القيادة الهاشمية بإرثها التاريخي وشرعيتها الدينية فاعل أساسي إقليميا ودوليا
22 الاعلامي- جميل البرماوي وصالح الخوالدة- أظهرت مجمل نشاطات جلالة الملك عبدالله الثاني، ولقاءاته المحلية و العربية والإقليمية والدولية وجولاته ومشاركاته في القمم المتعددة على المستويين العربي والدولي خلال العام الماضي من عمره المديد مواصلة جلالته، بعزيمة لا تلين، وهمة عالية، وإرادة قوية مستمدة من ثقة الأردنيين بقيادتهم، مسيرة العطاء والبناء والتنمية لاستكمال بناء الأردن الحديث، وتوفير فرص الحياة الكريمة لمواطنيه في مناخ من الحرية والأمن والازدهار.
وتظهر زيارات جلالته الداخلية والخارجية ولقاءاته مع قادة وصناع القرار في مختلف أنحاء العالم، أن الأردن اصبح بقيادته الهاشمية وبما تمتلكه هذه القيادة من إرثٍ تاريخي وشرعية دينية وسياسية، لاعبا أساسيا، وله دور فاعل في مجملِ القضايا الإقليمية والدولية، حتى أصبح ينظر لذلك الدور كركيزة لا غنى عنها في الكثير من القضايا الإقليميةِ والدوليةِ، وقد احتضنت عمان خلال العام الماضي العديد من المؤتمرات واللقاءات وكانت محجا للعديد من القيادات العالمية المؤثرة، من رؤساء دول ورؤساء حكومات وبرلمانيين ومنظمات دولية فاعلة وغيرها، تحرص على الاستماع إلى وجهة نظر جلالته ومشورته.
وتستند السياسة الخارجية الأردنية بقيادة جلالته وما يصدر عنها من مواقف وأفعال إلى مبادئ التعقل والحكمة والتوازن وعدم التدخل في شؤون الغير عكستها مواقف جلالة الملك وأفعاله وأقواله، والتي اتسمت على على الدوام، باستشراف المستقبل والتحذير من الأزمات الإقليمية والعالمية وتداخلاتها وانعكاساتها على دول العالم وخاصة النامية، والمتمثلة في العنف والتطرف وانتشار خطاب الكراهية، والكساد الاقتصادي، وانعدام الأمن الغذائي.
وتضع المواقف الملكية ضمن أولى أولوياتها، إلى جانب تحقيق مصالح الدولة الأردنية والدفاع عنها، مناصرة القضايا العربية العادلة، وعلى رأس هذه الأولويات الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؛ استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ولا يكاد يخلو لقاء أو خطاب لجلالة الملك من تذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وما يتعرض له من سياسات تهويدية، تهدد أمنه واستقراره وحياته، وتأثير ذلك على استقرار وأمن العالم الذي اكد جلالته أن المنطقة والعالم لن تنعما بالأمن والاستقرار دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإحقاق الحق للشعب الفلسطيني.
كما جاءت مشاركات جلالة الملك في القمم والمؤتمرات العربية في عام 2022، واللقاءات التشاورية، وزيارات جلالته للعديد من العواصم العربية ولقاءاته المستمرة مع الزعماء والقادة العرب، في إطار حرص ملكي على أهمية العمل العربي المشترك، والتعاون والتنسيق بين الأشقاء العرب في شؤون المنطقة وقضاياها، والسعي نحو التكامل العربي في مختلف المجالات، وترجمة هذا التكامل في شراكات حقيقية في المنطقة، وجذب الاستثمارات الخارجية للمملكة وبما يحقق المصالح الوطنية العليا.
وتشير مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني، الثابتة والداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين، إلى أن مصلحة الأشقاء الفلسطينيين وحقوقهم الشرعية حاضرة بقوة وعلى سلم أولويات السياسية الأردنية وفي كل المحافل الدولية، وخلال مشاركات جلالة الملك في المنابر والمناسبات الدولية، واللقاءات الثنائية حيث لا يدع جلالته مناسبة إلا ويعيد التأكيد على محورية القضية الفلسطينية ودورها في السلام الإقليمي والدولي، مؤكدا أنه لا استقرار ولا سلام إلا بإقامة الدولة الفلسطينية.
وفي الوقت الذي انصرفت أنظار العالم عن القضية الفلسطينية إلى قضايا أخرى، منها الإرهاب وجائحة كورونا والنزاعات بين بعض الدول نجح جلالته من خلال خطاباته في المحافل الدولية ولقاءاته وزياراته إلى عواصم قرار على إعادة الزخم والتركيز على هذه القضية حيث يعتبر الأردن أن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مصلحة وطنية أردنية عليا، كما هي مصلحة وطنية فلسطينية، ولا سيما في ظل ارتباط الأردن بكافة قضايا الحل النهائي بما فيها الأمن والحدود والماء واللاجئين والقدس.
وفي كلمة لجلالته خلال مشاركته في قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت في مدينة جدة 16 تموز2022،” أكد أن لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.
وشهدت العلاقة الأردنية الفلسطينية، خلال العام 2022، مزيدا من التعاون والتطور، وتنسيق المواقف ،وحرص جلالة الملك على أن تحظى القضية الفلسطينية بالزخم المطلوب دوليا، ترجمتها زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى رام الله في شهر آذار الماضي، ولقاءات جلالته المتكررة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتأكيد جلالته أن الأردن سيبقى على الدوام مع الأشقاء الفلسطينيين، ويقف إلى جانبهم أمام التحديات، وداعما لحقوقهم، لأننا الأقرب إلى بعض وفي نفس الخندق.
وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس في هذا الشأن، أن القضية الفلسطينية، ما زالت قضية وطنية وقومية ومصلحة أساسية للأردن، مؤكدة ثبات الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وقضيتهم العادلة.
وحافظ الأردن على مواقفه التاريخية تجاه المقدسات في القدس، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، باعتبارها الضامن الحقيقي لحماية القدس والحفاظ على عروبتها وهويتها، في ظل المحاولات الإسرائيلية المتكررة لطمس هذه الهوية.
ولأن الهاشمين ارتبطوا تاريخياً بعقد شرعي وأخلاقي مع المقدسات الإسلامية، فقد كانت وما تزال رسالة رعاية المقدسات في القدس أولوية هاشمية أردنية، ناضلوا من أجلها وقدموا التضحيات، وهي حاضرة دوما على الأجندة الملكية، حيث لا تكاد تغيب عن أي لقاء أو مؤتمر، ففي البيان الختامي لقمة الرياض كانت القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، حاضرة بقوة في القمة العربية الصينية التي عقدت في شهر كانون الأول 2022 في العاصمة السعودية الرياض.
وجاءت مضامين “إعلان الرياض” لتؤكد الوصاية الهاشمية، ما يدل على الاحترام والتقدير الدولي لمكانة جلالة الملك عبد الله الثاني ودبلوماسيته المتواصلة لدعم القضية الفلسطينية.
وأكد البيان الختامي مدى أهمية الموقف والدور الأردني التاريخي شعباً وقيادة في الدفاع ومساندة الأهل في فلسطين والقدس، ومركزية الوصاية الهاشمية في الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس، باعتبارها تشكل مع الرباط والصمود المقدسي السد المنيع الذي يحمي المدينة من التهويد.
كما تؤكد اللجنة استمرار مراحل الإعمار الهاشمي المستمر للمسجد الأقصى، وانطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وجاءت مباركة جلالة الملك عبدالله الثاني بإنشاء “وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك”، في تأكيد أردني للمسؤولية التاريخية والدينية لصاحب الوصاية جلالة الملك عبدالله الثاني في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية وحمايتها وترسيخ عروبة القدس.
وتمكنت الوصاية الهاشمية على الأقصى طيلة السنوات الماضية من الحفاظ عليه من التقسيم الزماني والمكاني ومن كل المخططات العنصرية الإسرائيلية الخبيثة وما يحاك ضده ليلا ونهارا من قبل جماعات الهيكل المزعوم اليمينية المتطرفة، وكان للاهتمام المباشر من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بما يدور في الأقصى من انتهاكات واعتداءات واقتحامات يومية وتحركه مع الأطراف العربية والإقليمية والدولية كافة، الأثر الكبير في لجم الاحتلال عن مواصلة هذه الاعتداءات ووضع حد لها.
–(بترا)