الرضاعة الطبيعية.. خط الدفاع الأول ضد أمراض الطفولة ..
22 الاعلامي–
ويحظر نظام ضبط تسويق بدائل حليب الأم لسنة 2015، في المادة 4 منه، التسويق لأي من بدائل حليب الأم في أي مكان بما في ذلك الجهات التي تهتم أو تعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالرعاية الصحية للأمهات والرضع والحوامل والمنظمات والجمعيات ودور الحضانة ومؤسسات رعاية الأطفال والصيدليات والمحلات التجارية والمستشفيات والمراكز الصحية، كما يحظر استخدام مراكز البيع لتوزيع عينات أو كوبونات خصم أو جوائز أو هدايا أو عروض بيع خاصة لأي من المنتجات.
وتوجب المادة 11 من النظام ذاته أيضا، على احتواء كل عبوة لأي من بدائل حليب الأم على بطاقة تعريف واضحة ومقروءة ومفهومة ومطبوعة باللغة العربية وفي مكان يتطابق مع المواصفات القياسية الأردنية، وإشارة الى فوائد الرضاعة الطبيعية.
من جانبهما، أشارت منظمتا الصحة العالمية واليونسيف عبر موقعهما الإلكتروني، إلى تعرض أكثر من نصف الآباء والأمهات والحوامل لممارسات تسويق شرسة لمستحضرات الحليب الصناعي، وقدرتا حجم مبيعات قطاع صناعة مستحضرات حليب الرضع الصناعي، بمبلغ 55 مليار دولار، “في إشارة الى الفجوة الكبيرة بين الرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي وما يعرض صحة الرضع للخطر”.
ولفتت المنظمتان إلى أن قوانين الرضاعة الطبيعية ليست قوية بما يكفي لمواجهة التسويق الكبير الذي تحظى به بدائل لبن الأم.
ووفقا لليونيسف فإن نسبة الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم في غضون أول ساعة من الحياة تقل عن 50 بالمئة من حديثي الولادة، بالرغم من الأدلة والبينات التي تدعم الدور الحاسم للاحتكاك الجسدي المباشر بين الأم والمولود والرضاعة الطبيعية في تقليص وفيات المواليد.
بدوره، أكد التحالف العالمي للرضاعة الطبيعية على حماية الرضاعة الطبيعية والتشجيع عليها ودعمها، أهمية مساهمة الرضاعة الطبيعية المطلقة والمستمرة والمبكرة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية (خاصة الهدفين 4 و 5).
ووفقا لمسح السكان والصحة الأسرية في الأردن 2018-2017 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، فإن 67 بالمئة من المواليد يرضعون طبيعيا في أول ساعة من حياتهم، لكن 43 بالمئة يتلقون تغذية أولية رغم أن هذا غير موصى به.
وبحسب المسح، يجب تقديم الأغذية المساندة عندما يصل عمر الطفل ستة أشهر لتقليل خطر سوء التغذية، حيث أظهرت البيانات أن 83 بالمئة من 8-6 أشهر تلقوا الأطعمة المساندة.
من جهتها، أكدت رئيسة قسم الخداج ومرشدة الرضاعة الطبيعية في مستشفى الجامعة الأردنية الممرضة غادة مساد، أن التزام الأم بإرضاع طفلها ستة أشهر متواصلة دون انقطاع، تضمن انقطاع الطمث طيلة تلك الفترة، وهي ما يعرف بطريقة “اللام” في التنظيم الأسري والامتناع طبيعيا عن الحمل، وهي من الطرق التي تعمل على إراحة الأمهات نفسيا وجسديا بشكل آمن.
وأشارت الى أن الرضاعة الطبيعية تقلل نسبة إصابة أمهات بسرطان المبيض والثدي، مقارنة بالأمهات اللاتي لا يمارسن الرضاعة الطبيعية المطلقة، فإن تركيب حليب الأم يتغير بحسـب عمـر الرضيع واحتياجه، فحليب الأم للطفـل الخديج يختلف في محتواه وتركيبـه عن حليب الأم للطفل كامل النمو.
وبينت مساد، اننا نحاول جاهدين لإتمام الرضاعة الطبيعية بين الأم ووليدها الخديج، وفي حال التعذر لأسباب ممن لم تتمكن أمهاتهم من إرضاعهم بشكل طبيعي، فإنه وفقا لسياسات المستشفى يتم تنظيم آلية في حال رغبة الأهل باستجلاب مرضعة لذويهم، وبما يتوافق مع الشريعة الإسلامية لما للرضاعة الطبيعية من أثر إيجابي على الطفل جسديا، وعلى الأم نفسيا، كما يتم إثبات ذلك في ملف المستشفى لحفظ النسب وإثبات أخوة الرضاعة.
وفي السياق، أشار البنك الدولي عبر موقعه الإلكتروني، إلى أنه يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية على تجنب أكثر من 800 ألف حالة وفاة بين الأطفال و20 ألف وفاة بين الأمهات في العالم سنويا، موضحا أن الجهود المبذولة لتعزيز وحماية الرضاعة الطبيعية تكلف ما يقدر بنحو 0.6 مليار دولار سنويا على مستوى العالم، مع عوائد اقتصادية محتملة تصل إلى حوالي 30 مليار دولار سنويا على مدى السنوات العشر القادمة.
وتتضمن مشاريع الصحة والتغذية التي يساندها البنك الدولي في أحيان كثيرة برامج تعمل على توفير الحماية والتشجيع والدعم للرضاعة الطبيعية المثلى باعتبارها أحد المكونات الحيوية لجهود تغذية الرضع وصغار الأطفال، مؤكدا استمرار الجهود مع البلدان الأعضاء في الدفاع عن إدراج هذا الإجراء التدخلي المهم في خطط التغذية الوطنية، وتطبيق المدونة الدولية الخاصة بتسويق بدائل لبن الأم، وإصدار التشريعات الداعمة للرضاعة الطبيعية.
وتشير الاستراتيجية الوطنية للتغذية (2023-2030) التي أطلقتها وزارة الصحة، في سياساتها ذات الأولوية إلى حماية وتعزيز ودعم الرضاعة الطبيعية والتغذية المثلى للرضع وصغار الأطفال، ذلك أن مؤشرات تغذية الرضع في الأردن دون المستوى الأمثل.
وتبين الاستراتيجية أن أقل من 20 بالمئة من الأطفال دون سن 6 أشهر يرضعون رضاعة طبيعية حصرية”.
ودعت الاستراتيجية إلى تعزيز تشريعات تنفيذ المدونة المتعلقة ببدائل حليب الأم، والتأكد من أنها تمتد لتشمل أغذية الرضع.
كما دعت إلى زيادة تغطية مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل لتشمل المستشفيات العامة والخاصة كافة، وإنشاء نظام مراقبة للتشريعات البديلة لحليب الأم ومبادرة المستشفيات الصديقة للطفل، والمبادئ التوجيهية للصحة الإنجابية وصحة الأمهات والمواليد والأطفال والمراهقين، كما يتطلب الأمر إدخال تشريعات بإعطاء أربعة إلى ستة أشهر إجازة أمومة، وتوفير دور حضانة في أماكن العمل العامة.
من جانبها، لفتت مديرة الاستشارات في مجلس اعتماد المؤسسات الصحية الدكتورة رباب دياب، الى مبادرة “مستشفى صديق للطفل”، التي تحمل طابع العالمية منذ عام 1991، حيث قام المجلس ببناء برنامج متكامل باعتمادية عالمية وتدريب المقيمين وعمل دورات تدريبية لتوعية الأمهات بضرورة التقيد بالرضاعة الطبيعية.
وأكدت دياب، أنه كان الاعتماد مطبق على خمسة مستشفيات نظرا لانطباق جميع المتطلبات اللازمة للمبادرة عليها، وحاليا انضمت 14 مستشفى إلى برنامج الرضاعة الطبيعية يعاد اعتماد كل منها كل عامين.
وسيتم في المرحلة الثانية توسيع نطاق المشروع بالتعاون مع منظمة اليونيسيف لإدراج تسعة مستشفيات أخرى حيث تم بناء نظام للمراقبة والتقييم، وتدريب الكوادر على مؤشرات الأداء وتحليل البيانات لإجراء المقارنة بين المستشفيات المشاركة في المبادرة.
وأوضحت، أن المجلس أصبح لديه بعض المؤشرات والبيانات التي تصف حال الرضاعة الطبيعية في المؤسسات، لاسيما ما يعرف بالساعة الذهبية، مؤكدة أن معظم المستشفيات تقترب من إتمام عملية الساعة الذهبية، حيث تم وضع مؤشر أداء للفترات التي يمكثها الأطفال بالرضاعة من امه.
وأشارت إلى تأهيل 36 مرشدة تم تدريبهن بالتنسيق مع منظمة اليونيسيف ومشروع الصحة والتغذية المجتمعية الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمساعدة النساء غير القادرات على الإرضاع.
وتشير المادة (71) من قانون العمل الأردني إلى حق المرأة العاملة بعد انتهاء إجازة الأمومة بأن تأخذ خلال سنة من تاريخ الولادة فترة أو فترات مدفوعة الأجر بقصد إرضاع مولودها الجديد لا يزيد مجموعها على ساعة في اليوم الواحد.
كما نصت المادة 106/ج من نظام ديوان الخدمة المدنية على أنه “تستحق الموظفة بعد انتهاء إجازة الأمومة المنصوص عليها في الفقرة (أ) من هذه المادة ولمدة تسعة اشهر ساعة رضاعة في اليوم الواحد بقصد إرضاع مولودها الجديد ولا تؤثر على إجازتها السنوية وراتبها وعلاواتها”.
–(بترا)