22 الاعلامي
المحامي حسام حسين الخصاونة
مع دخول الأردن عامه الخامس والعشرين تحت قيادة الملك عبدالله الثاني، وولي عهدة سمو الأمير حسين نجد أنفسنا أمام مرآة التاريخ تعكس صورة دولة بنت نفسها بثبات وسط رمال متحركة من الأزمات الإقليمية والعالمية. هذه السنوات لم تكن مجرد دورة زمنية، بل كانت رحلة بناء وعطاء، حيث شهد الأردن تحولات جذرية في كافة المجالات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، تحت راية الهاشميين.
منذ تسلمه السلطة في 1999، دأب الملك عبدالله الثاني على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المملكة، مواجهًا التحديات برؤية واضحة وسياسة خارجية حكيمة. تمكن من تعزيز الصورة الدبلوماسية للأردن وبناء شبكة علاقات دولية قوية تضمن مصالح الوطن وتحافظ على سيادته.
أحد الأعمدة الرئيسية لسياسة الملك عبدالله الثاني هو الالتزام بالمبادئ الإنسانية، حيث فتح الأردن أبوابه لاستقبال ملايين اللاجئين الفارين من النزاعات في الدول المجاورة، خاصة من العراق وسوريا. هذه الخطوة لم تكن مجرد تعبير عن الواجب الإنساني، بل كانت أيضاً تعكس عمق القيم التي يتبناها الأردن تحت راية الهاشميين. الاستقرار النسبي الذي يتمتع به الأردن في منطقة مضطربة كان بمثابة شعلة أمل للعديد من الذين فقدوا كل شيء.
في السياق الاقتصادي، عمل الملك عبدالله الثاني على تنفيذ برامج إصلاحية شاملة هدفت إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة للأردنيين. من خلال تطوير البنية التحتية، تعزيز القطاعات الإنتاجية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، نجح الأردن في توفير فرص عمل وتحسين الخدمات العامة، مما أسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
يُعتبر غرس الأمل في نفوس الأردنيين الهبة الأكثر عمقًا ودوامًا في عهد الملك عبدالله الثاني.. إن الإرادة القوية والعزيمة التي أظهرها الملك والشعب الأردني قد خلقت جوًا من التفاؤل بأن الأمور يمكن أن تتحسن بغض النظر عن حجم التحديات. هذا الأمل لم يكن فقط في تحقيق الاستقرار والازدهار، بل في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. إن فلسفة “من القليل يأتي الكثير” تتجلى بوضوح في كل مبادرة وكل خطوة يخطوها الأردن نحو الأمام، مؤكدًا على أن الإمكانيات لا تقاس بالحجم ولكن بالتصميم والإصرار.
بينما نحتفل باليوبيل الفضي، نتذكر أن كل خطوة خُطت في عهد الملك عبدالله الثاني كانت نحو تعزيز الديمقراطية والشفافية، وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار. الإصلاحات السياسية والتشريعية التي تم تبنيها تصب في مصلحة تحقيق حكم رشيد يُحتذى به، مما يعكس التزام الأردن بمبادئ العدل والمساواة.
كما أن الجهود المستمرة في مجال حماية البيئة وتعزيز الاستدامة تشير إلى وعي الأردن بأهمية الحفاظ على الكوكب للأجيال القادمة. برامج إعادة التدوير، تحسين كفاءة استخدام المياه، ومشاريع الطاقة المتجددة هي شهادة على التزام الأردن بمستقبل أخضر ومستدام.
وفي السياق السياسي فقد شهد الأردن في عهد جلالة الملك تحديث المنظومة السياسية من خلال التشريعات والقوانين والدستور والعمل على تعزيز مفهوم آلعمل الحزبي ووصول الاحزاب إلى البرلمان وتشكيل الحكومات
وكما عمل جلالة الملك على دعم الشباب والمرأة وتمكينهم في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية وتوليهم مناصب قيادية في مختلف القطاعات ودعم كافة القطاعات الرياضية والفرق الشبابية
في هذه اللحظة التاريخية، يقف الأردن كشاهد على قوة العزيمة والإرادة في وجه الصعاب. بالتكاتف والعمل المشترك، استطاع الأردن أن يُظهر للعالم أنه بالإمكان تحقيق التقدم حتى في الأوقات الأصعب.
إن مسيرة اليوبيل الفضي ليست فقط احتفالاً بالماضي، بل هي تجديد للعهد بالمستقبل، عهد بأن الأردن سيواصل المضي قدمًا نحو التطور والازدهار، مستلهمًا من تراثه العريق ورؤية قيادته الطموحة. نتطلع إلى الأعوام القادمة بكل تفاؤل، مستعدين لمواجهة التحديات الجديدة بنفس الحكمة والإصرار الذي ميز مسيرتنا حتى الآن.