الصين تحثّ الخطى نحو التنمية الخضراء المستدامة
22 الإعلامي- وفاء زيناتية- تحث جمهورية الصين الشعبية الخُطى، لوضع الاستراتيجيات والخطط التنفيذية والإجراءات الصارمة، في تحقيق أهدافها الرامية للوصول للحياد الكربوني، وفق ما أعلن عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ في الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2020؛ والمتمثلة في بلوغ الصين ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل حلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060.
وتسعى الحكومة الصينية إلى تحقيق هذا الهدف، من خلال خفض نسبة استخدامها للفحم من 52 بالمئة عام 2025 إلى 3 بالمئة عام 2060، وللنفط من 18 بالمئة إلى 8 بالمئة، والغاز الطبيعي من 10 بالمئة إلى 3 بالمئة، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية، وفقا لمصدر فيجوال كابتاليست للعام 2021 (Visual Capitalist).
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أطلعت على التجربة الصينية الناجحة في اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية فعّالة في حماية البيئة والحدّ من الانبعاث الكربوني والتغيّر المناخي، من خلال زيارة نظّمها المركز الصيني الدولي للتواصل الإعلامي، أمس الجمعة، لمجموعة من الصحفيين العرب والأجانب المشاركين في دورة تدريبية تنظمها الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة حاليا، إلى وزارة البيئة وعلم البيئة الصينية في بكين.
وقدّم مسؤولون في مركز التعاون البيئي الأجنبي التابع للوزارة، خلال الزيارة، عرضا لأهم السياسات والخطط التنفيذية والمنظومة القانونية والإجراءات التي تتخذها الحكومة المركزية والدور الذي تقوم به الوزارة لتحقيق الأهداف بشأن حماية البيئة والحدّ من التلوث والتغير المناخي على الصعيدين الوطني والدولي.
وقال نائب المدير العام لمديرية التعاون الدولي في الوزارة سون شوفنغ، إن الصين تعمل بنجاح على الصعيد الوطني في حماية البيئة والحّد من التلوث والتغير المناخي والتحّول والإنتقال نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، كما تعمل مع المجتمع الدولي من أجل بناء مجتمع المصير المشترك وتحقيق التنمية المستدامة للعالم.
وأوضح شوفنغ، أن الصين في عام 2021، تمكّنت من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 34.4 بالمئة عن مستواها في عام 2012.
وتضمن اللقاء كذلك، عرضا عن مركز التعاون البيئي الأجنبي ووظيفته والأدوار التي يقوم بها على الصعيد البحثي وتنفيذ الاتفاقيات الدولية والإقليمية والمتعددة والثنائية، وعلى صعيد التبادل التقني والتكنولوجي وبناء القدرات في مجال حماية البيئة والتغيرّ المناخي، ويضم المركز في هيكله التنظيمي العديد من الأقسام.
وأشار نائب المدير العام لمركز التعاون البيئي الأجنبي لي يونغ هونغ إلى أن الصين حققت انتقالا تاريخيا على صعيد التحوّل السريع والشامل نحو تنمية اقتصادية واجتماعية خضراء مستدامة؛ بفضل جهود الحكومة المركزية في وضع المحافظة على البيئة وحمايتها والحدّ من التلوث والتغير المناخي على أجندة الحوكمة لديها.
وعلى الصعيد الدولي والإقليمي، أوضح يونغ هونغ، أن الصين تحرص على التعاون مع الدول العربية، ودول الآسيان وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي، من خلال آليات التعاون الإقليمي لمواجهة التغير المناخي والحد من التلوث وحماية البيئة، لافتا إلى أنها تتعاون في تنفيذ 40 مشروعا في هذا المجال مع 35 دولة نامية.
وتناول اللقاء، عرضا لمجال التعاون في حماية البيئة بين الصين والدول العربية، والذي يعود إلى عام 2006، إذ جرى التوقيع على بيان مشترك بين الصين وجامعة الدول العربية بشأن حماية البيئة.
وفي عام 2010 كانت الأردن من أوائل الدول العربية التي وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة البيئة وعلم البيئة الصينية بشأن التعاون البيئي، تلتها مصر عام 2012، فالأمانة العامة لجامعة الدول العربية عام 2015 ، ثم الإمارات العربية المتحدة عام 2019.
وشملت اتفاقيات التعاون تبادل الخبرات وبناء القدرات وعقد الندوات النقاشية المتعلقة بحماية البيئة، إذ عقد 70 برنامجا تدريبيا منذ عام 2010 في إدارة البيئة في الدول النامية من قبل الحكومة الصينية، استفاد منها 250 موظفا حكوميا وتقنيا من الدول العربية.
وقال مسؤولون في المركز، إن التعاون المستقبلي مع الدول العربية، سيركز على تقوية تبادل الخبراء والمعلومات في مجال حماية البيئة، وتعزيز التبادل والتعاون في نقل التكنزلوجيا المتعلقة بحماية البيئة.
وتشير بعض التقديرات العالمية إلى أن نجاح الصين في تحقيق خطتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، سيمكّنها بمفردها من خفض درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.25 درجة مئوية؛ من هنا تبرز أهمية الدور الكبير للصين كعامل مهم في الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.
جدير ذكره أنه ومنذ مطلع الألفية، وتحديدا العقد الماضي، اتخذت الصين سياسات وإجراءات قوية بشأن مواجهة تغيّر المناخ وتعزيز القوة في توفير الطاقة النظيفة وخفض الانبعاث الكربوني، إذ أصدرت عام 2013 في مؤتمر وارسو للمناخ رسميا “الاستراتيجة الوطنية للتكيف مع تغيّر المناخ”، وفي عام 2017 أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ في المؤتمر الوطني 19 للحزب الشيوعي الصيني، التمسك بالسياسة الوطنية الأساسية لتوفير الموارد وحماية البيئة والتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.
(بترا)