وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظيره الروسي
22 الإعلامي- بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، العلاقات الثنائية والخطوات التي يمكن أن تسهم في زيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية، إضافةً إلى أوضاع الطلبة الأردنيين في روسيا، وغيرها من المجالات بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.
كما أجرى الصفدي ونظيره الروسي محادثات اليوم الخميس، حول عدة قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمامٍ مشترك، خصوصاً الأوضاع في الجنوب السوري وجهود حل الأزمة السورية والقضية الفلسطينية، ودعم العراق والأزمة الأوكرانية.
وفي تصريحات صحفية مشتركة بعد لقائهما في مبنى وزارة الخارجية، قال الصفدي إن لقاءه ولافروف شهد حواراً موسعاً، شفافاً وصريحاً حول العلاقات الثنائية والتحديات الإقليمية والدولية.
وأضاف الصفدي، “بحثنا اليوم الخطوات التي يمكن أن تسهم في تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية، والعديد من المجالات الثنائية، وبما يخدم مصالح البلدين الصديقين”.
وأكد أن التركيز في المحادثات كان على الأزمة السورية “خصوصاً الوضع في الجنوب السوري، والأخطار الكامنة في حالة اللااستقرار التي تعمق معاناة أشقائنا، وتهدد أمننا الوطني”، مضيفا
“بحثنا الخطوات المطلوبة لتحييد هذا التهديد، وتوفير الحد اللازم من الاستقرار في الجنوب السوري”.
ولفت إلى أن الأخطار في الجنوب السوري تشمل “خطر تهريب المخدرات إلى الأردن وعبره، والمليشيات التي تدعم عمليات التهريب هذه، وغيرها من الأعمال العدوانية، والازدياد في البؤر الإرهابية”.
وقال الصفدي، إن ” التواجد الروسي في الجنوب السوري عامل استقرارٍ في هذه الظروف، التي يبقى فيها الحل السياسي للأزمة هدفاً لم يتحقق”، لافتاً إلى ضرورة التنسيق الأردني – الروسي في التصدي لهذه التحديات في الجنوب السوري، والذي كان محل بحث موسع.
وشدد الصفدي على أنه مع استمرار تواجد الأخطار على الأردن في الجنوب السوري، “ستستمر المملكة بالقيام بكل ما يلزم لحماية أمننا الوطني”.
واستعرض الجانبان، الجهود المبذولة للتوصل لحلٍّ سياسيٍّ للأزمة السورية بمجملها، وفق قرار مجلس الأمن 2254 يحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويحمي سيادتها، ويخلصها من الإرهاب، ويضمن أمنها واستقرارها، ويهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين، ويعيد لسوريا عافيتها ودورها الإقليمي والدولي.
وأكد الصفدي ضرورة تجديد القرار 2642 ” الذي نعتبره في الأردن ضرورةً لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق”.
وأشار إلى أنه أطلع لافروف على طرح الأردن بلورةَ دورٍ عربي جماعي قيادي في جهود حل الأزمة.
وأكد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى، “ونحن متفقون على أنه لا بديل لحل الدولتين سبيلاً لحل الصراع وتحقيق السلام الشامل”.
وحذّر الصفدي من التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن استمرار الإجراءات التي تكرس الاحتلال، وتقوض فرص تحقيق السلام.
وأكّد أن “الوضع الراهن لن يقود إلا إلى تفجر دوامات عنف جديدة”، مشددا على ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية، وإعادة تفعيل العملية السلمية، للوصول إلى حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 لتعيش بأمنٍ وسلامٍ إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، قال الصفدي، إن موقف الأردن يؤكد ضرورة وقف فوري للنار، والتوصل لحل سياسي ينهي الأزمة وتبعاتها الصعبة، التي طالت العالم كله، ويضمن احترام القانون الدولي، والشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار وسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، ويحمي المصالح المشروعة لجميع الأطراف.
وأضاف الصفدي، “هذا موقفٌ مبدئي، أكدناه والدول العربية الأعضاء في مجموعة الاتصال الوزارية العربية المعنية بالأزمة في أوكرانيا، والتي التقت الوزير لافروف، ووزير خارجية أوكرانيا ديميترو كوليبا، والتي تبقى مستعدة للإسهام في جهود حل الأزمة وفق هذه المبادئ، وبما يعيد السلم والأمن”.
وأكد أهمية تجديد اتفاقية تصدير الحبوب، وقال، إنها “خطوة هامة للتخفيف من أثر الأزمة على الأمن الغذائي العالمي”.
إلى ذلك، قال لافروف إنه أجرى مع الصفدي محادثات مثمرة تناولت التعاون الثنائي ومخرجات اجتماعات اللجنة المشتركة، لافتاً إلى وجود آفاق واسعة لزيادة التعاون في مجالات اقتصادية وتجارية وتعليمية وزراعية عديدة.
وأشار لافروف إلى وجود 1500 طالبٍ أردني في الجامعات الروسية، واستعداد بلاده لزيادة المنح الدراسية للطلبة الأردنيين.
وقال، إن المحادثات ركزت على الأزمة السورية وجهود حلها وفق قرار مجلس الأمن 2254، لافتاً إلى التوافق حول ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وحق السوريين في تقرير مصيرهم واحترام آراء جميع مكونات المجتمع السوري.
وأكد لافروف دعم بلاده الالتزامات الدولية المرتبطة بالأزمة السورية، وأهمية منصات الحوار بما فيها منصة أستانا التي يشارك فيها الأردن بصفة مراقب.
وأشاد لافروف بالجهود الأردنية للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية.
كما أكد ضرورة توفير المزيد من المساعدات للشعب السوري تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2642.
ورحب لافروف بنتائج القمة العربية التي اختتمت أعمالها في الجزائر أمس.
وحول القضية الفلسطينية، أكد لافروف الموقف الروسي الداعم لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، مشدداً على أن روسيا تثمن عالياً الدور الشخصي لجلالة الملك عبدالله الثاني في القدس ورعاية المقدسات.
وأكد أهمية دور اللجنة الرباعية في جهود حل القضية الفلسطينية بوصفها آلية تستند إلى قرارٍ من مجلس الأمن.
وأشار لافروف إلى التوافق على دعم العراق وأمنه واستقراره.
وحول الأزمة الأوكرانية، قال لافروف أنه وضع الصفدي في صورة الموقف الروسي وتطوراته إزاءها، وعرض تفاصيل هذا الموقف.
كما أشار لافروف إلى تجديد صفقة تصدير الحبوب وفقاً لمقترحٍ تركي، وطالب بتنفيذ الاتفاقية، والجزء المرتبط بتصدير الأسمدة الروسية منها، قائلاً إنه للأسف “لا نشهد أي تجسيدٍ للجزء الثاني من هذه الرزمة من الاتفاقية التي تم طرحها من قبل أنطونيو غوتيرش وهو رفع كافة الحواجز أمام التصدير للأسمدة والحبوب الروسية”.
(بترا)