محليات

عين على القدس: اسرائيل توظف وسائل التواصل الاجتماعي لتجميل صورتها

22 الاعلامي

رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، محاولة دولة الاحتلال تحسين صورتها “السيئة” في الإعلام الرقمي العالمي، عبر توظيف عدد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس، أن وزارة خارجية دولة الاحتلال قررت توظيف مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لتحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي، من خلال نشر “مضامين إيجابية عن إسرائيل” تشمل محتويات كوميدية وسياحية، إضافة إلى محتويات تتعلق بالطعام والرياضة لدولة الاحتلال.
وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد تراجع صورة الاحتلال أمام العالم مؤخراً جراء ممارساته القمعية وغير الإنسانية بحق الفلسطينيين، والمتمثلة بالقتل والتشريد وغيرها من الانتهاكات.

وأكد التقرير أن هذه الخطوة تأتي في ظل كثافة التقارير الحقوقية والدولية حول حقيقة ممارسات الفصل العنصري الإسرائيلي الممنهج ضد الفلسطينيين، وتزايد انتهاكات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، وضد المقدسات الدينية.

وبين أنه بحسب ما نشرته وسائل الإعلام العبرية، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية عقدت اجتماعاً أولياً مع المؤثرين وطلبت منهم عدم التعامل مع القضايا السياسية والأمنية، وقامت بتدريبهم على كيفية نشر محتوى يتلاءم مع الجمهور العالمي.

المنسقة الإعلامية في مركز صدى الإعلامي ندى بسومي، قالت، إن التقارير العبرية تشير إلى أن حكومة الاحتلال قامت باستهداف 16 مؤثرا على وسائل التواصل الاجتماعي، لديهم ما يقارب 32 مليون متابع، بهدف الترويج لها بعيداً عن السياسة و “هندسة الجمهور لخلق رأي عام موالٍ من خلال إرسال رسائل مبطنة تستهدف اللاوعي عند الجمهور”.

بدوره، أوضح المختص في الإعلام الاجتماعي مأمون مطر ، أن صورة دولة الاحتلال تضررت بشكل كبير في الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك الجالية اليهودية هناك، والتي تراجع دعمها لإسرائيل منذ أحداث الشيخ جراح وما تلاها، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تأتي لمحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه من الصورة السيئة التي تشكلت عن دولة الاحتلال، سواء بسبب ممارساتها الاستيطانية أو اللاإنسانية، ومنها قتل الشهيدة شيرين أبو عاقلة واعتداءات المتطرفين والتطرف اليميني السائد في إسرائيل حالياً.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من رام الله بأستاذ الإعلام الاجتماعي والرقمي في جامعة بيرزيت، الدكتور محمد أبو الرب، الذي أوضح أن دولة الاحتلال تعمل مسبقاً ومنذ سنين طويلة على مفهوم الدعاية، ما مكنها من إقناع الكثيرين من خلال ضغطها على وسائل الإعلام الدولية حول العالم ودفعها إلى تجنب الحديث عن القضية الفلسطينية.
وأضاف، إن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي مكن الفلسطينيين من إيصال محتوى يفضح جرائم الاحتلال وكسب تعاطف دولي من خلال العديد من الحملات.

وقال أبو الرب، إن إسرائيل عندما لاحظت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الرأي العام العالمي، قامت بالضغط على هذه المنصات من أجل تقييد المحتوى الفلسطيني، مشيراً إلى احتفال وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شكيد بعد أن استجاب “فيسبوك” لحوالي 85 بالمئة من مطالبات دولة الاحتلال بتقييد المحتوى الفلسطيني وحذف صفحات فلسطينية.
كما اكد أن دولة الاحتلال “واعية” بشكل كامل لخطورة تأثير منصات التواصل الاجتماعي، وأنها معنية تماماً بالهيمنة على توجهات العالم حيال الصراع في المنطقة، والاستمرار في إيهام الجميع حول العالم بأنها الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنها هي الضحية.

وأشار أبو الرب إلى أن السنوات الماضية شهدت مسيرات غير مسبوقة في عدد من دول العالم ومنها أميركا وكندا وبريطانيا، تضامناً مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وتدعو لمقاطعة دولة الاحتلال، وبلغ عدد المشاركين في بعض هذه المسيرات حوالي نصف مليون.

وأكد أبو الرب أن هناك مضامين فلسطينية تترجم إلى لغات عالمية منها الفرنسية والألمانية والإيطالية والألمانية، من خلال عدد من المنصات الفلسطينية، مشيرا إلى دور الشخصيات العالمية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، كعارضة الأزياء الأميركية من أصول فلسطينية، بيلا حديد، والناشط البريطاني بين وايت، إلى جانب العديد من نجوم هوليود.

–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى