سورية تقلد العالم الإيطالي باولو ماتييه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة
22 الاعلامي – من سفيان احمد
قلدت نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية الدكتورة نجاح العطار، العالم الإيطالي باولو ماتييه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وذلك في متحف دمشق الوطني صباح اليوم، تقديراً لجهوده في التنقيب الآثاري واكتشاف ماري وإيبلا، وتدريبه للكوادر السورية.
واعتبرت العطار أن هذا التكريم هو عيد حضارة ومودة وتقديراً لأفعال ماتييه تجاه سورية، كونه عمل جاهداً هو ومن معه في التنقيب عن آثار سورية لاستخراج أدلة وقيم تاريخية ورموز علمية وجمالية وإبداعية، كون الحضارة هي كنز معرفي وتعطي البلاد قيمتها التاريخية وعراقتها الثقافية ومجدها العلمي.
وأضافت: “نحن نؤمن في سورية ضرورة الاعتراف للآخر بجميل أفعاله، وقد كان رائعاً أن يكتشف ماتييه عبر الرقم التي زاد عددها عن 17 رقيماً، أن مجتمع إيبلا كان مجتمعاً علمانياً يسوده نوع من العدالة الاجتماعية غير المعروفة في ممالك أخرى مكتشفة”.
وأشارت إلى أن ماتييه صنع لسورية مفاجأة علمية كبيرة دوى صداها في جهات الأرض، من خلال اكتشافه حضارة علمية عريقة تتساوى مع حضارة وادي النيل وتتوازى مع حضارة ما بين النهرين في القدم والمكانة التي تحتلها في فترة ما قبل التاريخ المكتوب.
بداية، بينت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوح خلال كلمة لها، أن هذا التقليد جاء باسم الرئيس بشار الأسد للعالم الإيطالي تقديراً لإنجازاته التي حققها في خدمة سورية، والكشف عن كنوزها الحضارية، معتبرة أن التكريم فعل نبيل أساسه التعبير عن التقدير والعرفان بالفضل، علماً أنه ليس غاية بحد ذاته، وإنما احتفاء بمسيرة عطاء غدت نموذجاً يقتدى به، وتركت بصمة لا تمحوها الأيام.
وتابعت: “تبوأ ماتييه مناصب أكاديمية علمية رفيعة، فكان مديراً لمعهد الدراسات الشرق الأدنى في جامعة لا سبيينزا، ومديراً لمدرسة التخصص في الآثار الشرقية، وأمضى نحو 40 عاماً من عمره ينقب عن آثار إيبلا، وظل رئيساً للبعثة الأثرية #الإيطالية في تل مرديخ منذ عام 1963 حتى عام 2011 حين توقفت الأعمال في الموقع بسبب الحرب على سورية، كما أسس بعثة أثرية في تل آفس وأخرى في تل طوقان وغيرها الكثير، وكان له بين عامي 1963 و2019 حوالي 185 بحثاً علمياً عن سورية وحضاراتها ومواقعها الأثرية، وألف فيها 23 كتاباً من أهم المراجع العملية عن الحضارات السورية القديمة”.
وأشارت المشوح إلى أن العالم الإيطالي أسس عدداً من المجلات العلمية المتخصصة في الدراسات عن إيبلا ومركزاً لأرشيفها حيث يعود الفضل له في اكتشاف الأرشيف الملكي لها، ونظم عشرات المعارض، لافتة إلى أنه لم يتردد في العودة إلى سورية العام الماضي كرئيس لبعثة #إيطالية جديدة رغم كل الموانع والعراقيل.