عين على القدس يناقش تداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على المقدسيين
22 الاعلامي– ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية وفوز اليمين المتطرف، على القدس والمقدسيين، وردود فعل الشارع المقدسي وتوقعاته حول نتائج هذه الانتخابات.
وأوضح البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس، أن المقدسيين يعتبرون فوز اليمين واليمين المتطرف الإسرائيلي بغالبية الأصوات لتشكيل حكومة يمينية “متطرفة” نقطة تحول إلى الأسوأ، إذا استطاع بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة بمشاركة أحزاب اليمين المتطرف وخصوصاً حزب “الصهيونية الدينية” الذي يتشكل من تحالف مجموعة من قوى اليمين المتطرف.
وقال التقرير إن نتائج فوز اليمين واليمين المتطرف لاقت ترحيباً واسعاً لدى المتطرفين اليهود، لافتاً إلى أن “قطعان المتطرفين اليهود” قاموا بعد إعلان النتائج ببضع ساعات بمهاجمة بيوت المقدسيين وأعطبوا إطارات سياراتهم، وخطوا شعارات عنصرية تدعو إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف التقرير أن آراء المقدسيين انقسمت فيما يتعلق بنتائج الانتخابات الإسرائيلية بين من يريد حكومة يمينية متطرفة “تدفن الأوهام في إحياء عملية السلام”، وبين من يفضل حكومة يمينية وسطية يسارية باعتبارها أقل تطرفاً من اليمين المتطرف، رغم قمعها للفلسطينيين بشكل يومي، وبين من يؤمن بوجوب وجود خطط لمجابهة الاحتلال وتفعيل الفلسطينيين لدورهم في إحياء المشروع الوطني الفلسطيني لتحقيق أهدافهم، بغض النظر عمن يعتلي سدة الحكم في حكومة الاحتلال، لأنه منذ قدوم الاحتلال “لم تتغير السياسة وإنما الوجوه هي التي تتغير بسياسة واحدة….وهي تصفية الفلسطيني وتهجيره من أرضه وبلده”.
ووفقاً لما قاله المواطن المقدسي الحاج هاشم السلايمة، فان الواجب يحتم على الفلسطيني توحيد صفوفه، وبناء مؤسساته والحفاظ على صموده وثباته على هذه الأرض.
المواطن المقدسي أحمد منى قال إن نتائج الانتخابات سيئة جداً على الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص، مشيرا إلى أنه “إذا كانت حكومة التغيير تمارس الاحتلال منذ عام، وتقتل وتجتاح المخيمات وتعتقل الشباب .. فما بالك بالحكومة القادمة التي تحتوي على تطرف أكثر من أي حكومة مضت”.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس بالخبير في الشؤون الإسرائيلية، إيهاب جبارين، الذي أوضح أن الانتخابات الإسرائيلية منذ 5 سنوات أخذت منحى آخر بعيدا عن مفهوم اليسار واليمين الإسرائيلي “الكلاسيكي” الذي اعتاده الجميع، حيث أصبح هناك معسكر اليمين المعتدل واليسار، ومعسكر نتنياهو الذي احتضن أصوات الأكثر تطرفاً في إسرائيل، لافتاً إلى أن الأصوات “الأكثر تطرفا” عملياً هي التي تأخذ نهجاً توراتياً دينياً، وأنها مناهضة للعلمانية الإسرائيلية.
وقال جبارين إن القدس كانت محور الدعاية الانتخابية، وإن لبيد لم يتوان لحظة واحدة خلال الأشهر الأخيرة والتي تسمى “أشهر الانتخابات والحكومة الانتقالية”، عن إبراز سيطرته على “سكان القدس الأصليين” وإثبات قدرته على “لجم” المقدسيين رغم عدم امتلاكه للتجربة العسكرية، مشيراً لما حدث في الشيخ جراح ومخيم شعفاط والمسجد الأقصى المبارك.
كما أشار جبارين إلى أن فترة حكومة بينيت المحسوب على حزب يميني متطرف، كانت الأشد وطأة على المقدسيين، حيث كان هناك اقتحام للمسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود بأرقام قياسية، لافتاً إلى أن شهر رمضان المبارك الأخير كان الأقسى على المقدسيين.
وأضاف أن هناك دولة عميقة في إسرائيل، وهي تحدد سياسات الحكومات رغم تغير الأشخاص.
وبين جبارين أن نتنياهو حافظ على تسويق إسرائيل أمام العالم الغربي بشكل متوازن، على أساس أنها دولة متطورة وعلمانية، وأنه يريد حكومة مستقرة في الوقت الحالي، حيث أن الحكومة الموجودة بين يديه الآن تتكون من 64 عضو كنيست، معظمهم من التيار الاستيطاني التوراتي.
وأضاف أن القدس سوف تدفع ثمناً معيناً وبالوتيرة التي ستحددها الدولة العميقة وسياسات دولة الاحتلال.
وتوقع الباحث جبارين بأن العام القادم يمكن أن يكون الأشد وطأة على الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص.
— (بترا)