الخصاونة واشتية يترأسان اجتماعات اللجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة
رام الله – ترأس رئيس الوزراء، الدكتور بشر الخصاونة، ورئيس الوزراء الفلسطيني، الدكتور محمد اشتية، اجتماعات اللجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة التي عقدت أعمال دورتها السادسة في رام الله اليوم الخميس وبمشاركة وزراء ومسؤولين من الجانبين.
وأكد رئيس الوزراء ونظيره الفلسطيني على العلاقة الأخوية والمتجذرة في التاريخ والجغرافيا التي تربط الأردن وفلسطين وشعبيهما الشقيقين، والتي يرعاها ويحرص على تعزيزها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما أكدا حرص الحكومتين الأردنية والفلسطينية على تعزيز آفاق التعاون المشترك في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين.
وأشارا إلى ضرورة العمل المشترك لإزالة المعيقات على الجسور بين الأردن وفلسطين بما يسهم في سهولة انتقال الأشخاص والبضائع بينهما، مؤكدين أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا زال دون مستوى الطموحات والإمكانيات المتوفرة.
وأكد الخصاونة على مركزية القضية الفلسطينية ودعم الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للشعب الفلسطيني وقيادته لإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة والناجزة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وفي إطار حل الدولتين الذي تدعمه غالبية دول العالم.
وشدد الخصاونة على “أن جلالة الملك عبدالله الثاني يحمل بأمانة ومسؤولية رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ونتصدى لأي محاولات تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقائم في مدينة القدس”.
من جهته، ثمن رئيس الوزراء الفلسطيني مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة للقضية الفلسطينية ورعاية المقدسات في القدس الشريف.
كما ثمن موقف الأردن بدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتأكيد على أهمية المحافظة عليها نظرا لرمزيتها لقضية اللاجئين.
وقدم وزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي ووزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني خالد العسيلي إيجازا حول مخرجات عمل اللجنة التحضيرية حول ما تم الاتفاق عليه من آليات للتعاون والتنفيذ والمتابعة من خلال تقارير دورية حول تقدم سير العمل بالتنفيذ.
ووقع الجانبان الأردني والفلسطيني 9 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، في ختام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، شملت العديد من المجالات، كما وقع رئيسا الوزراء على محضر اجتماعات الدورة السادسة للجنة المشتركة.
وشملت المذكرات والبرامج التنفيذية التي تم توقيعها مذكرة تفاهم في مجال التنمية الاجتماعية والبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين الحكومتين للأعوام 2022- 2025 والبرنامج التنفيذي للتعاون التربوي للأعوام 2022- 2024 ومذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون في مجال المناطق الحرة.
كما شملت مذكرة التفاهم الخاصة بالربط الإلكتروني بين الجانبين والبرنامج التنفيذي لبرتوكول التعاون بين وزارة الشباب والمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني في المجال الشبابي وبرنامج تعاون مشترك بين وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ووكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) والبرنامج التنفيذي لتفعيل برتوكول التعاون الفني بين وزارة الاستثمار في الأردن وهيئة تشجيع الاستثمار الفلسطينية والبرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم للاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة وعلامات الجودة.
مؤتمر صحفي
أكد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتيه، سعادته بهذه الزيارة لفلسطين وأهلها المرابطين، مضيفا “تشرفت بنقل تحيات وتقدير جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أخيه فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكدا على العلاقة الوثيقة بين القائدين التي تستظل بظلالها حكومتا البلدين والشعبان الشقيقان”.
وشدد رئيس الوزراء على موقف الأردن الثابت الداعم للحقوق الفلسطينية الثابتة وأولها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة الناجزة وذات السيادة الكاملة على ترابه الوطني على أساس خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفي إطار حل الدولتين الذي نؤمن به ويدعمه العالم بأسره، والذي يجب أن يبقى الحل المركزي الذي تحل بمقتضاه القضية الفلسطينية لتعيش دول المنطقة وشعوبها بالأمن والسلام والاستقرار والرفاه.
كما أكد رئيس الوزراء على الدور المركزي الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وأننا مستمرون بأداء هذا الدور في إطار الوصاية والرعاية الهاشمية، لتثبيت الوضع التاريخ القائم في الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك والذود عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بوجه أي محاولات تستهدفها وتستهدف تغيير هذا الوضع التاريخي والقائم.
ولفت الخصاونة إلى أن العلاقة الأردنية الفلسطينية علاقة عضوية وعلاقة روابط ووشائج من الأخوة والدم، حيث روى أبناء الجيش الأردني بدمائهم ثرى فلسطين دفاعا عن هذا البلد العزيز.
وقال “يجمعنا هدف أن نتعاون وأن نبتعد بمجتمعاتنا عن التطرف والإرهاب ومحاربته والكثير من آفاق التعاون في مجالات متعددة ومن أبرزها رفع الميزان التجاري الذي لا يلبي طموحات وتطلعات قيادتي البلدين والحكومتين والشعبين الشقيقين”، لافتا إلى أن رفع الميزان التجاري لا يكون فقط من خلال تبادل السلع مع أهميتها، وإنما من خلال التطرق لقطاعات واعدة مثل قطاع الطاقة والاقتصاد الرقمي والأتمتة والاستفادة من اتفاقيات قائمة بين الجانبين ومن ضمنها اتفاقية التجارة الحرة والتعاون الاستثماري، لافتا إلى أن لدى الأردن تجربة جديدة بإنشاء وزارة للاستثمار بهدف جلب الاستثمار وتوحيد المرجعيات الاستثمارية ويمكن الاستفادة من تجارب البلدين في هذا المجال.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن شركة التسويق الزراعي التي تم تأسيسها بين وزارتي الزراعة في البلدين وهي الأولى على مستوى العالم العربي.
وأكد أن ما يميز اجتماعات اللجنة العليا ومخرجاتها هي وضع آلية للمتابعة وتنفيذ الاتفاقيات وفق منهجية علمية واضحة، لافتا إلى أن العبرة في التنفيذ والالتزام بما تم الاتفاق عليه، معربا عن ثقته بأن تكون مخرجات اللجنة والاتفاقيات الموقعة اليوم وفي وقت سابق ووضعها موضع التنفيذ السريع ستنتج حالة تعزز صمود ورفاه الشعب الفلسطيني وتحقق المنافع المشتركة للشعبين الأردني والفلسطيني.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه أن توقيت زيارة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة يأتي في وقت مهم جداً، نظراً لما تعيشه الدولة الفلسطينية من ظروف صعبة في المنحنى السياسي مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى القضايا المشتركة بين البلدين.
وأشاد رئيس الوزراء الفلسطيني بالجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في إطار الوصاية الهاشمية، إلى جانب الحفاظ على القدس وحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تأتي على رأس أولويات جلالته في جميع المحافل العربية والدولية.
وأشار إلى روابط الأخوة والصداقة التي تجمع بين الأردن وفلسطين قيادة وشعباً وحكومة، قائلاً: “نحن لم نكن فريقين بل فريق واحد نعمل من أجل مصلحة البلدين، ونحن شركاء في العديد من القضايا المشتركة”.
ولفت اشتيه إلى أن الوزراء الأردنيين والفلسطينيين عملوا على وتيرة عالية خلال الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا الأردنية الفلسطينية، والذي ترجم اليوم بتوقيع 9 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية شملت الجوانب الاقتصادية، واللوجستية، والقضايا المتعلقة بالبنية التحتية، والمواصلات، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات وغيرها. وقال في هذا الإطار:” نطمح بأن يرتفع الميزان التجاري الأردني الفلسطيني إلى أعلى سقف، ونحن نعمل سوياً من أجل إزالة كل المعيقات التي تواجه التجارة الأردنية الفلسطينية”.
كما لفت اشتيه إلى أن هناك شركة فلسطينية أردنية لتسويق المنتجات الزراعية، مشيراً إلى أن هذه الشركة قد تكون تجربة رائدة لتتجه المنتجات الفلسطينية إلى الأسواق العربية والعالمية.
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني: “البضائع والسلع الأردنية مرحب بها في فلسطين، ورجال الأعمال الأردنيين مرحب بهم أيضا، كما أن المنتج الأردني مرحب به في أسواقنا، تماما كالمنتج الفلسطيني الذي يعد مرحباً به في الأردن”.
وأكد أن توجيهات الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحكومة الفلسطينية واضحة “بضرورة الانفكاك من العلاقة التي يفرضها الاحتلال والذهاب إلى عمقنا العربي في المجالات الاقتصادية وغيرها”.
وأثنى اشتيه على موقف الأردن الداعم لاستمرار (الأونروا)، والحفاظ عليها، مؤكداً أن الوكالة تعد شكلاً من أشكال الذاكرة التاريخية للشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بجائحة كورونا، قال اشتيه إن الإجراءات التي يقوم بها الأردن لمواجهة الوباء تعد محل تقدير، مؤكداً استمرار التعاون والتنسيق بين البلدين في الشأن الصحي.
وشكر اشتيه، في ختام تصريحاته رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، على زيارته التاريخية إلى فلسطين، آملاً أن يستمر أفق التعاون بين البلدين في جميع المجالات.
بترا