محليات

رفاق السلاح في حضرة الملك: عين العسكر لا تغمض عن الحياض

22الاعلامي-

تروي الصورتان اللتان نشرهما جلالة الملك عبدالله الثاني على تويتر، قصة الرباط المقدس بين جلالته والجنود الذين كانوا أُمناء دائما على مسيرة الدولة الأردنية المظفرة.
وفي النهج الهاشمي لا مكانة تعلو على مكانة الجند الذين ما توانوا عن مهمة من المهمات المقدسة في صون أمن الوطن وحياضه.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني نشر تغريدة على “تويتر” أمس الثلاثاء، قال فيها “مع رفاق السلاح من كتيبة المدرعات مجددا، نلتقي في المكان ذاته لنستذكر أيام الخدمة العسكرية في صفوف جيشنا العربي. خالص محبتي وتقديري لهم ولكل المتقاعدين العسكريين الأعزاء”.
وقرأ محللون سياسيون محليون، في التغريدة الملكية، تمسكاً ملكياً بإنهاض همم المتقاعدين العسكريين ومعنوياتهم وبث العزيمة والتفاؤل لديهم، وهو ما يجسد حرص جلالته على التواصل الدائم مع المتقاعدين، إذ يغتنم جلالته هذه اللقاءات للحديث بكل شفافية ووضوح عن القضايا والأمور كافة التي تهم الوطن والمواطن.
العقيد المتقاعد الدكتور ماهر مخامرة، قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إنه عادة ما يقال: “إن الصورة تساوي ألف كلمة”، وللفيلسوف العراقي القديم النفري مقولة معروفة في غاية البلاغة: “كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة”، وأنا أقول لا بل عجزت العبارة.
وأضاف: “تذكرت كل ذلك وأنا أتابع بكل اهتمام مشاهد صور جلالة القائد الأعلى مع رفاق السلاح، حيث نشر جلالة الملك عبدالله الثاني صورتين عبر حسابه في تويتر إحداها قديمة وتجمعه مع رفاق السلاح من كتيبة المدرعات، وأخرى حديثة مع المجموعة ذاتها”.
وعلق جلالته على الصورة، “مع رفاق السلاح من كتيبة المدرعات مجددا، نلتقي في المكان ذاته لنستذكر أيام الخدمة العسكرية في صفوف جيشنا العربي. خالص محبتي وتقديري لهم ولكل المتقاعدين العسكريين الأعزاء”.
مخامرة تساءل: هل تعلمون من هم رفقاء السلاح؟، ويجيب في الوقت ذاته: هم اخوتك، عزوتك، هم من يعيشون تفاصيل حياتك، تتقاسمون الماء والغذاء، كما تتقاسمون الحلوة والمرة، تعيش معهم تفاصيل صغيرة تصقل شخصيتك، إنهم هذه الشريحة الحيوية والمنتجة من أبناء شعبنا، من أبناء القوات المسلحة الذين أسهموا بنهضة بلدنا، وتوفير الأمن والاستقرار للأردنيين والمقيمين خلال أيام مضت.
وأشار إلى أن التغريدة الملكية تؤكد أن جلالة الملك لا ينسى الدور الكبير لرفقاء السلاح، ممن شاركوا جلالته في أيام الخدمة العسكرية، إذ تعبر عما يفيض بالمحبة والولاء الذي يبادله الجند لقائدهم، والقائد لرفاق السلاح ونشامى الوطن، درعه القوي وإرادته الصلبة.
وأوضح أن الصورة تعبر عن وفاء ملك لجنده الذين ترعرع بينهم، وتعبر عن مدى الحب الذي يكنه جلالة القائد لأبناء الجيش العربي الأردني المظفر، بكل كتائبه وسراياه وراياته.
وأضاف أن هذه الصورة تجمع قائدا يغتنم كل فرصة، فعندما يجد وقتا، تجده يتلذذ بقضائه بين اخوته وأبنائه من العاملين والمتقاعدين، ليشرح لهم المصاعب والهموم والضغوطات التي يتعرض لها هذا الحمى الأصيل، ليستمد منهم العزيمة والمعنوية العالية، ويشحذ هممهم بلقائه وكلامه والطاقة الإيجابية التي هي جزء من صفاته.
فالصورة تبين أنهم الأقرب إلى نبض قلب قائدهم الأعلى، لأنهم سيف البلاد وسياجها، ومداد أقلام أبنائها منذ أن كتب أول صفحة من تاريخه العابق بالحرية والشهامة والفروسية، المضمخة بدم شهدائه الأرجوان، بحسب المخامرة.
وأردف قائلا: “المتقاعدون العسكريون رفقاء السلاح هم رديف أساسي لأجهزة الدولة، يختزنون الخبرات الكبيرة في شتى مجالات الخدمة العسكرية، فضلاً عما تربوا عليه من صفات الصدق، والأمانة، والإخلاص، وتحمل المسؤولية والإيثار، والانتماء لتراب الوطن الغالي، والولاء لقيادته الهاشمية الحكيمة”.
المحلل السياسي والعسكري، الدكتور غازي الربابعة، بين أن زيارة جلالة الملك للكتيبة التي خدم فيها لها دلالات عميقة، فهو أمضى أكثر من نصف حياته في الجانب العسكري، وخاصة في القوات الخاصة، إذ أحضر معه صورة وهو في الكتيبة وعرضها عليهم، وكان لذلك تأثير معنوي كبير على أفراد هذه الكتيبة، وأن يعيش لحظة الذكريات بين جنوده المقاتلين.
وأشار الربابعة، وهو أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعات الأردنية، إلى أن المكرمة الملكية لرفاق السلاح من العاملين في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية والمتقاعدين العسكريين في هذا الوقت الاقتصادي الصعب الذي يمر به الأردن كحال العديد من دول العالم، بلا شك، لفتة طيبة تسجل لجلالة الملك، وتضاف إلى مواقفه في خدمة الإنسان الأردني ولاسيما أولئك الذين ضحوا وقاتلوا ودافعوا عن الوطن ولا يزالون يقفون في الخنادق المتقدمة، ولذلك فإن زيارة جلالة الملك للذين يتمترسون في الخنادق ويضغطون على زناد البنادق هي مكرمة كبيرة وحافز معنوي كبير لأولئك الذين يقفون في برد الشتاء القارس، يؤمنون لنا الراحة والأمان ويبعدون عنا شر تهريب المخدرات والخلايا الإرهابية ليبقى الأردن آمنا مستقرا، فلا حياة اقتصادية ولا رخاء من غير أمن، مصداقا لقوله تعالى: “الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ”.
المحلل السياسي والاستراتيجي، الدكتور هايل ودعان الدعجة، قال إنه لأمر طبيعي أن يحظى رفاق السلاح باهتمام جلالة الملك ورعايته، وأن تكون لهم الأولوية على أجندته وزياراته ونشاطاته، حرصا منه على التواصل معهم والتواجد بينهم والاستماع والوقوف على مطالبهم وملاحظاتهم كنهج هاشمي موروث وسنة ملكية حميدة، تقديرا لتضحياتهم ولخدماتهم التي طالما قدموها في سبيل الحفاظ على أمن الوطن ومنعته وازدهاره ومنجزاته ومقدراته، بما يعكس خصوصية العلاقة التي تربط جلالة الملك بالقوات المسلحة -الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، لتستمر هذه الخصوصية حتى بعد خدمتهم العسكرية من خلال المكانة الكبيرة والمميزة التي يحظون بها لدى جلالة الملك.
وقد جاءت اللفتة الملكية السامية بتخصيص يوم الخامس عشر من شباط من كل عام، يوم وفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، تقديرا وتكريما لهم على ما قدموه من بطولات وتضحيات وإنجازات في سجل الفخر والعز والكرامة والشرف، وفقا للدعجة.
وأشار إلى أنه في هذه المناسبة الوطنية، وجه جلالة الملك بصرف 100 دينار لرفاق السلاح من العاملين في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية والمتقاعدين العسكريين، تقديرا لتضحياتهم وعطائهم في خدمة وطنهم وأمتهم.
وأضاف: اعتبر جلالته أن دعمهم وتحسين ظروفهم المعيشية في صميم أولوياته وصلب اهتماماته، مما يفسر الحرص الملكي على تمكينهم اقتصاديا واجتماعيا من خلال امتلاك المشاريع الإنتاجية الخاصة الموفرة للدخل ولفرص العمل في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والزراعية والاستثمارية والخدمية وغيرها وتوفير المشاريع الإسكانية وتفعيل دور قروض الإسكان العسكري، وتسخير الإمكانات المتاحة لهم كافة، وتوجيه مؤسسة المتقاعدين العسكريين لمتابعة شؤونهم والتواصل معهم والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم.
“لقد بلغ اهتمام جلالة الملك بالمتقاعدين العسكريين بأن يقوم بزيارتهم في بيوتهم ويتواصل ويستمع لهم ويتبادل الحديث معهم حتى أنه يناديهم بأسمائهم كناية على معرفته الشخصية بهم وقربه منهم، فهم رفاق السلاح الذين يقضي معهم أجمل الأوقات وأمتعها، وقد قال لهم يوما في أحد لقاءاته بهم “سعيد اليوم برؤية كل أصدقائي الذين خدمت معهم .. لقد رفعتم معنوياتي”، بحسب الدعجة.
وبين الدعجة أنه لا شك أن مثل هذه الأجواء الدافئة التي تغلف علاقة جلالة الملك بالمتقاعدين العسكرين من شأنها رفع معنوياتهم وتعزيز الشعور بالطمأنينة في نفوسهم، وهم يشعرون بأنهم محط اهتمام جلالة الملك ورعايته بتفقده لأحوالهم والاطمئنان عليهم وعلى أسرهم وتوفير كل ما يلزمهم من خدمات وتسهيلات من شأنها مساعدتهم في مواجهة أعباء الحياة، والتخفيف عنهم وتحسين أحوالهم وظروفهم المعيشية، حتى وهم خارج الخدمة العسكرية، كيف لا وجلالة الملك قريب منهم وقد اعتادوا على زياراته ولقاءاته المتكررة بهم وجلوسه وتواجده بينهم كواحد منهم عاش وخدم بالظروف والأحوال نفسها التي عملوا ومروا بها في خدمتهم العسكرية، فكان الأقرب لهم ويحس بهم ويشعر معهم، لذلك كان يحرص دوما على زيارتهم والالتقاء بهم تجسيدا لخصوصية العلاقة التي تربطه بهم.

المصدر-(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى