محليات

منى طلال .. امرأة تحولها المحن إلى فنانة مبدعة ومنتجة

22 الاعلامي

(بترا) – إيمان المومني- تغير حال منى طلال بين ليلة وضحاها، بعد أن فقدت والدها وزوجها في الشهر ذاته، فاتجهت نحو تحويل المواد القديمة غير المستخدمة، التي تنتهي عادةً في سلة المهملات إلى أشياء ثمينة وبيعها في البازارات لتكون مصدر رزق لها ولاطفالها.

وتقول طلال في حديثها لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): أتيت من الكويت إلى الأردن برفقة زوجي الذي كان مصابا بمرض عضال، لتلقي العلاج، ولم يلبث طويلا حيث توفاه الله عز وجل، الأمر الذي أدى إلى فقداني الإقامة في بلد القدوم، مضيفة انه وفي الشهر نفسه، شاءت الأقدار أن ينتقل والدي وسندي بعد زوجي إلى بارئه تعالى، حيث توفاه الله أيضا، حينها دخلت في مرحلة اكتئاب شديد.

وتابعت ” قررت أن أتخطى هذه المحنة وان ابحث عن عمل احبه وأبدع به لإيجاد مصدر دخل لي ولأطفالي الأيتام، حيث لفت انتباهي موضوع إعادة تدوير الأشياء المهملة وتحويلها إلى أشكال فنية، منها استغل تلك المواد واستخرج منها أشياء مفيدة من جانب وأحافظ على البيئة من جانب آخر، وهنا بدأت رحلة كفاحي”.

وتشير إلى أنها لجأت إلى الأشياء البسيطة لصناعة أشياء متعددة ومبتكرة، وعندما وجدت الاستحسان والقبول والتشجيع للأشياء التي كانت تصنعها، بدأت بتوسيع مهاراتها في التدوير باستخدام العديد من المواد الأخرى، مثل الزجاج والبلاستيك والكرتون والورق والحديد والعلب والزجاجات البلاستيكية والقماش والنباتات المجففة وأغصان الأشجار، وكل ما تقع عينها عليه لتحويله إلى تحف وأعمال فنية”.

وتقول “بدأت مشواري التسويقي للأعمال التي قمت بإنتاجها، وكنت أتنقل من مكان لآخر لبيع تلك المنتوجات، فوجدت الأمر غير مجد والمردود لا يكفي حتى لتنقلاتي بسبب أني أعيش ببلدة ام قيس في محافظة اربد البعيدة 120 كيلو مترا شمال العاصمة (عمان) حيث اماكن البازارات والأماكن التي استطيع بيع منتجاتي فيها ، غير التعب الجسدي وحمل التحف وهكذا” .

وتشير إلى أنها بدأت تبحث عن بدائل لموضوع التسويق، حيث أنشأت بازارا في بيتها، وأصبحت تروج لمنتوجاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن منشوراتها بدأت تلاقي استحسانا لدى الكثيرين، حيث بدأ المهتمون لأعمالها بالتوافد إلى بيتها لشراء منتوجاتها.

وبينت طلال أنها بسبب النجاح الذي حققته في عملها، بدأت تستعيد ثقتها بنفسها وبمجتمعها وبيئتها المحيطة بها، لاطمئنانها على تأمين مصدر رزقها من جانب، وظهور الفنانة التي كانت تختبئ بين ثنايا شخصيتها من جانب آخر.

وتضيف طلال” كان بيتي اول بازر في المملكة، يحتوي على العديد من الأعمال اليدوية والحرفية التي تقوم على إعادة التدوير، وأصبحت اغرس قيم العمل واستخدام ما تيسر في البيئة لحث العائلات على استغلال الوقت في قضاء وقت ممتع في ابتكار وابداع تدوير المخلفات، كما بدأت بعقد دورات للسيدات والأطفال والشباب لتمكينهم من العمل بفن إعادة التدوير وذلك لتعم الفائدة على الجميع، وتمكين المرأة و الشباب بعمل حرفي يعود بفائدة عليهم وعلى المجتمع”.

وتكمل طلال” اضفت مطبخا انتاجيا لتقديم الوجبات الغذائية للمجموعات السياحية الخارجية والداخلية، حيث يشعر الضيف انه في بيت ضيافة متنوع من عدة نواح”.

وتوضخ طلال أن العمل في تدوير المخلفات يحافظ على البيئية من التلوث ويغرس قيما مهمة في شخصية الطفل مثل المحافظة على البيئة والنظافة واستغلال الوقت والابتكار والابداع .

بدوره ، قال مدير دائرة التطوير الاستراتيجي في المركز الوطني للعدالة البيئية محمود ناصر إن النفايات والمخلفات البشرية بمختلف أنواعها تعد تحديا بيئيا لما تسببه من أثر سلبي على البيئة.

وأشار إلى انه مع نمو الوعي البيئي ومصطلح الاقتصاد الدائري، ازداد العمل على تدوير المخلفات بأنواعها، وبشكل خاص المخلفات المنزلية ومنها مخلفات الطعام والورق، والبلاستيك وغيرها، وينشط هذا النوع من التدوير بشكل أكبر في القرى والمناطق الريفية حيث يتم استخدام مخلفات الطعام كغذاء للحيوانات الأليفة في المنزل، أو كسماد عضوي للنباتات، وكداعم للاقتصاد المنزلي فيتوجه بعض أصحاب المنازل إلى تحويل هذه المخلفات لسماد عضوي مثل الكومبوست، وغيره من الأسمدة المفيدة للتربة.

ويقول ناصر: إن التوجه الفردي نحو تدوير النفايات من المنزل هو الخطوة الأولى لزيادة الوعي بالتدوير، وتوجه الدولة إلى تنمية الصناعات القائمة على تدوير النفايات فقد ظهرت العديد من الشركات الناشئة التي تقوم بجمع النفايات العضوية وغير العضوية على نطاق جغرافي واسع لتساهم في التوجه نحو الاقتصاد الدائري وزيادة الأثر المجتمعي المستدام لتحقيق عائد اقتصادي مجدي.

ويقول الاستاذ المشارك في التسويق في الجامعة الأردنية الدكتور زيد عبيدات: إن هنالك عدة فوائد صحية واجتماعية ومالية للمشاريع الريادية المنبثقة من مفهوم التسويق الأخضر، منها تخفيف الأثر السلبي والملوث لعمليات التصنيع على البيئة وصحة المستهلكين، إضافة إلى تخفيف التكلفة الخاصة باستهلاك الطاقة والأثر السلبي لاستخدامها على البيئة، ومنها البصمة الكربونية وأيضا تساهم في الحفاظ على الموارد البيئية.

ويضيف انه في ظل الاتجاه العالمي لتطبيق مفاهيم التسويق الأخضر التي تروج لأنماط سلوكية وحياتية صحية أظهرت بعض الدراسات أن المشاريع المتبعة لهذا المفهوم تزيد من مصداقية المنتج لهذه السلعة وتمنحه ميزة تنافسية خصوصا مع ازدياد حجم الحصة السوقية الراغبة لمثل هذه المنتجات الصديقة للبيئة.

— (بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى