مندوبة عن الأمير الحسن.. الأميرة رحمة الحسن ترعى محاضرة إميليو غارثيا غوميث السنوية
22 الاعلامي–
مندوبة عن سمو الأمير الحسن بن طلال، رعت سمو الأميرة رحمة بنت الحسن، بحضور سمو الأمير عاصم بن نايف محاضرة “إميليو غارثيا غوميث” السنوية، التي قدمها الفيلسوف الإسباني الدكتور خوان أرناو بعنوان “الخيال الإبداعي عند ابن رشد وابن عربي”، مساء أمس الاثنين، في مركز الحسين الثقافي بعمان.
ونقلت سموها تحيات واعتزاز سمو الأمير الحسن بن طلال بالجهود الدائمة في إثراء العقول وفتح أبواب البحث والأسئلة والتأمل في شتى أبواب المعرفة العقلية والروحية والفكرية.
وأشارت في المحاضرة، التي حضرها سفراء دول كل من إسبانيا ميغيل دي لوكاس وتشيلي خورخي اليخاندرو تاغيلي كانيلو، والبرازيل روي أمارال، إلى أن الفلسفة تقوم على أسئلة: “ترى كيف يكون الخيال إبداعيا؟ وكيف ستكون المقاربة بين ابن رشد وابن عربي على اختلاف مدارسهم الفكرية؟ ابن رشد الفيلسوف الذي يرى كل شيء بعين المنطق والعقل، وابن عربي الذي يتذوق الكون بعين قلبه وحسه الصوفي الروحاني، وهنا تأتي أهمية المحاضرة”.
وأضافت أن الرابط في محاضرة بين مدرستي ابن رشد صاحب العلم العقلي النظري، وابن عربي صاحب العلم الفيضي الإلهي، هو مساحة الخيال التي كانت في إبداعهما وهما يحلقان عاليا في ارتفاع العقل وسمو الروح أثناء رحلة الفلاسفة العقلية والروحية لفهم الكون.
وبينت سموها، في كلمتها خلال المحاضرة التي نظمها المعهد الملكي للدراسات الدينية والسفارة الإسبانية ومعهد ثيربانتيس بعمان وأدارها الكاتب الصحفي علي عبيدات، أن هذا السمو الروحي يصحبه رقي فكري وتواضع إنساني يعطينا مثالا في ثقافة تقبل الآخر، مشيرة إلى تقبل ابن رشد في سن السابعة والخمسين ابن عربي اليافع في سن السابعة عشرة وتحاور معه رغم الاختلاف المفصلي بين العالمين.
من جهتها، قالت مديرة المعهد الدكتورة رينيه حتر “نلتقي مجددا هذا العام لنحتفل سويا بمحاضرة إميليو غارثيا غوميث السنوية ضمن فعاليات الديوان العربي الايبيري اللاتيني للفكر والتبادل الثقافي، الذي يستلهم أفكاره من تجارب سابقة شهدتها الثقافة العربية في عواصم مختلفة مثل بغداد وقرطبة وعبرت عن فترة مزدهرة من الإبداع الفكري والثقافي في إطار من التعددية والتنوع”.
من جانبه، ثمن السفير الإسباني في الأردن في كلمة له خلال المحاضرة، مبادرة سمو الأمير الحسن في عقد “محاضرة إميليو غارثيا غوميث السنوية التي يأتي فيها كل عام عالم إسباني إلى الأردن يتحدث فيها للجمهور، مشيراً إلى اهتماماته في إسبانيا منذ عشرين عاما بالإبداع الفكري والحالة الثقافية التي تشكلت في الأندلس.
وقال إن تجربته في الأردن ستُثرى بتقبل التنوع، مبينا أن إسبانيا كذلك تعد بلد الحوار، وتحدث عن إعجاب والده بالفيلسوف ابن عربي، لافتا إلى دور ابن رشد الذي قدم لأرسطو طاليس في الثقافة الأوروبية.
وفي محاضرته، أشار الفيلسوف الإسباني أرناو إلى أن العالم العربي والثقافة العربية جذبته إليها بشكل كبير منذ صغره، وحينما عمل مدرسا في جامعة غرناطة جذبته فلسفتي ابن رشد وابن عربي.
وأوضح أن ابن رشد لم يستغل علاقته بالأمراء ليجمع الثروات بل كان منصرفا للعلم والقراءة، لافتا إلى الاتهامات التي نالت من ابن رشد بسبب آرائه وأفكاره الفلسفية.
وتحدث عن فهم ابن رشد للعقل البشري، مبينا خلافه الفكري آنذاك مع الفيلسوف أبو حامد الغزالي، وفلسفة ابن رشد في مفاهيم العقل والروح والجسد، ومفهوم وحدة العقل أو الفكر لدى ابن رشد.
وفي حديثه عن ابن عربي قال الفيلسوف الإسباني: إنه قدم الكثير من الإنتاج الفلسفي والشعري واعتبره وريثا للأفلاطونية الحديثة، مشيرا إلى كثرة سفره وترحاله.
وتحدث عن فلسفة ابن عربي في عوالمه الصوفية التي تتناول الكون وعن فلسفة الفناء لدى فلاسفة الصوفية وأصحاب هذه المدرسة.
وفي ختام المحاضرة التي حضرها عدد من الأكاديميين ورجال الدين والمهتمين جرى نقاش حول مدرستي الفيلسوفين ابن رشد وابن عربي.
— (بترا)