22 الاعلامي–
رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تصاعد التوتر في مدينة القدس مع اقتراب الأعياد اليهودية، وتشديد الإجراءات التي تفرضها شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، ومضايقة ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد.
وأوضح تقرير البرنامج المصور في القدس أن حالة من القلق المتصاعد تخيم على مدينة القدس، نتيجة تكثيف سلطات الاحتلال التشديدات عليها، مع انتشار شعور بين المقدسيين بأن هذه الأجواء “المتوترة” تأتي تمهيداً لما قد يحدث في فترة الأعياد اليهودية التي تبدأ الأسبوع المقبل، في ظل الصمت العربي والعالمي على الاعتداءات التي يقترفها الاحتلال ضد القدس والمقدسيين، وسعيه لخلق واقع زماني ومكاني جديد في المسجد الأقصى المبارك.
وأشار التقرير إلى أن تصاعد التوتر في القدس يأتي بالتزامن مع انتشار مكثف لشرطة الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة، بهدف التنكيل بالوافدين إليه، وإعاقة وصولهم لإقامة شعائرهم الدينية، ما اعتبره الفلسطينيون انتهاكاً لحرية العبادة وتعديا صارخا على الأقصى، وإجراء سياسيا لإبعاد المقدسيين عن الأقصى ومحاولة لتكريه الفلسطينيين بزيارة المسجد من خلال مضايقة كل من يحاول الدخول إليه، وفقاً لما قاله ناصر قوس، وهو أحد المقدسيين الذين مُنعوا من الدخول للمسجد.
وأضاف التقرير أن هذا التصعيد وصل إلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، الذي اقتحمته شرطة الاحتلال هذا الأسبوع، حيث قام أفراد الشرطة بتحطيم وتخريب محتوياته ومصادرة جزء منها، ما ينذر بتصاعد الاعتداءات قبيل الأعياد اليهودية.
وفي اتصال فيديو من القدس، وصف رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، ما يجري في القدس بأنه “حرب مستعرة”، وفيها العديد من المعارك بحسب الحالة السائدة والمناسبة والظروف الميدانية في المدينة والمسجد الأقصى، ومن ذلك، موسم الأعياد أو تولي حكومة جديدة أو مضايقة لدائرة الأوقاف الإسلامية، لافتاً إلى أن هذه الحرب مستمرة منذ اليوم الأول للاحتلال، حينما تهجر 70 ألف مقدسي من القسم الغربي لمدينة القدس، وزادت حدتها مع احتلال الجزء الشرقي من المدينة بما فيه المسجد الأقصى.
وأوضح أن باب الرحمة مستهدف من قبل سلطات الاحتلال بشكل دائم، وأنه مطمع لدى الاحتلال ليكون “موطئ قدم” له في المسجد الأقصى، ليبدأ به – إن تحقق له ذلك – سيطرته المكانية على المسجد الأقصى المبارك، بهدف إيجاد مكان محدد لليهود في الأقصى دون السماح للمسلمين بالتواجد فيه، وتحويله لكنيس يهودي، مضيفا أن باب الرحمة يعد “خاصرة ضعيفة” في المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي كان يدركه السلطان صلاح الدين الأيوبي عندما قام بإغلاقه.
وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف الباب لأنه يفتح على المقبرة مباشرة وهو خارج أسوار البلدة القديمة، حيث يعد عنصراً “تفجيرياً” في المنطقة، نظراً لحساسيته الشديدة لدى المقدسيين، ورفضهم ومنعهم لأي تدخل لسلطات الاحتلال فيه، مؤكدا أن الاحتلال يستغل الدين كذريعة لفرض سيطرته على القدس وتحقيق المكاسب السياسية، وأن ذلك بدأ مع بداية احتلال فلسطين، حيث أن الأشخاص الذين أقاموا دولة الاحتلال لم يكونوا رجال دين، ولكنهم استغلوا الدين منذ تلك اللحظة لإغراء يهود العالم بالقدوم إلى “أرض الميعاد” لإقامة الهيكل، بحسب زعمهم.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تستغل الأعياد للإجرام والتدمير وبث العنف في المكان عن طريق التعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مبينا أن مدينة القدس تمر بظروف استثنائية، حيث حرص الاحتلال على غياب القيادة الوطنية الواضحة، التي تستطيع بناء استراتيجية للوصول إلى أهدافها في مواجهة سلطات الاحتلال، إلا ان الشارع الفلسطيني انشأ بشكل تلقائي وبحكم الظرف قيادة شبابية أفقية، رافضة لكل ممارسات الاحتلال ومتوافقة فيما بينها، كما أنها متعاونة مع الأوقاف الإسلامية في الدفاع عن الأقصى والمقدسات.
ودعا الهدمي إلى تكثيف الجهود وزيادة قوة الموقف الشعبي لمنع دولة الاحتلال من التمادي في أطماعه، حيث وصل الأمر إلى مرحلة “لا يجوز فيها أن يتقدم الاحتلال أكثر”.
— (بترا)