سيدي بوسعيد: طراز معماري بديع لأعلى منطقة تطل على المتوسط
على بعد 20 كيلو مترا شمالي شرق العاصمة تونس، وعلى أعالي منحدر صخري يطل على قرطاج وخليج تونس، تقع مدينة سيدي بو سعيد تلك الضاحية السياحية المحاطة بالمناظر الخلابة للبحر الأبيض المتوسط، متميزة بمبانيها البيضاء وأبوابها المزخرفة الزرقاء.
وكالة الأنباء الأردنية جالت في جنبات سيدي بو سعيد التي تعد أول موقع محمي بالعالم، وعاش فيها الرسام والموسيقي الفرنسي رودولف دورلانجر الذي اهتم بترويج الموسيقى العربية، إلى جانب عدد كبير من الرسامين والكتاب والصحفيين المشهورين.
وكان جبل سيدي بو سعيد استخدم كحصن لتوفير الأمن والمراقبة والدفاع عن قرطاج الفينيقية في القرن السابع قبل الميلاد.
أما عن سبب تسمية المدينة فهي نسبة إلى أبو سعيد بن خلف بن يحيى الباجي، وهو عالم دين مسلم قضى معظم حياته في الدراسة والتدريس في مسجد الزيتونة في تونس وبعد رحلة حج إلى مكة، عاد أبو سعيد إلى منزله وسعى إلى الحصول على السلام والهدوء في قرية صغيرة في ضواحي تونس تسمى “جبل المنار”، كإشارة للمنارة التي أضاءت على الجرف في العصور القديمة لتوجيه السفن التي تبحر في طريقها عبر خليج تونس.
أمضى أبو سعيد بقية حياته في التأمل والصلاة في جبل المنار، حتى وفاته، وأصبح قبره مزارا، وبمرور الوقت، نشأت مدينة حوله وسميت على شرفه: سيدي بو سعيد.
وتتميز سيدي بو سعيد بطراز معماري فريد، حيث تمتاز معظم بيوتها باللون الأبيض وأبوابها العتيقة المزخرفة باللون الأزرق، لتضفي على المكان طابعا ساحرا من الجمال.
وما يميز المدينة أنها لم تستخدم اللونين الأزرق والأبيض حتى أوائل عشرينيات القرن الماضي، عندما استوحيت من قصر البارون رودولف دورلانجر، وهو رسام فرنسي وعالم موسيقى المعروف بجهوده في الترويج للموسيقى العربية، عاش في سيدي بو سعيد من عام 1909 حتى وفاته 1932، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المدينة بهذا الجمال الفني، كملاذ للرسامين والكتاب والصحفيين المشهورين.
ويمكن للزوار قضاء بعض الوقت في سيدي بو سعيد والتجول في المدينة القديمة واستكشاف الشوارع الجانبية المتعرجة، إضافة إلى زيارة المعارض الفنية والمطاعم في أوقات الفراغ، حيث تتلاصق الأكشاك على جوانب الطرقات، وتحوي مشغولات يدوية تقليدية وهدايا وعطور الياسمين التي تتميز بها تونس، وصولا إلى المنارة، في حين تنتظر الزوار مناظر خلابة لخليج تونس.
المصدر -(بترا)