي إلى السفلي ومن البطل الخرافي إلى الشخص العادي.


وفي هذا الإطار قال: “إنه بسبب المطالبة بالشفافية والطلاقة في الترجمة، انتهى الأمر إلى إخفاء المترجم، لذا سيكون من العدل أن يعتاد الناس البحث عن اسم المترجم على أغلفة الكتب ومنحه التقدير الاجتماعي والفكري الذي يستحقه من دور النشر”.

وحول دور المترجم في نقل كل العناصر الخاصة بثقافة محلية من تعابير وإشارات ودلالات وأمثلة شعبية، قال الأكاديمي والناقد اللبناني صبحي بستاني: “إن ترجمة مثل هذه العناصر الخاصة، يعد أمراً ضرورياً حتى وإن كانت لا تحمل مقابلا لها في اللغة الهدف، لأن ترجمتها تحمل شحنة ثقافية تعبّر عن نمط حياة شعب وتعرّف بالآخر.


وأشار الى أنه في معظم هذه الترجمات، لا يمكن للمترجم أن يختفي حرصاً منه على تعريف قارئ ترجمته بالثقافة الأصل التي ينقل عنها، بما تشتمل عليه من بيئة الاجتماعية وعناصر ثقافية محيطة”.
(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى