22 الاعلامي – عمان 14 آب- استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، مساء أمس الاثنين، الروائي السوداني أمير تاج السر، للحديث عن تجربته الإبداعية، وتحولاته الكتابية، قدمته فيها وأدارت الحوار مع الجمهور الناقدة الدكتورة رزان إبراهيم، بحضور السفير السوداني في عمان حسن سوار الدهب والعديد من المثقفين والأدباء والمعنيين.
وتحدث الروائي الدكتور أمير تاج السر عن تجربته في الكتابة، مشيرا إلى أنه بدأ شاعرا منذ أن كان صغيرا في المرحلة الإعدادية حينما كتب الشعر العامي والغنائي، وكيف أنه انتشر على المستوى المحلي وبعد ذلك تحوله إلى كتابة الشعر الفصيح أثناء دراسته في كلية الطب بمصر.
وتطرق تاج السر إلى روايته الأولى “كرمكول” عام 1986، وكيف أنه رهن ساعته الثمينة التي أهداها له والده لكي ينشر هذه الرواية، مشيرا إلى أن رواياته الأولى التي كتبها كانت ذات طابع شعري أو أشبه بالقصيدة الطويلة، على الرغم من توفر الشخصيات فيها.
ولفت الروائي تاج السر، إلى أن بعض النقاد يرون أنه غزير الإنتاج ويكتب رواية في كل عام، مشيرا إلى أن الكاتب يجب أن يكتب دائما طالما أن الكتابة مشروعه، موضحا أن الكتاب في الغرب يكتبون دائما ولديهم مؤلفات سنوية.
وقال إنه رغم ابتعاده عن بلده وعمله في دولة قطر منذ منتصف التسعينيات ولغاية الآن، ما زالت السودان حاضرة في كتاباته بطقوسها وبيئتها، لا سيما أن البيئة السودانية تتميز بطقوسها وسحرها وطبيعتها، إلا أنه أوضح أن ثمة موضوعات مشتركة بين مختلف الدول العربية وخاصة الإنسانية منها.
وتحدث تاج السر عن الرسائل المضمنة في روايته” 366 “، لافتا إلى أنها ليست بالضرورة أن تكون بأسلوبية الواقعية السحرية التي عرفت عنه ولربما كانت ذات طابع غرائبي.
وأشار الروائي السوداني إلى تأثره بأدباء اميركا اللاتينية وخصوصا الأديب “ماركيز ” وأسلوبه في تحويل الشخصية العادية إلى أسطورية، مبينا أن “الفانتازيا” التي يوظفها في رواياته تعتمد على اتقان رسم الشخصيات والكلمات، لافتا إلى أنه أحيانا يلتقط أسماء غريبة خلال حياته الشخصية أو عمله كطبيب في عيادته من أسماء بعض المرضى والتي يوظفها لاحقا في رواياته بسياق معين.
وفي رده على سؤال حول ما الذي يشد القارئ الغربي إلى الروايات من الثقافات الأخرى ولا سيما العربية، بين تاج السر أن القارئ الغربي يهتم بالرواية التي تكون محملة بقضية، كما أن العالم الغربي ينجذب إلى عالم يجهله، مؤكدا أهمية الخصوصية المحلية في الأدب وكتابة الرواية في هذا الشأن وانتشارها عالميا وهو ما حدث مع أدب أميركا اللاتينية وانتشار روايات أدباءها.
من جانبها قالت الدكتورة رزان إبراهيم في تقديمها، إنه مع أمير تاج السر يحضر التعالق بين الطب والفنون بقوة، وأغلب الظن أن القارئ سيخرج بنتيجة مفادها أن بإمكان أحدهما أن يكمل الآخر ويفيد منه.
وأشارت إلى أننا نلاحظ ونحن نقرأ لأمير تاج السر، هذا الحس الساخر الذي لا تكاد تخلو منه أي من رواياته، والذي يأتي بالتوازي مع هموم ومآسي شخصياته.
يشار إلى أن الدكتور أمير تاج السر هو روائي ولد في شمال السودان عام ١٩٦٠، ودرس مراحله التعليمية في شرق السودان وغربه، وتخرج من كلية الطب في جامعة طنطا في مصر، يعمل طبيبا للأمراض الباطنية في إدارة الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر.
صدر له العديد من الروايات منها منتجع الساحرات، وزهور تأكلها النار، وسيرة مختصرة للظلام، وجزء مؤلم من حكاية، وشمشون وتفاحة، وغضب وكنداكات، وحراس الحزن، وهاشيت أنطوان، وفوتوغرافي
ترجمت أعماله للغات عديدة منها الإنجليزية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والبولندية، والفارسية والصينية والتركية، ووجدت نجاحا جيدا في معظم تلك اللغات.
وصلت روايته صائد اليرقات لقائمة البوكر العربية القصيرة ٢٠١١، كما وصلت روايته ٣٦٦ للقائمة الطويلة للبوكر ٢٠١٤، وحصلت على جائزة كتارا للرواية العربية ٢٠١٥، ووصلت روايته العطر الفرنسي للجائزة العالمية لأفضل الكتب المترجمة للإنجليزية ٢٠١٦، كما وصلت روايته منتجع الساحرات للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد وجائزة البوكر ٢٠١٧، ووصلت روايته السيرية تاكيكارديا للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد٢٠١٩، مثلما وصلت روايته زهور تأكلها النار للقائمة القصيرة لجائزة البوكر ٢٠١٨، ووصلت روايته إيبولا ٧٦ للقائمة الطويلة للأدب المترجم، كما وصلت روايته حراس الحزن للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب ٢٠٢٢.
حصل عدد من الباحثين في دول مختلفة مثل السودان ومصر والجزائر وإيران والعراق والسعودية وفلسطين، على شهادات ماجستير ودكتوراة في أعماله.
أشرف على العديد من ورش الكتابة في الوطن العربي منها ورشة جائزة البوكر في واحة ليوة- الربع الخالي مرتين ٢٠١١- ٢٠١٢، وورش الكتابة التابعة لكتارا قطر التي يديرها سنويا، وقام بتأسيسها.
عمل محكما في جوائز مجلة العربي الكويتية وجائزة الطيب صالح الدولية، وجائزة الملتقى للقصة القصيرة، وجائزة غسان كنفاني، ورئيسا للتحكيم في جائزة أثر السعودية.
كاتب مقال دوري في القدس العربي منذ ٢٠١٣ حتى الآن، وكتب سنوات في مجلة الإمارات الثقافية، ومجلة الدوحة.