عين على القدس يرصد مصادرة الاحتلال أراضي من بيت حنينا وحزما
22 الاعلامي-سلط برنامج عين على القدس، الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على مخطط الاحتلال الإسرائيلي لإقامة حديقة ووحدات استيطانية على حساب أراض من بلدتي حزما وبيت حنينا.
وأوضح البرنامج في تقريره الأسبوعي، المصور في القدس، أن الاحتلال الإسرائيلي، منذ استيلائه على الأراضي الفلسطينية عام 1967، بدأ ببناء المستعمرات في الأراضي المحتلة، حيث يقوم بين الفينة والأخرى بالكشف عن مخطط جديد لمصادرة أراضي الفلسطينيين لصالح الاستيطان، مشيراً إلى أنه صادق، أخيرا، على إقامة حديقة استيطانية جديدة أطلق عليها اسم “عمق الغزلان”، كما صادق على بناء 930 وحدة استيطانية على أراض استولى عليها من بلدتي حزما وبيت حنينا الواقعتين شمال شرقي القدس المحتلة.
وبين التقرير أن هذا المخطط يهدف إلى توسيع مستعمرة بسغات زئيف التي تضم اكبر التجمعات الاستيطانية شرقي القدس المحتلة، لزيادة عدد المستوطنين فيها على حساب أراضي الفلسطينيين، بعد أن صادرت سلطات الاحتلال معظم أراضي بلدة حزما لصالح جدار الفصل العنصري والاستيطان.
وأشار التقرير إلى أن القانون الدولي يعتبر أن الأراضي التي سيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 أراض محتلة، ولا يجوز للاحتلال مصادرتها أو الاستيطان فيها، الأمر الذي لا تعترف به دولة الاحتلال تحت منطق القوة والإرهاب.
وقال أحد أصحاب الأراضي المصادرة وهو الحاج خيري الخطيب “راحت كل الأرض..شيكوا عليها وحطوا جدار ،هذه أرضي هناك ولا استطيع الوصول إليها”، مشيراً إلى أنه يملك هذه الأرض منذ مئات السنين أباً عن جد.
و أوضح أن دائرة الأراضي الأردنية، قامت بمسح الأرض وتطويبها، مضيفا أنه رفع قضيتين لدى المحكة العليا إلا أن القرار أتى ب”المصادرة”.
و بين رئيس بلدية حزما، نوفان صلاح الدين، أن مساحة بلدة حزما تبلغ 11 ألف دونم، عزل جدار الفصل العنصري ما يقارب الخمسة آلاف منها، وأن الجميع تفاجأ في الآونة الأخيرة بحملة استيطانية جديدة تستهدف أراضي البلدة، حيث تم مصادرة 750 دونما إضافيا.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس بالخبير في شؤون الاستيطان، وليد صيام، الذي بين أن الاستراتيجية الإسرائيلية داخل مدينة القدس تقوم على الاحتلال ومن ثم التفريغ وبعد ذلك الإحلال، وأن الهجمة الاستيطانية الشرسة على مدينة القدس، وبالتحديد شمالها المتمثل بمنطقتي “بيت حنينا وشعفاط”، جاء نتيجة لاستهدافه من قبل الجمعيات الاستيطانية والأذرع الحكومية الإسرائيلية داخل المدينة، باعتبار أن هذه المناطق تعد البوابة الشمالية لمدينة القدس.
وأضاف أن هناك حزاما أمنيا استيطانيا شديدا داخل هذه البلدات والقرى من اجل منع الفلسطينيين من الامتداد الجغرافي لهم، وفصل البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان وجبل الزيتون واختصار عدد سكان البلدة إلى نحو 30 ألف نسمة، مشيراً إلى أن المعركة مع الاحتلال ديموغرافية، وأنها معركة على الأرض وعلى الإنسان المقدسي.
وأوضح صيام أنه يجب على دولة الاحتلال تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بالأراضي المحتلة، وعدم تغيير معالمها السياسية والجغرافية والإنسانية، لافتاً إلى أن الاحتلال يحاول تهويد “الشجر والبشر والحجر”.
ولفت إلى رسالة أهالي القدس لجلالة الملك عبدالله الثاني بأنهم “يثمنون مواقفه المشرفة تجاه القدس في المحافل الدولية”، مشددين على “أن الوصاية الهاشمية هي مرتكزنا والقاعدة التي يعتمد عليها المقدسيون وأن على الأمة تعزيز مواقف جلالته لأنه حريص كل الحرص على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.
وأفاد صيام أن الاتجاه للمحاكم الإسرائيلية صعب جداً، لأنه من المعروف أن اللجنة اللوائية في وزارة الداخلية الإسرائيلية وكذلك اللجنة المحلية في بلدية الاحتلال وافقتا وصادقتا على هذا المخطط، مؤكدا أن الحل الوحيد هو التوجه إلى المحاكم الجنائية الدولية.
كما دعا إلى الاستثمار في الأراضي الوقفية، لأن الاحتلال يقوم بالاستيلاء عليها بحجة إقامة مشروعات خدمية وحدائق توراتية، ومن ثم يتم بناء وحدات استيطانية عليها كما حدث في مناطق شعفاط وبيت حنينا وجبل أبو غنيم والنبي صموئيل.
— (بترا)