محليات

الصناعة الأردنية … من تصنيع محدود إلى منتجات تغزو اسواق العالم

22 الاعلامي– أكد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير، أن الصناعة الأردنية حظيت برعاية كبيرة من القيادة الهاشمية على مر السنوات، ما جعلها تنتقل من التصنيع المحدود والبسيط إلى منتجات تغزو أسواق العالم وتصل لأكثر من مليار مستهلك.
وقال الجغبير لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة ذكرى يوم الوفاء والبيعة الذي يصادف يوم غد الثلاثاء، إن القيادة الهاشمية الحكيمة واصلت جهودها الحثيثة لبناء اقتصاد وطني من خلال مواكبة التكنولوجيا بمختلف الأنشطة الاقتصادية، وفتح آفاق التعاون مع مختلف الدول من خلال سياسات الانفتاح الاقتصادي لرفع تنافسية المنتجات المصنعة محليا.
ويحتفل الأردنيون سنويا في السابع من شهر شباط، بذكرى يوم الوفاء والبيعة: الوفاء للمغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني، عاقدين العزم على المضي قدما في مسيرة البناء والتقدم والإنجاز.
وعبر الجغبير عن فخره واعتزازه بأن القطاع الصناعي هو أحد الركائز الأساسية في بناء الدولة الأردنية، ويحظى برعاية ملكية خاصة، ما مكنه من تعزيز دوره بالنهضة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وحققت صادرات الصناعة الأردنية قفزات كبيرة وملموسة على مدار مسيرتها لترتفع من نحو 7 ملايين دينار عام 1964، إلى نحو 7.5 مليار دينار خلال العام الماضي 2022، ما جعلها تشكل اليوم 90 بالمئة من الصادرات الوطنية الكلية.
وأوضح أن القطاع الصناعي واصل تطوره عاماً بعد عام وأصبح عامل استقطاب رئيسي للاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء، ليصل الأردن اليوم إلى إنتاج أكثر من 1500 سلعة بسواعد أردنية من مختلف الأنشطة والقطاعات الصناعية الفرعية، مبينا أن هذه المنتجات تنتج من خلال ما يقارب 22 ألف منشأة صناعية منتشرة بعموم محافظات المملكة مقارنة مع أقل من 100 منشأة صناعية كانت تعمل في خمسينيات القرن الماضي.
وأكد الجغبير أن هذه المعطيات الإيجابية تبرز جهود القيادة الهاشمية منذ بواكير الدولة في استقطاب الاستثمارات الخارجية وتحسين البيئة الاستثمارية في المملكة ودعم الصناعة الأردنية في سبيل تعزيز مبدأ الاعتماد على الذات.
وأشار إلى أن الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، افتتح أول مصنع للأدوية في الأردن عام 1962 ليكون لبنة في بناء صرح صناعة الدواء الأردنية التي أصبحت تحاكي في نوعيتها وتطورها ومواصفاتها أرقى متطلبات صناعة الدواء العالمية.
وقال الجغبير، أنشئت عام 1962 شركة مساهمة تحت اسم “الشركة الصناعية التجارية الزراعية” كمجمع لعدة صناعات، بدأت بخمسة مصانع، وهي مسحوق الغسيل “سيرف” والدهانات والبسكويت وتجميع الراديو والتلفزيون ومواد تجميل ومعجون أسنان.
وأوضح أن أول مصنع لصناعة الإسفنج تأسس بالمملكة عام 1964، وأول مصنع بلاستيك في 1968، فيما واصل القطاع الصناعي تباعا تطوره عاماً بعد عام وأصبح عامل استقطاب رئيس للاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء.
واكد أن أبرز المنجزات في تاريخ القطاع الصناعي، تأسيس الغرف الصناعية المحلية المتمثلة بغرفة صناعة عمان عام 1962 تلتها غرفة صناعة الزرقاء عام 1998 وغرفة صناعة إربد 1999 كمؤسسات تعنى بخدمة وتنمية العمل الصناعي.
وأشار كذلك إلى تأسيس غرفة صناعة الأردن عام 2005 لتضم تحت مظلتها جميع الغرف الصناعية ومختلف المنشآت الصناعية بالمملكة، بهدف تمثيل الصناعة محليا وخارجيا ورعاية مصالح القطاع الصناعي والدفاع عن حقوقه وبما بسهم بتنمية وتطوير الصناعة الأردنية، لافتا إلى أن القطاع الصناعي أصبح اليوم أحد أكبر الطاقات الإنتاجية بالمملكة وبقدرات تصل إلى أكثر من 18 مليار دينار كإنتاج صناعي قائم سنويا، تشكل منها القيمة المضافة نحو 46 بالمئة.
وأوضح أن ما يؤكد أهمية الصناعة الأردنية وتنافسيتها اعتبار قطاع الصناعات التحويلية الأول في الشرق الأوسط من حيث مستوى القيمة المضافة بحسب تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي خلال السنوات الماضية.
ولفت الجغبير إلى أن الأردن وبجهود قيادته الهاشمية أسس بيئة منافسة للاستثمار على مستوى المنطقة من خلال حزمة متكاملة من التشريعات الجاذبة للاستثمار، و إبرام اتفاقيات للتجارة الحرة الثنائية ومتعددة الأطراف، مهدت لجعل المملكة مركزا إقليميا آمنا يحظى باهتمام أنظار كبرى الشركات والمستثمرين.
وقال “في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني انضم الأردن لعضوية منظمة التجارة العالمية وما تبعها من تعديلات تشريعية لتنسجم مع شروط المنظمة وأهدافها، إضافة إلى توقيع الأردن لعدد من اتفاقيات التجارة الحرة مع كل من سنغافورة وكندا، بهدف اقامة منطقة تجارة حرة ترفع من سوية العلاقات التجارية الثنائية وتعزز المشروعات المشتركة فيما بينها”.
وأضاف “تجسيداً لاهتمام القيادة الهاشمية وتقديرها لليد العاملة المنتجة والمطورة على مدى العقود الماضية فقد كان الأردن من أوائل الدول العربية في إنشاء مراكز التدريب المهني والتقني وتطوير منظومة التعليم”، مبينا أن هذا الاهتمام انعكس على عدد العاملين في القطاع الصناعي الذي أصبح اليوم يوظف نحو 268 ألف عامل وعاملة غالبيتهم من الأردنيين، لتسهم الصناعة المحلية بما يزيد عن 21 بالمئة من القوى العاملة بالمملكة.
— (بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى