22 الاعلامي
رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، قيام سلطات الاحتلال بنقل احتفالات “عيد” الشعلة” اليهودي من مدينة صفد إلى حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، ضمن محاولاتها تهويد المدينة. كما ناقش البرنامج تاريخ دولة الاحتلال الإجرامي وأثر حرب غزة على القضية الفلسطينية.
وقال تقرير البرنامج المعد في القدس إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد دفع الفلسطينيين في مدينة القدس إلى العيش ضمن اختناقات تصيب حياتهم بالشلل. حيث قررت هذا العام إقامة طقوس عيد”الشعلة” اليهودي في حي الشيخ جراح، بعد أن أجبرت سكانه على إخلاء الشوارع من المركبات لمدة يومين، كما قامت بإغلاق الشوارع المحيطة بالحي، ومنعت الفلسطينيين من الوصول إليها. ما تسبب بالضرر في الحي والأحياء المجاورة له كذلك.
وأشار التقرير إلى أن طقوس هذا العيد كنت تقام كل عام في مدينة صفد شمالي فلسطين، ولكن الاحتلال تعمد إقامتها في القدس المحتلة بذريعة الحرب على الحدود الشمالية. وأضاف أن إقامة العيد في هذا المكان تحديداً له معنى واضح يتمثل في عمق التهويد المستمر في القدس، ومحاولة من الاحتلال لفرض سيطرته على الأحياء العربية في القدس المحتلة.
واكد التقرير أن الاحتفال هذا العام بحي الشيخ جراح، المستهدف بشكل كبير من قبل الجمعيات الاستيطانية اليهودية المدعومة من الحكومة، أخذ طابعا رسميا يعد “الأخطر” منذ احتلال القدس عام 1967 ، حيث قام “الحاخام الأكبر” بافتتاح هذا الاحتفال، في إشارة واضحة إلى “تعميق السيطرة اليهودية” على هذا الحي المقدسي الذي يعاني يومياً من الهجمات الاستيطانية.
الكاتب والمحلل السياسي الخبير في شؤون القدس،راسم عبيدات، قال إن نقل الاحتفال من مدينة صفد إلى حي الشيخ جراح في القدس لها اكثر من بعد، وليس كما يدعي الاحتلال بأنه لأسباب أمنية، مشيراً إلى أن الاحتلال يستغل حربه على قطاع غزة من اجل “إحكام السيطرة والسيادة على مدينة القدس” ومحاولة إظهارها بمظهر “عاصمة دولة الاحتلال”.
وأضاف عبيدات أن لنقل الاحتفال طابعا تهويديا واستيطانيا، بمعنى إضفاء الرموز التلمودية والتوراتية في حي الشيخ جراح بشقيه الشرقي والغربي، والإيحاء بأن هذه الأحياء يهودية وليست عربية. وان هذا يدخل ضمن عمليات طرد وتهجير سكان الحي التي أصبحت عالمية.
كما ناقش البرنامج تاريخ الإجرام الفلسطيني في فلسطين، ودور ما حدث ويحدث في غزة في إعادة صياغة الصراع العربي الإسرائيلي وإعادة تشكيل الموقف الدولي الرسمي والشعبي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكشف همجية الاحتلال وقادته.
وفي هذا الصدد، قال استاذ التاريخ والحضارة في جامعة اليرموك، الدكتور رياض ياسين، إن الاحتلال ارتكب افظع الجرائم بحق الفلسطيننين على مدة مئة عام، وأن هذه الجرائم تم توثيقها في كل المحافل، ومنها الكتب والصحافة، وعلى رأسها الكتب التي كتبها المؤرخين الإسرائيليين أنفسم، والتي تحدثت عن المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينين. وان الحرب “لم يهربوا من مدنهم وقراهم في عام 1948، وأن ما حدث هو عمليات إرهابية يهودة ضدهم”، وأضاف أن غالبية المؤرخين الإسرائيليين يصفون ما جرى بأنه “عمليات تهجير قسرية” نظرا لوجود مشروع استيطاني، لأن الاحتلال قام على فكرة “الاستعمار الاستيطاني”.
وأشار الدكتور ياسين إلى أن ما حدث في غزة منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” وما تبعه من مجازر من قبل دولة الاحتلال، تسبب في إعادة تعريف الصراع العربي الإسرائيلي، وعودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة. كما أدى لتغيير في الموقف العالمي من الاحتلال، حيث أن هنالك قيودا فرضتها بعض الدول ضد الاحتلال، إضافة إلى ازدياد عدد الدول المناصرة للفلسطينيين في العالم.
واوضح أن محكمة العدل الدولية قامت بتعريف ما قامت به إسرائيل خلال 8 أشهر في غزة على انه يشمل “كل انواع الجرائم” الثلاث، وهي، جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة وجرائم الحرب، لافتاً إلى أن تصفح بندود هذه الجرائم، يؤكد أن إسرائيل ارتكبت جميع أنواع الجرائم في غزة.
–(بترا)