اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى تفجر غضبا فلسطينيا
فجّرت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى غضبا في صفوف الفلسطينيين، وقد اعتبرتها السلطة الفلسطينية إعلان حرب، بينما حذرت فصائل المقاومة من تداعياتها.
وبذريعة التصدي لأعمال شغب، اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال فجر أمس الجمعة باحات المسجد الأقصى والمصلى القبلي مما أدى لاندلاع صدامات عنيفة مع المصلين.
وأسفرت الصدامات عن إصابة أكثر من 150 فلسطينيا بجروح مختلفة جراء الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والضرب واعتقال نحو 400 آخرين، في حين تحدثت الشرطة الإسرائيلية عن إصابة 3 من أفرادها.
ولاحقا، اندلعت مواجهات في مناطق بالضفة الغربية، بينها مدينة الخليل التي استمرت فيها الاشتباكات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال حتى وقت متأخر من مساء الجمعة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تم تسجيل 344 إصابة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة جراء اعتداءات قوات الاحتلال منذ فجر الجمعة.
وقد أحصى الهلال الأحمر الفلسطيني 344 إصابة في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، جراء اعتداءات قوات الاحتلال منذ فجر الجمعة، مشيرا إلى أن 13 أصيبوا بالرصاص الحي، و145 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأكثر من 150 بكسور ورضوض جراء اعتداءات جنود الاحتلال.
وتأتي الصدامات داخل المسجد الأقصى وفي مناطق بالضفة الغربية في ظل إغلاق إسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة بدأ يوم الجمعة وينتهي يوم غد الأحد بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وكان 7 فلسطينيين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال في الضفة منذ الأربعاء الماضي.
وتعرض المصلون في المسجد الأقصى للاعتداء والاعتقال من قبل قوات الاحتلال وسط حملة تشنها جماعات يهودية متطرفة من أجل تقديم “قرابين” داخل باحات المسجد الأقصى، وقد احتجزت قوات الاحتلال مستوطنَيْن كانا يحملان جَدْيًا قرب أحد أبواب المسجد لتقديمه قربانًا في عيد الفصح.
وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة ضد المصلين بشكل همجي، مضيفا أن كل ذلك يجري تحت نظر ومسمع العالم.
وداخل الخط الأخضر، استخدمت قوات الاحتلال الغازات المسيلة للدموع لتفريق مظاهرة لأهالي مدينة أم الفحم.
وكانت المظاهرة قد خرجت تنديدا باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى وقمعها المصلين داخله.
المواقف الفلسطينية
وفي ردود الفعل الداخلية، قالت الرئاسة الفلسطينية إن اقتحام الأقصى ودخول الاحتلال المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات وإعلان حرب، وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لقوات الاحتلال والمستوطنين بالاستفراد بالمسجد الأقصى وسيدافع عنه.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية الجهات الدولية بتدخل فوري لوقف ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي الهمجي على الأقصى، في حين قالت الخارجية الفلسطينية إن ما تعرض له المسجد الأقصى يكشف حقيقة نية الاحتلال لفرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى وتقسيمه.
من جهته، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد الفلسطينيين.
وخلال اتصال هاتفي مع المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، شدد هنية على ضرورة رفع الأمم المتحدة الغطاء عن الممارسات الصهيونية العدوانية.
وحدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس 4 نقاط أساسية لإلزام الاحتلال بشأن ما يجري في المسجد الأقصى، والنقاط الأربع هي السماح للمصلين والمعتكفين بالوصول إلى المسجد الأقصى بحرية تامة وعدم الاعتداء عليهم داخل المسجد، ووضع حد نهائي لقصة القرابين، والإفراج عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم فجر أمس الجمعة وقبله، ووقف القتل والاغتيال في جنين ومخيمها ومختلف أنحاء الضفة.
وفي محادثة منفصلة مع مسؤولي المخابرات المصرية، حذر هنية من التداعيات المترتبة عن الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدا أن قرار الشعب الفلسطيني هو الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته مهما كان الثمن.
وكانت حركة حماس دعت قبل ذلك الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل للوقوف إلى جانب الأهالي في القدس وإسنادهم.
كما حذرت فصائل فلسطينية من تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية، وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أنه ما لم يكف الاحتلال يده عن الأقصى ويوقف عدوانه فإن المواجهة ستكون أقرب وأصعب مما يظن.
وفي الإطار نفسه، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن ما يجري من عدوان إسرائيلي على المسجد الأقصى، هو تصعيد خطير يتطلب أعلى إسناد للمعتصمين في المسجد ولأهل القدس، وإشعال النار في وجه الاحتلال على امتداد فلسطين التاريخية.
هدئة الوضع
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن القيادات الأمنية تعمل على تهدئة الوضع في المسجد الأقصى، ولكنه أكد استعداد حكومته للتعامل مع كافة السيناريوهات.
في تعليقه على الأحداث التي اندلعت في القدس، قال أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مقابلة مع الجزيرة، إن إسرائيل تصون حرية العبادة في الحرم القدسي، بينما يسعى من وصفهم بالمشاغبين الفلسطينيين عمدا إلى تأجيج الخواطر وتصعيد الوضع في الأماكن المقدسة، في حادث يتكرر كل شهر رمضان، حسبما قال.
المصدر : الجزيرة