قصص وتقارير

بين أحضان الطبيعة والصخور

22 الاعلامي – -لوحة من صنع الخالق لإنسياب المياه من شلالات ونبع زقيق
-غياب للمرافق والخدمات رغم المطالب بوضع المنطقة على خارطة السياحة
كتبت:يسرى أبوعنيز
بين أحضان الطبيعة الجميلة..وبين الصخور والجبال الشاهقة التي تكتسي بحلتها الخضراء في فصل الربيع في لوحة هي الأجمل..وكأنها الجنة على الأرض.
في هذا المكان تنساب مياه شلالات ..ونبع زقيق حيث يدل صوت خرير الماء على وجودها للمتتبع لهذا الصوت المتدفق من شلالها بين الصخور..وليتفاجأ بلوحة في المكان هي الأجمل..ومن صنع الخالق حيث الماء والخضراء ..إضافة للصخور التي أضفت على جمال المكان جمالاً آخر.
وتحتضن منطقة حلاوة في محافظة عجلون شلالات زقيق الواقعة في الشمال الغربي من محافظة عجلون ،حيث تعتبر هذه المياه المصدر الأول لتغذية المنطقة بمياه الشرب.
أما الشلالات والتي لم يكن يعرفها معظم سكان المملكة ،فهي ذات سحر يأسر الزائر لها..وتجذب الزوار إليها ،الأمر الذي يجعلهم يعودون إليها مرارا وتكرارا رغم غياب الخدمات في المنطقة،بل وافتقارها لأدناها،فهم يعودون للاستمتاع بالطبيعة رغم وعورة الطريق ،وصعوبة السير عليه غير أن عشاق الطبيعة ،وممن يحبون المغامرة،وحتى شباب منطقة حلاوة ومعظم الزوار يذهبون إليها سيراً على الأقدام ،أو ترك مركباتهم في أقرب نقطة مُعبدة للذهاب إليها بهدف السباحة والإستجمام.
أما صوت خرير الماء فإنه يوحي للزائر بأنه يسمع سمفونية موسيقية إعتادت أذنه على سماعها ،كما أن أشعة الشمس التي تلقي بنفسها على المكان لتبعث الدفء في فصل الشتاء في تلك المنطقة،حيث تمتاز المنطقة بإرتفاع درجات حرارتها على مدار العام،وذلك لوقوعها بين الجبال الشاهقة.
وفي شلالات ونبع زقيق الحياة بالنسبة لمزارعي وادي زقيق الذين قاموا بزراعة الأشجار المثمرة كالليمون،والصبر،والأسكدنيا،
والعنب ،والرمان على أطراف الوادي حيث يروون مزروعاتهم من مياه زقيق لتشكل هذه المزروعات مصدراً للدخل بالنسبة لهم.
وعثر في منطقة زقيق على كنيسة ووجد عليها نقش مكتوب عليه اسم حلاوة وهو إسم بيزنطي لأمير أنشأ إمارة في تلك المنطقة ،ويقول مختصون أن المنطقة كانت تحتوي في السابق على مدينة كبيرة ،وما يدعم ذلك آثار لكنائس ،وآبار ،ونواعير الماء ،ويعتقد أنها تعرضت لحرب دمرت المدينة بأكملها،حيث تم إكتشاف بعض منذ عام 2004،حيث استملكتها وزارة السياحة.
ولغاية كتابة هذه السطور لا يوجد أية مشاريع حكومية في المنطقة ،إضافة لغياب الخدمات،وأقلها الطريق الذي يربط المناطق المجاورة بمنطقة زقيق وشلالها، رغم المطالب المستمرة بذلك،والمطالبة أيضا بوضعها على خارطة السياحة من قبل الجهات المعنية،كواحدة من المناطق السياحية في إقليم الشمال بشكل عام، و في محافظة عجلون بشكل خاص .
وكانت رئيسة جمعية سيدات حلاوة كوكب نجادات قد تقدمت منذ أكثر من عشر سنوات بطلب لإقامة حديقة في منطقة زقيق،لكن المشروع لم يكتمل ،ولم يرَ النور لكثير من المعوقات من مربي الأغنام الذين يستغلون المنطقة لتربية أغنامهم.
وحاليا يسعى أكثر من شخص لإقامة مرافق سياحية خاصة لخدمة المنطقة وزوارها ،خاصة أن عشاق الطبيعة يتوجهون للمنطقة على مدار العام للاستمتاع بالطبيعة من جهة،والسباحة في المياة الموجودة في المنطقة.
أما الطريق الوحيد بإتجاه زقيق للقادمين من منطقة حلاوة والمناطق والمحافظات المجاورة فقد تم طرح العطاء لتزفيت الطريق،واجراء الصيانة له منذ أكثر من100يوم بحسب رئيس بلدية الشفا(وتشمل مناطق حلاوة،الهاشمية،والوهادنة) زهرالدين العرود.
وأضاف العرود بأنه سيتم وضع الخلطات الإسفلتية خلال الأسبوع المقبل على الطريق لتكون جاهزة أمام سالكي الطريق بعد أن تم وضع الخلطات الأولية،وفردها على الطريق .
وبين رئيس بلدية الشفا بأن البلدية تواصلت مع مدير أشغال عجلون ،والمقاول الذي سينفذ المشروع ،كما تم مخاطبة الجهات ذات العلاقة،مؤكداً بأن هذا الطريق يربط بين محافظتي اربد عجلون ،وسيتم وضع الخلطات على3مواقع وعلى طول الطريق بمساحة تصل إلى325متر مربع .
من جهة أخرى قال الباحث في مجال البيئة الدكتور أحمد الشريدة أن شلال زقيق الذي يقع في منتصف وادي الريان بين بلدتي حلاوة وكفر أبيل يعتبر ثاني أطول شلال في المملكة بعد شلال حميرا في وادي الكرك،مبينا بأن الطريق إلى الوادي من جهة كفر أبيل طريق صعب وخطير ،أما الطريق من جهة حلاوة فهو كذلك خطر وصعب وتحتاج المنطقة لطريق زراعي ،أو ثانوي.
وبين الباحث الشريدة أهمية الشلال والتي تكمن بوقوعه في منطقة تتميز بوجود العديد من المواقع والمعالم الأثرية والسياحية ،والبيئية الموجودة في هذه المنطقة،إضافة إلى ذلك فهناك العديد من المعالم البيئية المهمة الموجودة في منطقة وادي الريان مثل الكهوف والمقاطع الصخرية ،والمقاطع
الجيولوجية.
وطالب الدكتور الشريدة بلدية الشفا بالتعاون مع بلدية برقش بضرورة إيجاد طريق من الجهتين إلى وادي زقيق،وإيجاد مواقف للسيارات ،وإقامة مركزا للزوار في المنطقة لتقديم الخدمات للزوار وتوفير المرافق العامة في منطقة وادي زقيق،مشيراً إلى أن هناك دوراً على وزارة الأشغال العامة في فتح طريق قروي أو زراعي،وكذلك فإن وزارة الزراعة مطالبة أيضاً بفتح طريق زراعي لهذا الموقع المهم.
كما طالب الباحث الشريدة وزارتي الشؤون البلدية والسياحة بضرورة تقديم الخدمات الداعمة والمساندة لإيجاد مرفق سياحي متميز في منطقة وادي زقيق لخدمة الزوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى