22 الاعلامي–
أكد الكاتب والصحفي الشهير ديفيد هيرست أن المعايير المزدوجة بين الحرب على أوكرانيا والحرب على غزة، هي التي أسهمت في تشكيل تعاطف شعوب العالم مع غزَّة، مشيرا الى ضرورة العمل على تصحيح هذا الوضع.
وأضاف أنه من الصعب تجاهل النهج المتناقض في كيفية تعامل العالم مع روسيا وغزة، حيث أن الإنصاف في الاستجابات الدولية للصراعات أمر ضروري لتحقيق العدالة والسلام الحقيقيين.
ودعا هيرست وهو رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، خلال ندوة بالدوحة الليلة الماضية، استضافها المركز القطري للصحافة بعنوان “ازدواجية المجتمع من الحرب على غزَّة”، إلى ضرورة الفصل بين الرأي العام للشارع الغربي ورأي القادة، حيث إن هناك اللوبي الصهيوني الذي يسيطر سيطرة تامة على المُجتمع الليبرالي الغربي، كما أن هناك كثيرًا من أعضاء الكونجرس الأميركي يخشون فقدان التمويل أو الدعم الصهيوني إذا قدّموا وجهة نظر مغايرة.
وقال هيرست: خلال فترة عملي في صحيفة الجارديان، قدمت تغطية صادقة وغير متحيّزة للانتفاضة الثانية، ولم يوجّه لي أي اتهامات بازدواجية المعايير، وعندما سألتُ أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين عن أكبر عدو لإسرائيل لم يقل لي حماس ولا حزب الله بل كانت إجابته: بي بي سي والجارديان.
وأكد هيرست عدم وجود حرية صحافة في الغرب، فالإعلام الغربي أصبح جزءًا من الصراع وشريكًا فيه.
وحول وصف حماس بالإرهاب قال هيرست، إن حماس ليست منظمة إرهابية، وهي متجذّرة في المُجتمع الفلسطيني ولا يمكن التخلص منها.
وأوضح أن الإسرائيليين ليس لديهم مخرج واضح من هذه الحرب، وهم غير مستعدين ولا متدربين على الحرب البرية، ولذلك فهم يركزون على الهجمات الجوية والتدمير الكبير للمباني، مؤكدًا أن إسرائيل غير جاهزة للغزو البري، وتؤكد العديد من المؤشرات على ذلك، ومعظم العمليات العسكرية تأخذ شكل عمليات جوية ولا تتضمن غزوًا بريًا.
واعتبر هيرست أن اسرائيل قد خسرت السيطرة، ومع استمرار الحرب وزيادة عدد القتلى، ستتزايد الضغوط على إسرائيل في الأيام المقبلة، وسيكون هناك تركيز على بنيامين نتنياهو، وسيكون هناك ضغط لإجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وستلعب الأمم المتحدة والدول العربية دورًا حاسمًا في تحفيز مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن غزَّة تعرضت لمستويات هائلة من الدمار تشبه تأثير الزلزال، والحالة الراهنة تُعد واحدة من أسوأ الأوقات، ونأمل في أن تجد الجهود الدولية حلًا لهذه الأزمة، لأن الدمار والخسائر تجعل الوضع أكثر تعقيدًا وتحتاج إلى تدخل دولي فوري.
وأضاف: لم أرَ في حياتي ولا تاريخي المهني تدميرًا بهذه الشراسة، وتعمدا لقصف المستشفيات والمنشآت المدنية، والإسرائيليون يستخدمون “بروباجاندا مضللة” للتبرير، كما أن قطع الاتصالات غير مقبول، فلا يمكن عزل غزَّة، حيث يحتاج السكان إلى التواصل مع المستشفيات، معتبرًا أن قطع الاتصالات تصعيد خطير.
ولفت إلى أن هناك مستشفى واحدًا فقط، وهو مستشفى الشفاء، يُعنى بالإصابات الطبية الخطيرة وهو يلعب دورًا مهمًا في تقديم الرعاية الصحية في هذه الظروف الصعبة، ونأمل أن يستمر هذا المستشفى في تقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين.
وقال هيرست إن قضية الأسرى الفلسطينيين حساسة ومهمة، ومن الجيد سماع أن هناك رغبة في تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين، والوساطة القطرية قد تكون فرصة للبحث عن حل لهذه القضية الصعبة.
وأضاف: أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تولي اهتماما خاصا لما تقوله وأن تفصل بين سياستها واللوبي الصهيوني، مضيفا: أنا يهودي، لكني لم أكن صهيونيا في يوم من الأيام، ولا أي من أفراد عائلتي التي نجت من محارق النازية، ومن غير المقبول التعذر بالمحرقة لتبرير دعم الصهيونية.
— (بترا)