مصارف لبنان في مرمى نيران المودعين..عملاء يسيطرون على 8 بنوك بمدن متفرقة..اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزى.. جمعية المصارف تغلق 3 أيام.. والنواب يقر زيادة 3 أضعاف رواتب موظفى القطاع العام والمتقاعدين والمتعاقدين
22 الاعلامي –
شهد لبنان، اليوم الجمعة، اقتحام عدد من المصارف في مناطق متفرقة بالبلاد، إذ اعتقلت قوى الأمن رجلاً مسلحاً بعد محاولته اقتحام بنك لبنانى لاستعادة مدخراته المجمدة في مدينة الغازية بجنوب لبنان.
وعلى إثر ذلك قررت المصارف اللبنانية، اليوم الجمعة، إغلاق أبوباها لـ3 أيام اعتباراً من يوم الاثنين بسبب مخاوف أمنية، على خلفية تزايد حوادث اقتحام البنوك من قبل مودعين بهدف الحصول على مدخراتهم.
وجاء في بيان لجمعية المصارف أن “مجلس الإدارة اتخذ قراراً بإقفال المصارف أيام 19 – 20 – 21 سبتمبر، استنكاراً وشجباً لما حصل وبغية اتخاذ التدابير التنظيمية اللازمة، على أن يعود مجلس الإدارة إلى الاجتماع في مطلع الأسبوع المقبل للنظر فى شأن الخطوات التالية“.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي
على خلفية ذلك دعا وزير الداخلية اللبناني، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي للبحث في الإجراءات الأمنية التي يمكن اتخاذها في ضوء الأحداث المستجدة على المصارف، وفق ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية.
ووفق وسائل إعلام لبنانية قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي: لا يُمكن استعادة أموال المودعين بقوّة السلاح والعنف لأن ذلك قد يؤدّي إلى خسارتهم لحقوقهم وأموالهم، ونحن معهم ونحميهم ولكن نُحذّر من المسّ بالنظام الأمني
ومن جانبه قال رئيس لاتحاد العمالي العام بشار الأسمر: “لكي يكون هذا العام الدراسي سليما وسط الانهيار التربوي الذي نشهده، يجب اعطاء الحقوق للأساتذة المتعاقدين في الأساسي والثانوي، وهذا الأمر يقوم على زيادة أجر الساعة بما يتناسب مع الارتفاع الكبير بسعر صرف الدولار، وأن يكون هناك بدل نقل مقبول من خلال حوار مع وزير التربية، كذلك زيادة ودفع الحوافز بالدولار”، معتبرا أن “هذا الإجراء يحفز الأساتذة على القيام بعملهم على الشكل الأكمل“.
وأضاف في مؤتمر صحفي: “أن الحراك تقدم بعدة مطالب، منها الطبابة والاستشفاء من خلال الدخول في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتوقيع عقد كامل“.
وأشار إلى “الفلتان الذي نشهده على أرض الواقع نتيجة عدم إعطاء الحقوق، بدءا من الأساتذة وصولا إلى المودعين”، معتبرا “أن اقتحام المصارف يمهد لانهيار كامل للمنظومة المالية، والذين يقتحمون المصارف يريدون حقوقهم، ولكن كيف سيحصل بقية المودعين على حقوقهم؟“.
وزير المالية يكشف تفاصيل الموازنة
واستأنف مجلس النواب اللبناني جلساته التي كانت بدأت الخميس، لمناقشة مشروع موازنة العام 2022، وقد أعطيت الكلمة في بداية الجلسة إلى النائب فراس حمدان، الذي انتقد مشروع الموازنة وعملها وعمل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، معتبرا أن “هناك حقوق للمودعين يجب أن يحصلوا عليها”.
قال وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، في كلمته في الجلسة العامة لمناقشة مشروع موازنة 2022: “دولة الرئيس، أكثر من ثلاث سنوات، ولبنان يواجه أزمات مالية، نقدية، اقتصادية، اجتماعية، صحية وبنيوية في ظل حصار اقتصادي خانق، مست بكافة مؤسساته ومختلف القطاعات، وخلخلت الاستقرار الاجتماعي.
وأضاف: اليوم نحن بحاجة لاتخاذ قرار حاسم تجاه السير في تطبيق السياسات التصحيحية، ولا سيما الدولار الجمركي كونها جميعها تصب في عملية التعافي والنهوض الاقتصادي ليس فقط من جهة ضبط العجز المالي، بل أيضا من جهة أثرها الإيجابي على الوضع النقدي والاقتصادي وتفعيل الالتزام الضريبي لأن الحد من التهرب الضريبي عبر اكتشاف المكتومين والحد من استغلال الثغرات القانونية والتطبيقية سوف يؤدي حتما الى زيادة الإيرادات الضريبية دون فرض ضرائب جديدة أو زيادة معدلات ضريبية، مما يسهم في توفير فرص عمل متكافئة وتقليص العجز في الميزان التجاري وبالتالي، ينعكس إيجابا على ميزان المدفوعات.
وتابع قائلا: إن الوصول الى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على مستوى الموظفين Staff level Agreement كان خطوة مهمة، فالاتفاق لا ينص فقط على سياسات إصلاحية هيكلية على الصعيد المالي النقدي، المصرفي، المؤسساتي والاجتماعي بل ايضا له أبعاد جوهرية من شأنها أن تساهم في إعادة الثقة بلبنان وأن تعطي حافزا ايجابيا لإعادة احتضانه مجددا من قبل جميع الدول المانحة. ومن أهم مندرجات هذا الاتفاق، إقرار موازنة 2022.
اقتحام مصارف لبنان
اقتحام البنوك في لبنان بدأ في العاصمة بيروت، حيث قال بنك لبنان والمهجر (بلوم) في بيان، إن مسلحاً دخل فرع البنك في منطقة الطريق الجديدة ببيروت الجمعة، مضيفاً أن “الوضع تحت السيطرة“.
وجاء في بيان البنك أن الرجل يحتجز الموظفين للمطالبة بوديعته، مشيراً إلى أن قوات الأمن موجودة في المكان وتتفاوض مع الرجل لحثه على مغادرة البنك.
وفي وقت لاحق الجمعة، أكد موظف بنك لوكالة “رويترز”، أن مودعاً اقتحم بنكاً ثالثاً في لبنان من أجل الحصول على مدخراته في منطقة الرملة البيضاء ببيروت.
كما تحدثت جمعية المودعين عن دخول مودعين مصرفاً آخر في منطقة حلبا، شمالي لبنان.
وفي بلدة شحيم، تم سماع دوي إطلاق نار في خامس اقتحام لبنك لبناني الجمعة، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر لم تسمه.
وفي وقت لاحق، أكدت الجمعية أن ملازم أول بالجيش اقتحم، فرعاً لبنك البحر المتوسط في شحيم بجبل لبنان.
وبحسب جمعية المودعين، فإن مودعين سيطروا على 8 مصارف بمدن متفرقة في لبنان.
زياردة الرواتب
من جانبه قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال كلمته أمام مجلس النواب، إن “البلد بحاجة الى الإنقاذ من خلال تغليب الوطنية على الشعبوية وحالة الواقعية على الإنكار، و عندما دخلنا إلى الحكومة كنّا نعلم أنّ الدولة تنهار وإذا لم نتعاون لن نصل إلى نتيجة”.
وأضاف: ” علينا إعطاء الزيادات اللازمة للجامعة اللبنانية وأقترح إعطاء ثلاثة أضعاف الراتب للموظفين في القطاع العام”، وقد وافق مجلس النواب اقر زيادة 3 اضعاف على رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين والمتعاقدين.
-اليوم السابع