انتخابات فرنسا.. ماكرون يتصدر النتائج ويواجه لوبان في الجولة الثانية من الاقتراع
تصدر مرشح الوسط الفرنسي إيمانويل ماكرون نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت اليوم الأحد بحصوله على 28.1% من الأصوات وفق النتائج الأولية، في وقت حلت فيه مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان في المرتبة الثانية بنسبة 23.3%، ليتواجه المرشحان في جولة الإعادة المقررة بعد 14 يوما.
وقال ماكرون في مقر حملته عقب الإعلان عن النتائج الأولية للاقتراع إن “مشروعه أفضل بكثير من مشروع أقصى اليمين”، في إشارة إلى منافسته لوبان، التي سبق أن هزمها في انتخابات عام 2017.
وأضاف ماكرون -الذي يبحث عن ولاية ثانية- أنه يريد “فرنسا قوية على كل المستويات ضمن أوروبا قوية، ووفية للإنسانية”، مشددا أمام أنصاره على أن مشروعه الوحيد هو “دعم القدرة الشرائية ودعم العمال”.
في المقابل، قالت لوبان في مقر حملتها “أريد أن تكون المواجهة المقبلة جيدة حتى يقرر الشعب الفرنسي مصيره”، داعية كل من لم يصوّت لماكرون في الجولة الأولى إلى التصويت لها في الجولة الثانية.
توقعات جولة الإعادة
وتعطي استطلاعات رأي فرنسية الفوز للرئيس ماكرون بنسبة 51% من الأصوات في الجولة الثانية.
وجاء خلف ماكرون ولوبان مرشح أقصى اليسار جون لوك ميلانشون بنسبة 20.1%.
وأعلنت مرشحة الحزب الاشتراكي لانتخابات الرئاسة آن هيدالغو دعمها لماكرون، وكذلك فعلت مرشحة اليمين فاليري بيكريس، وهي التي جاءت في المرتبة الخامسة بنسبة 5% من أصوات الناخبين، وذلك خلف مرشح حزب الاسترداد (أقصى اليمين) إريك زمور الذي نال 7.2% من الأصوات.
وقال مرشح الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل إنه سيدعو للتصويت لصالح ماكرون في الجولة الثانية، كما عبر مرشح الخضر يانيك جادو عن دعمه لماكرون في جولة الإعادة.
في المقابل، تحظى لوبان بدعم معلن من المرشحين المنهزمين جون لوك ميلانشون، وإريك زمور، وديبون إينينون.
ولم يتمكن 7 مرشحين من أصل 12 من تجاوز نسبة 5% من أصوات الكتلة الناخبة.
نسبة الامتناع
وسجلت نسبة عالية للامتناع عن التصويت، إذ تراوحت بين 26.2 و29.1%، وفق تقدير معهدين فرنسيين، مما يشير إلى نفور الفرنسيين المتزايد من نخبتهم السياسية.
وتتجاوز هذه النسبة تلك المسجلة عام 2017، وبلغت حينها 22.2%، في حين أن النسبة القياسية للامتناع عن التصويت بلغت 28.4%، وسجلت عام 2002.
قبل أسابيع فقط، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز سهل لماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي، الذي تعزز موقفه بفضل دبلوماسيته النشطة بشأن أوكرانيا والتعافي الاقتصادي القوي، بالإضافة إلى ضعف وتشتت المعارضة.
لكن شعبية ماكرون تراجعت لعدة أسباب، منها دخوله المتأخر للحملة الانتخابية، إذ لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير، وهو ما عدّه حتى أنصاره مخيبا للآمال، وكذلك تركيزه على خطة لرفع سن التقاعد تواجه معارضة شعبية، إلى جانب الارتفاع الحاد في التضخم.
في المقابل، قامت لوبان -المنتمية لليمين المتطرف والمشككة في الاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة- بجولة داخلية، ومنذ شهور وهي تركز على تكاليف المعيشة، كما أنها حاولت الاستفادة من التراجع الكبير في الدعم لمنافسها في تيار أقصى اليمين إريك زمور.
وطغى على النقاشات في الحملات الانتخابية تداعيات جائحة فيروس كورونا وأيضا الحرب في أوكرانيا، وقال مراسل الجزيرة بباريس حافظ مريبح إن الحملة الانتخابية لم تكن حامية ولا تقليدية تطرح فيها المواضيع المعتادة مثل تغير المناخ والهجرة والوضع الاقتصادي.
المصدر : الجزيرة